النظام السوري يسعى لاسترضاء أهالي حماه

قرر محاسبة المسؤولين عن أحداث «جمعة حماة الديار» وتعويض أسر الضحايا

متظاهرون في مدينة مونتريال في كندا يطالبون بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد (أ.ف.ب)
TT

قالت صحيفة «تشرين» السورية الرسمية إن لجنة التحقيق في الأحداث التي وقعت يوم «جمعة حماة الديار» في حماه اتخذت قرارات بإعفاء عدد من المسؤولين، و«محاسبة كل من تثبت مسؤوليته وتقصيره وإدانته في وقوع أحداث يوم الجمعة الثالث من يونيو (حزيران) الحالي».

وفي عددها الصادر أمس قالت «تشرين» إن «اللجنة، التي تم تشكيلها بناء على توجيهات الرئيس بشار الأسد، أقرت أيضا تعويض أسر من قضى في أحداث هذا اليوم مع معاملتهم على أنهم شهداء ومنحهم سائر التعويضات والميزات بهذا الشأن».‏ وشهدت مدينة حماة يوم جمعة «حماة الديار» أحداثا دامية وصفها مسؤول حزبي بأنها «مجزرة حقيقية» إذ أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 80 متظاهرا وإصابة نحو 500 آخرين، وذلك في كمائن نصبتها قوات الأمن للمتظاهرين في الأحياء والحارات وفاجأتهم بإطلاق الرصاص مباشرة عليهم، وتم على أثرها إحالة رئيس فرع الأمن العسكري في محافظة حماه ومعه 4 ضباط أمن إلى التحقيق.

كما قررت اللجنة إعادة «جميع العقارات والأراضي المستولى عليها سابقا إلى أصحابها خلال مدة أقصاها شهر» حيث تشمل هذه العقارات عددا من الشقق والأبنية المستولى عليها منذ زهاء 30 سنة.

وتضم اللجنة عضو القيادة القطرية للحزب، رئيس مكتب الأمن القومي، هشام الاختيار، رئيسا للجنة، فيما تضم في عضويتها كلا من عضو القيادة القطرية للحزب أسامة عدي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار، ومحافظ حماه أحمد عبد العزيز.

وقالت مصادر إعلامية إن هشام الاختيار التقى مع عدد من أهالي حماه، وتعهد لهم بأن اللجنة مستعدة في الأيام المقبلة لإجراء المزيد من الحوارات واللقاءات مع المواطنين والاستماع إلى آرائهم ومشكلاتهم والعمل على اتخاذ قرارات وإجراءات لحلها، ووعدهم بـ«قرارات وإجراءات إضافية ستتخذ في الفترة القريبة القادمة في هذا المجال».

وكشف محافظ حماه خلال اللقاء عن «محاسبة كل من أثبت التحقيق ضلوعه بالأحداث الأخيرة، وإن الجهات المعنية حريصة على تدارك الأخطاء التي وقعت في الفترة الماضية منعا من تكرارها»، وقال إنه «اتخذت في الأيام الماضية جملة من القرارات والإجراءات التي تكفل حقوق المواطنين وتصب في مصلحتهم».

وهذه اللجنة هي الثانية من نوعها التي تشكلها السلطات السورية حيث سبق وشكلت لجنة للتحقيق في أسباب سقوط ضحايا أثناء مظاهرات لمواطنين في درعا، وقيل إن بعد إقالة رئيس فرع الأمن السياسي في درعا عاطف نجيب والمحافظ فيصل كلثوم تمت إحالتهما إلى التحقيق، إلا أن ناشطين أكدوا أمس لشبكات إخبارية معارضة على شبكة الإنترنت أن «عاطف نجيب يقيم في جبلة (الساحل) في منزل والدته، خالة الرئيس السوري بشار الأسد»، وقال ناشط «تأكدت تماما أن عاطف نجيب مقيم في منزل والدته الكائن في جبلة».