مقتل القائد المفترض لتنظيم القاعدة في شرق أفريقيا بمقديشو

رصد الأميركيون 5 ملايين دولار مقابل أي معلومة تقود لاعتقاله

TT

أفادت الأنباء بأن فاضل عبد الله محمد، أحد المنفذين الأساسيين للاعتداءات الدامية على السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام، الذي يعتقد أنه قائد تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا، قد قُتل قبل أيام عن طريق الصدفة في اشتباك عند حاجز عسكري في مقديشو. وأعلن قائد الشرطة الكينية ماتيو إيتيري، السبت، لوكالة الصحافة الفرنسية: «تلقينا هذه المعلومة من السلطات الصومالية»، مؤكدا معلومات أفاد بها مسؤول كبير لمتمردي حركة الشباب الصومالية. وقال إيتيري لوكالة الصحافة الفرنسية: «قيل لنا إن إرهابيين اثنين قُتلا في الصومال الأربعاء. وتم التعرف عليهما باعتبارهما فاضل محمد وعلي ديري. هذا ما قاله لنا نظراؤنا في الصومال». وأوضح مسؤول في حركة الشباب أن «أحد الرجلين القتيلين هو فاضل عبد الله». وأضاف: «لقد قُتل، لكنه ما زال حيا من خلال آلاف المجاهدين الذين يستمرون في مقاتلة أعداء الإسلام». ولم يؤكد أي مصدر أميركي هذه المعلومة حتى بعد ظهر السبت. وتفيد معلومات أجهزة الأمن في الحكومة الانتقالية الصومالية بأن عنصرين مفترضين من حركة الشباب، أحدهما أجنبي، قُتلا ليل الثلاثاء/ الأربعاء في شمال العاصمة الصومالية خلال تبادل لإطلاق النار على حاجز. وأوضح المسؤول في قوات الحكومة الانتقالية الصومالية، عبد الكريم يوسف، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «قواتنا أطلقت النار على رجلين رفضا التوقف عند حاجز. لقد حاولا الدفاع عن نفسيهما في وقت كانا مطوقين». وقال: «لقد استعدنا وثائقهما الثبوتية من بينها جواز سفر أجنبي». وحصل الحادث قرابة الساعة الثانية بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي في مدينة أفغويي، بحسب مصدر أمني في المنطقة. وكان الرجلان يستقلان سيارة بيك أب محملة بأدوية وأجهزة كومبيوتر محمولة. وأفاد مصدر صومالي قريب من التحقيق بأن الأجنبي كان يحمل جواز سفر جنوب أفريقيا باسم دانييل روبنسون من مواليد عام 1971. وتشير البيانات على الجواز الصادر في 13 أبريل (نيسان) 2009 إلى أن حامله غادر جنوب أفريقيا في 19 مارس (آذار) إلى تنزانيا؛ حيث منح تأشيرة زيارة، وهي التأشيرة الوحيدة الظاهرة على الجواز. وكان الرجل يحمل 40 ألف دولار نقدا، وعددا من الهواتف المحمولة. وكان آتيا، على ما يبدو، من إقليم جوبا السفلى جنوب الصومال؛ حيث كان يقود مجموعة من المقاتلين الأجانب تحت اسم حركي هو «عبد الرحمن الكندي» بحسب المصدر نفسه. وخلافا لما يجري عادة في هذا النوع من الحوادث المألوفة نسبيا في مقديشو، تم سحب جثتي الرجلين من جانب أجهزة الاستخبارات الصومالية ثم تم تسليمهما إلى الاستخبارات الأميركية التي بادرت إلى التثبت من هوية صاحبيهما عبر فحوص الحمض النووي، وتظهر صور التقطت بعد فترة وجيزة من الحادث جثة مضرجة بالدماء لرجل ملقى على ظهره، إضافة إلى سيارة رباعية الدفع يبدو أنها مصفحة وعلى زجاجها آثار رصاص. ويتشابه الوجه مع بلاغات البحث التي نشرها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) على الإنترنت. وقد أفلت فاضل عبد الله محمد، الزعيم المفترض لـ«القاعدة» في شرق أفريقيا من الأميركيين منذ نحو 10 سنوات. ورصد هؤلاء مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار لاعتقاله. وكان أحد المنفذين الأساسيين للاعتداءات على سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام التي أسفرت عن 224 قتيلا في يوليو (تموز) 1998. وهو ضالع أيضا في الاعتداءات التي استهدفت الإسرائيليين في مومباسا (جنوب شرق) وأسفرت عن 15 قتيلا في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2002. وفي 2002 أيضا، تولى قيادة عمليات تنظيم القاعدة في كل أنحاء شرق أفريقيا، بحسب أجهزة الاستخبارات الأميركية. وكان هذا الرجل، الذي يجيد لغات عدة ويحمل نحو 12 اسما، خبيرا في التنكر ويتنقل في المنطقة برمتها. وقاتل على مدى سنوات عدة في صفوف حركة الشباب الصوماليين الذين أعلنوا ولاءهم لـ«القاعدة»، كما كان مكلفا بشكل خاص بتجنيد المقاتلين الأجانب. وتبدي حركة الشباب الصومالية تكتما كبيرا حيال هذه الوحدات من المقاتلين المؤلفة بشكل أساسي من صوماليي الانتشار ومن مواطنين من شرق أفريقيا، وقد تورط هؤلاء في الكثير من الاعتداءات الانتحارية التي نفذتها الحركة الإسلامية. ويأتي مقتل فاضل عبد الله محمد، المتحدر من جزر القمر، بعد أكثر من شهر على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بيد مجموعة كوماندوز أميركية في الثاني من مايو (أيار) في باكستان. وكان زعيم آخر مفترض لـ«القاعدة» في منطقة القرن الأفريقي هو الكيني صالح لي صالح نبهان، قد قُتل في سبتمبر (أيلول) 2009 في غارة شنتها مروحية عسكرية للقوات الخاصة الأميركية في جنوب الصومال.