التوتر بين علاوي والمالكي يتحول إلى عراك في البرلمان

قيادي في «دولة القانون» يضرب بعكاز آخر في «العراقية»

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدى استقباله نائب الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية بي.لين باسكو في بغداد امس (إ.ب.أ)
TT

تصاعد الخلاف بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومنافسه الأبرز رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي ليتحول إلى عراك بين اثنين من نواب قائمتيهما في مبنى البرلمان أمس.

وقال مصدر برلماني إن «مشادة كلامية حصلت اليوم (أمس) بين النائبين حيدر الملا المنتمي إلى كتلة العراقية بزعامة علاوي وكمال الساعدي المنتمي إلى دولة القانون بزعامة المالكي، تطورت إلى مواجهة جسدية مباشرة». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الساعدي اتهم الملا بالإرهاب خلال المشادة الكلامية التي وقعت في صالة الاستراحة بمبنى البرلمان، ثم قام بضربه بعكاز كان يستخدمه، وحين حاول الملا الرد عليه تدخل نواب آخرون وفصلوا بينهما». وقال الساعدي إن «الملا أساء لي بالإعلام واتهمني بالكذاب وطلبت منه الاعتذار ولم يعتذر». لكنه نفى قيامه بضرب النائب الملا، موضحا أن «العصا التي أحملها معي هي للاتكاء عليها».

من جهته قال الملا إن «تصرف الساعدي ينم عن ثقافة لا تستطيع التعامل مع التغيير الديمقراطي في العراق».

وردا على سبب نعته الساعدي بـ«الكذاب»، أوضح «نحن قلنا إن الساعدي يزيف الحقائق لكونه لا يستطيع أن يستمع لمن يريد الدفاع عن حقوق الشعب العراقي».

وفي الوقت الذي اعتبرت فيه «دولة القانون» أن ما حصل بين الساعدي والملا إنما هو تصرف شخصي لا يمثل إلا نفسيهما وينبغي ألا ينعكس على كتلتيهما فقد اعتبرت القائمة العراقية أن «ما حصل إنما هو اعتداء صارخ على أحد نوابها وتتحمل كتلة دولة القانون مسؤولية ذلك». وقال النائب في البرلمان العراقي عن القائمة العراقية ورئيس كتلة الحل فيها الدكتور أحمد المساري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» لقد «تم إبلاغنا أن (دولة القانون) سوف ترسل لـ(العراقية) رسالة تطمين، ولكن ما وصلنا في الواقع إنما هو رسالة خاطئة، وهي ليست أكثر من محاولة لكسب الوقت». وأضاف أن «القائمة العراقية تشعر الآن أنها كلها مستهدفة وليس شخص رئيسها الدكتور إياد علاوي ونحن ننظر إلى ما حصل من مظاهرات يوم الجمعة الماضي في بغداد باعتبارها مظاهرات مسيسة وواضحة الأهداف كما أن هناك مظاهرات أخرى في محافظات عراقية منها الناصرية ضد علاوي»، مشيرا إلى أن «هناك محاولات لعزل علاوي عن (العراقية) وهو أمر لا يمكن أن يحصل فـ(العراقية) الآن وبعد أن حصل ما حصل لزعيمها سواء خلال المظاهرات أو محاولات تجاهل ما تم الاتفاق عليه في أربيل وبغداد إنما هي مستهدفة كلها وأن ما حصل لعلاوي يمكن أن يحصل لأي قائد في (العراقية)». وجاءت مواجهة أمس بعد تراشق كلامي حاد بين المالكي وعلاوي. وكان زعيم قائمة العراقية قال الجمعة في خطاب تلفزيوني عقب مظاهرات شارك فيها مئات العراقيين للمطالبة بتحسين الأداء الحكومي، إن المالكي «اعتمد على الأجنبي ودعمته إيران ليكون رئيسا للوزراء». وأردف «لقد نسي (المالكي) وتوهم أنه يستطيع تكميم الأفواه وقتل روح المواطنة وسحق الكرامة»، مضيفا «كذبوا على شعبنا في مسألة المائة يوم ونسي رأس (حزب) الدعوة (المالكي) أنه منذ خمس سنوات يحكم ويريد محاسبة الآخرين عن مائة يوم». وكان يشير علاوي بذلك إلى مهلة المائة اليوم التي حددها المالكي للوزارات لتحسين أدائها وانتهت الأسبوع الماضي. وقد تظاهر مئات العراقيين الجمعة للمطالبة بتحسين مستوى الخدمات، بينما تخلل مظاهرة في بغداد رفع صور لعلاوي وهو يصافح شخصا متهما بالمشاركة في قتل 70 عراقيا شاركوا في حفل زفاف عام 2006.

وجاء خطاب علاوي بعدما اتهم رئيس الحكومة، الثلاثاء، خصومه السياسيين بتعمد «تعطيل مشاريع الدولة حتى يقال إن الحكومة لم تحقق ولم تنجز، وإعادة الفتنة من جديد بالقول إن العملية السياسية تقف على حافة مرحلة خطيرة».

وإلى جانب حادثة العراك بين النائبين، انسحب نواب قائمة العراقية من جلسة البرلمان أمس. وأكدت المتحدثة باسم القائمة ميسون الدملوجي لـ«فرانس برس»: «انسحاب القائمة من جلسة البرلمان احتجاجا على كل الانتهاكات، وتقف أسرة متماسكة ورجلا واحدا مع إياد علاوي وتعتبر استهدافه استهدافا لها وللمشروع الوطني».

في مقابل ذلك، أعلنت النائبة سميرة الموسوي المنتمية إلى «دولة القانون» أن «حزب الدعوة رفع قضية ضد إياد علاوي شخصيا وليس ضد القائمة العراقية، واتهمه بالتهجم على قيادات حزب الدعوة وبالكذب». وأكد النائب عباس البياتي عضو حزب الدعوة أيضا «رفع دعوى من قبل الحزب ضد علاوي بتهمة القدح والذم».