حرب دعاوى قضائية بين «العراقية» و«دولة القانون»

قادة الكتل يجتمعون لتدارك الأزمة

TT

اندلعت فجأة حرب من نوع آخر بين كل من القائمة العراقية، التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، وائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، على خلفية قيام أنصار المالكي برفع صور علاوي مع المتهم الرئيسي في مجزرة «عرس الدجيل» عام 2006، في مظاهرة أول من أمس في بغداد، وتوجيه رسالة شديدة اللهجة من قبل علاوي، وصف فيها أنصار حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي بأنهم «خفافيش الظلام».

وقال حزب الدعوة الإسلامية في بيان له، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «قيادة حزب الدعوة سترفع، اليوم (أمس)، دعوى قضائية ضد زعيم القائمة العراقية، إياد علاوي، بسبب اتهامه قادة الحزب وأعضاءه بتهم كاذبة».

من جانبها، أعلنت القائمة العراقية أنها «سترفع دعوى قضائية ضد الحزب الحاكم ورئيسه، نتيجة استغلال موارد الدولة لصالحه، ولبقاء وجوده من خلال دعم البلطجية ومجالس الإسناد، وهذا الأمر غير مقبول لأن الموارد المالية هي ملك الشعب وليست للحكومة».

وقالت المتحدثة باسم القائمة العراقية، ميسون الدملوجي، في تصريح صحافي، إن ما حدث في مظاهرة الجمعة «ضد المتظاهرين الذين يحتجون بشكل سلمي في ساحة التحرير هو انتهاء للمالكي، لأنه لم يعد يحظى باحترام الجميع». وأوضحت أن «الذي يدعم الديمقراطية ويسمح بالاحتجاج ومن ثم ينقلب على هذا الأمر أمر لا يمكن السكوت عنه، لأن نهج الديمقراطية قد انتهى في العراق بسبب هذه الأساليب التي تتبعها الحكومة».

وكان علاوي شن، أول من أمس، هجوما لاذعا على المالكي، معتبرا أنه تم دعمه من قبل إيران. ووصف عناصر حزب الدعوة الذي يقوده بأنهم «خفافيش ظلام»، محذرا مما اعتبره سياسة «تكميم الأفواه والديكتاتورية الجديدة».

وبخصوص التداعيات المحتملة للتصعيد الجديد بين العراقية ودولة القانون، فقد أكد القيادي في القائمة العراقية ورئيس الهيئة التنسيقية فيها، الدكتور ظافر العاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المحاولات التي تقوم بها جهات مرتبطة بحزب الدعوة والمالكي لن تفت في عضد القائمة العراقية، ولن تؤثر في موقفها ووحدة هذا الموقف وصلابته».

وأضاف العاني: «أستطيع القول إن الاستهداف الموجه ضد الدكتور إياد علاوي إنما هو استهداف للقائمة العراقية كلها، وإن (العراقية) اليوم كلها هي إياد علاوي؛ فهي ملتفة حوله بالكامل».

إلى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم القائمة العراقية، حيدر الملا، أن «العراقية» سوف تعقد اجتماعا اليوم لبحث تداعيات الموقف الجديد، معتبرا أن هذا الاجتماع سيحدد الموقف الرسمي للعراقية من العملية السياسية.

وقال الملا في تصريح أمس إن «قادة (العراقية) سيطلبون من بقية الكتل توضيح موقفهم من مبادرة أربيل». وأشار الملا إلى أن «موقف (العراقية) النهائي سيعلن اليوم في بيان رسمي، ستتم تلاوته خلال جلسة البرلمان». واعتبر الملا أن «الوضع في العراق لا يتحمل السكوت على الجرائم بحق العراقيين، فضلا عن أن التحالف الوطني أخل باتفاقية أربيل».

من جهته، كشف القيادي البارز في التحالف الكردستاني، فؤاد معصوم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «قادة الكتل السياسية في البرلمان قرروا عقد اجتماع لهم يسبق بدء جلسات البرلمان»، مشيرا إلى أن «هذا الاجتماع يأتي لبحث تداعيات الأزمة السياسية الراهنة، وما يمكن عمله لتلافي التصعيد من قبل الأطراف المختلفة».

وبشأن طبيعة المبادرة التي ينوي الرئيس العراقي، جلال طالباني، طرحها قريبا، أوضح معصوم أنها «تأتي في سياق مبادرة رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، لأن هناك نية حقيقية لتفعيل تلك المبادرة، من خلال دخول طالباني طرفا فيها، نظرا للأجواء المشحونة التي باتت تعيشها العملية السياسية»، مشيرا إلى أن «طالباني ليست لديه مبادرة بديلة، وإنما نفس الأفكار والمبادئ التي استندت إليها مبادرة أربيل، يضاف لها التداعيات الجديدة وما يستوجب عمله من قبل قادة الكتل»، وبشأن ما إذا كان رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، ينوي زيارة بغداد لهذا الغرض، أكد معصوم أنه «لا يستبعد ذلك، وأن الزيارة يمكن أن تترتب عليها بحث كل النقاط العالقة، مع وضع إجراءات عملية عليها».