البشير وسلفا كير في أديس أبابا لتهدئة الأوضاع في أبيي وكردفان

TT

أعلن في الخرطوم أمس أن الرئيس عمر البشير ونائبه سلفا كير ميارديت سيعقدان اليوم لقاء قمة في العاصمة الإثيوبية لبحث الوضع في أبيي وولاية جنوب كردفان حيث تجري مواجهات منذ نحو أسبوع.

وأعلنت الحكومة السودانية أن الاجتماع سيبحث الأوضاع المتفجرة في منطقتي أبيي وجنوب كردفان الغنيتين بالنفط، بعد أحداث العنف الدامية التي وقعت في المنطقتين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، في وقت عبرت فيه الولايات المتحدة الأميركية عن قلقها البالغ بسبب التطورات الأخيرة. ودعت الأمم المتحدة لفتح تحقيق في الأحداث الأخيرة، وحذرت من أن الخرطوم ستواجه بعزلة دولية عميقة. فيما قال والي جنوب كردفان أحمد هارون إن الشراكة مع الحركة الشعبية في الولاية قد انتهت.

وأبلغ المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح «الشرق الأوسط» بأن البشير ونائبه الأول سلفا كير ميارديت سيعقدان اجتماع قمة اليوم في أديس أبابا، لبحث القضايا العالقة في تنفيذ اتفاقية السلام، وموضوعات ما بعد انفصال الجنوب في الاقتصاد، والنفط، والحدود، والترتيبات الأمنية في المناطق الثلاث (أبيي، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان)، معربا عن أمله في أن تتوصل القمة إلى اتفاق على منهج لمعالجة كل القضايا يمهد الطريق لاتفاق حولها قبل إعلان دولة الجنوب في التاسع من يوليو (تموز) المقبل. وتوقع أن يمكث البشير وكير ليومين في أديس أبابا، وقال «سيطلبان الالتحاق بوفود من الطرفين لمواصلة المباحثات في تفاصيلها، ووضع اتفاق شامل لكل القضايا، قبل إعلان دولة الجنوب في التاسع من يوليو المقبل»، مشيرا إلى أن ما يدور في جنوب كردفان ليس حربا، وإنما اضطرابات أمنية، وأن القوات المسلحة السودانية ردت على خروقات الجيش الشعبي المتكررة، غير أنه وصف الأوضاع الحالية بأنها متوترة، وأن القمة الرئاسية مطلوب منها امتصاصها. وقال «المطلوب أن يستتبع القمة وضع ترتيبات أمنية وعودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات لحل كل القضايا العالقة». وأكد مروح أن هناك مقترحات مقدمة للطرفين لتجاوز حالة الاحتقان والتوتر، وقال «المطلوب من القمة إعطاء رسالة بأن طرفي اتفاقية السلام لن يعودا إلى الحرب مجددا، وأن الحوار الجاد هو الطريق لحل القضايا العالقة»، معتبرا ما يصدر من المجتمع الدولي من بيانات ضد الخرطوم تهويلا للأوضاع أكثر من اللازم، ومحاولة لتشكيل ضغوط على الحكومة لتقديم تنازلات. وتابع «ليست لدينا الرغبة في حسم هذه القضايا عسكريا لأنها سياسية ويمكن حلها عبر الحوار، وما حدث من قبل الجيش السوداني هو رد فعل لما قام به الجيش الشعبي». من جانبه، قال المبعوث الصيني للشؤون الأفريقية ليو غوي جين، في تصريحات صحافية عقب اجتماعه أمس مع البشير في الخرطوم، إن البشير ونائبه الأول سلفا كير سيعقدان اجتماعا اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بوساطة من رئيس اللجنة العليا للاتحاد الأفريقي الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ثابو مبيكي، لمناقشة موضوعات أبيي وجنوب كردفان.

وكان مبيكي قد كشف أول من أمس عن اتفاقه مع البشير وكير على عقد لقاء يجمعهما بأسرع ما يمكن، لتدارك الموقف الأمني في جنوب كردفان وأبيي، وقد دعا إلى ضرورة وضع حد للتدهور الأمني والعودة للعمل من أجل وضع الترتيبات اللازمة بين الشمال والجنوب قبل إعلان استقلال الجنوب في التاسع من يوليو المقبل.

إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية إنها قلقة للغاية بسبب التطورات الجارية في ولاية جنوب كردفان، داعية الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق كامل في هذه الحوادث.