تحرك ألماني لإحباط استحقاق سبتمبر.. والفلسطينيون مصممون على التوجه للأمم المتحدة

فياض مرشح فتح لتشكيل الحكومة.. وعباس يأمر بإعادة عناصر فتح الفارين إلى غزة

TT

في الوقت الذي انضمت فيه ألمانيا بفاعلية للجهود الإسرائيلية - الأميركية الهادفة لإحباط التحرك الفلسطيني، أعلنت القيادة الفلسطينية تصميمها على التوجه للأمم المتحدة للحصول على اعتراف جمعيتها العامة بالدولة الفلسطينية. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن الفلسطينيين سيتوجهون للجمعية العامة للأمم المتحدة على اعتبار أن هذا حق لفلسطين، ولا علاقة له بالمفاوضات ونتائجها.

ونوه أبو يوسف بأن الفلسطينيين يتحركون في اتجاهين؛ فمن ناحية يسعون لضمان تأييد أكبر عدد من الدول بالدولة الفلسطينية، ومن ناحية ثانية سيشرعون في الإجراءات الفنية الهادفة لضمان سلامة التحركات الفلسطينية القانونية داخل أروقة الأمم المتحدة.

وأوضح أبو يوسف أن التحرك الدبلوماسي الفلسطيني الهادف لتجنيد الدول المختلفة لتأييد الخطوة الفلسطينية متواصل وغير منقطع.

وأوضح أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستناقش القرار، متوقعا الحصول على تأييد أكثر من ثلثي الأصوات في الجمعية العامة. وشدد على رفض التحرك الأميركي الهادف لإحباط المبادرة الفلسطينية، وقال: «قد تعودنا السلوك الأميركي الصهيوني، وها هم يمارسون العدوان اليومي والحصار على شعبنا، بالإضافة للاستيطان الهادف لخلق واقع جديد على الأرض، لا سيما في القدس. وشدد على أن المفاوضات قد وصلت إلى طريق مسدود، في ظل الانحياز الأميركي السافر لإسرائيل، «وبالتالي ليس أمامنا إلا التمسك بوحدتنا الوطنية وبالمقاومة الشعبية، باعتبارها الأسلوب الملائم في هذه المرحلة التي تسهم في عزل الاحتلال وتعريته أمام العالم أجمع، كما توفر المزيد من الدعم والتأييد لقضيتنا»، على حد تعبيره.

من ناحية ثانية، ذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرنوت» على شبكة الإنترنت أن الزيارة التي سيقوم بها غدا (الاثنين) وزير الخارجية الألماني، جيودو فيستر، لرام الله، تهدف إلى محاولة إقناع الجانب الفلسطيني بأن الجهود أحادية الجانب في الحصول على اعتراف أممي بدولة فلسطينية هو «نهج خاطئ».

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقرر أن يلتقي فيستر مع الرئيس محمود عباس في مسعى لإقناعه بالعدول عن المطلب الفلسطيني المقدم إلى الأمم المتحدة بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وسينصحه في المقابل بتقديم مشروع لمجلس الأمن يدعو إلى حل الدولتين على أساس حدود 67 وتبادل الأراضي.

وفي تصريحات للصحافيين، قال نبيل شعث: «لا أعتقد أن هناك فرصة لعملية السلام حاليا, بعدما رفضت الإدارة الأميركية مؤتمر باريس لاعتبار أن الوقت غير مواتٍ». وأوضح أن الإدارة الأميركية أحبطت التحرك الروسي لعقد مؤتمر دولي في موسكو، مشددا على أن السلطة الفلسطينية لن تستأنف عملية المفاوضات في حال لا تستند إلى إقامة الدولة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967, ووقف كل أعمال الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة, وعودة اللاجئين, والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية.

وفي موضوع آخر، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، إن رئيس الحكومة الفلسطيني الحالي، سلام فياض، هو مرشح الحركة الوحيد لتشكيل الحكومة الانتقالية المقبلة. واعتبر زكي أن القبول الدولي الذي يحظى به فياض هو أهم مسوغ لترشيح الحركة له لتشكيل الحكومة.

من ناحية ثانية، ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة، أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أصدر تعليماته بعودة عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأعضاء حركة فتح، الذين فروا من قطاع غزة، إلى الضفة الغربية، بعيد سيطرة حركة حماس عليه، في أعقاب الاشتباكات التي تفجرت بين الجانبين في يوليو (تموز) 2007.

وأشارت المصادر إلى أن عباس أقر، في المرحلة الأولى، إعادة 70 من عناصر الأجهزة الأمنية، وذلك في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس. ونوهت المصادر بأن عباس يأمل في أن يسهم العائدون في إعادة ترتيب أوضاع حركة فتح في قطاع غزة.

وأوضحت المصادر أن عودة العناصر للقطاع ستتم في أعقاب اللقاء المقبل بين ممثلي الحركتين في القاهرة.. ورجحت المصادر أنه من المتوقع أن تطرح السلطة عودة عناصر فتح الذين فروا إلى مصر في أعقاب الانقسام، والذين يقدر عددهم بالمئات.