المجتمع الدولي يعزز الضغوط على نظام الأسد.. ودعوات لإنهاء العنف والقمع

ألمانيا ترى أن صدور قرار إدانة دولي أصبح ملحا.. وبريطانيا تقول إنه «غير مضمون»

في هذه الصورة التي أخذت أثناء الزيارة التي نظمتها الحكومة السورية للصحافيين، تظهر بعض الوحدات العسكرية على جسر نهر العاصي قرب مدينة جسر الشغور (أ.ب)
TT

عززت الأسرة الدولية أمس ضغوطها على سوريا، حيث طالبت بريطانيا مجلس الأمن الدولي باتخاذ «موقف واضح» منها، بينما عبر الاتحاد الأوروبي وواشنطن عن قلقهما من الوضع الإنساني في سوريا، وطالبا دمشق بالسماح بدخول فرق طبية فورا.

وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس لتلفزيون «سكاي نيوز» بأن على مجلس الأمن الدولي اتخاذ «موقف واضح» بشأن سوريا بإصداره قرارا يدين القمع الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المحتجين في هذا البلد.

وفيما يتزايد الغضب الدولي من حملة القمع السورية ضد المتظاهرين قال هيغ: إن احتمالات صدور قرار ضد سوريا «غير مضمونة».

وقال هيغ لتلفزيون «سكاي نيوز»: إن «الوقت حان» لأن يتحدث الرئيس السوري بشار الأسد إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وذكر مسؤولون في الأمم المتحدة أن الأسد يرفض الرد على المكالمات الهاتفية الواردة من بان كي مون الذي انتقد بشدة الرئيس السوري منذ اندلاع التظاهرات في مارس (آذار)، والتي خلفت 1100 قتيل على الأقل، بحسب منظمات حقوقية.

وتشعر كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال بالإحباط من معارضة عدد من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن لصدور قرار يدين سوريا، وتستمر المحادثات خلف الكواليس خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وتعارض روسيا والصين صدور قرار، كما أعربت كل من جنوب أفريقيا والبرازيل والهند عن تحفظات شديدة.

ومن جانبها، أدانت إيطاليا أمس «لجوء (السلطات السورية) غير المقبول للعنف»، وطلبت السماح للصليب الأحمر بالدخول «فورا ومن غير قيود».

وقال مكتب رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني في بيان: إن «الحكومة الإيطالية تتابع بقلق تطور الأزمة الإنسانية الناجمة عن هجوم القوات الحكومية على شمال سوريا».

وأضاف البيان أن إيطاليا «تدين لجوء (النظام السوري) غير المقبول للعنف ضد شعبه»، ودعا الحكومة إلى «وقف العنف»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان التلفزيون السوري أعلن دخول الجيش السوري إلى مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد لطرد «التنظيمات المسلحة» منها.

بينما قالت ألمانيا أمس إن العمليات التي يشنها الجيش السوري في شمال البلاد تجعل صدور قرار من مجلس الأمن الدولي أمرا أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.

وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي، الذي تشغل بلاده حاليا مقعدا غير دائم في مجلس الأمن، في بيان: إن «الوضع الخطير يجعل صدور رد فعل واضح من مجلس الأمن الدولي أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى».

وأضاف فيسترفيلي: إن «جهودنا السياسية الدبلوماسية لا تزال موجهة إلى تمرير مسودة القرار التي أعددناها (مع بريطانيا وفرنسا والبرتغال) في مجلس الأمن بالسرعة الممكنة».

وأكد «أدين الأعمال التي تقوم بها القيادة السورية في شمال البلاد، إن العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة يهددان بخلق أزمة إنسانية».

وفي غضون ذلك، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن «قلقها الشديد لتدهور الوضع الإنساني» في سوريا، مجددة نداءها إلى السلطات السورية بالتوقف عن قمع المتظاهرين، وبالسماح بوصول الوكالات الإنسانية.

وقالت أشتون في بيان مساء أول من أمس إنها تشجب «التصعيد في استخدام القوة الوحشية ضد المتظاهرين في سوريا خلال الأيام الماضية»، وأضافت: «أنا قلقة جدا لتدهور الوضع الإنساني الناجم عن أعمال السلطات السورية، وأطالبها بالسماح فورا بدخول مراقبين دوليين لحقوق الإنسان ووكالات إنسانية، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر».

وتابعت أشتون: «أكرر نداءاتي الكثيرة إلى السلطات السورية كي تغير مسلكها»، مشيرة إلى أن هذا التغيير «يتضمن إطلاق سراح كل الذين اعتقلوا على خلفية التظاهرات، إضافة إلى كل السجناء السياسيين الذين ما زالوا معتقلين على الرغم من قرارات العفو التي أعلنها مؤخرا الرئيس (السوري بشار) الأسد».

وشددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي على أن «الحصار المفروض على مدن، بما فيها درعا وجسر الشغور، يجب أن يرفع من دون تأخير»، وأن «المسؤولين عن أعمال العنف والقتل يجب أن يحاسبوا».

وأكدت أشتون أن «إطلاق النار على المتظاهرين ومهاجمتهم واعتقالهم والانتهاكات المقلقة جدا للحقوق الأساسية للإنسان يجب أن تتوقف حالا لإفساح المجال أمام حوار وطني».

وتأتي دعوة أشتون بعيد ساعات على اتهام البيت الأبيض للنظام السوري بالتسبب بـ«أزمة إنسانية» بقمعه العنيف للحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد ومطالبته دمشق بالسماح فورا بدخول فرق الإغاثة الطبية.

وقال البيت الأبيض في بيان إن «الولايات المتحدة تدعو الحكومة السورية إلى وقف هذا العنف والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول فورا ومن دون قيود إلى تلك المنطقة».

وتابع البيان أنه «إذا لم يسمح القادة السوريون بهذا الأمر فإنهم سيثبتون مجددا أنهم يزدرون كرامة الشعب السوري».

وفي سياق متصل، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة مجددا، على هامش زيارة إلى كولومبيا، عن «حزنه وقلقه العميقين» إزاء الوضع في سوريا، حيث يقتل «الكثير من الأشخاص»، وقال: «إنني حزين جدا وقلق جدا حيال ما يجري في سوريا، لقد أدليت بالكثير من التصريحات، وتحدثت مرات كثيرة مع الرئيس (السوري بشار الأسد) كي أقول له إن عليه أن يتخذ إجراءات فورية وحاسمة، وأن يستمع لشعبه»، وأضاف «أشعر بحزن عميق إزاء مقتل هذا الكم من الأشخاص».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أعرب الجمعة عن «قلقه الشديد» من استمرار أعمال العنف في سوريا، مؤكدا أن استخدام السلطات السورية القوة العسكرية ضد المدنيين أمر «غير مقبول»، وأن «من واجبها» حماية شعبها.