محافظ الأنبار: عدو إقليمي يحاربنا ومشروع الإقليم الغربي مجرد كلام

افتتاح أول معرض استثماري في المحافظة

TT

بدأت في محافظة الأنبار غرب العراق أعمال معرض الأنبار الاستثماري الدولي الأول في الحبانية على أرض المدينة السياحية في الحبانية غرب الفلوجة. وتشارك في المعرض 45 شركة أجنبية، بينها شركات من الولايات المتحدة والنمسا وألمانيا والمملكة المتحدة وتركيا ودول أوروبية أخرى، إضافة إلى شركات عربية وأخرى محلية من بغداد وإقليم كردستان العراق.

وفي هذا السياق شكا محافظ الأنبار محمد قاسم الفهداوي من أن «هناك تعتيما إعلاميا مقصودا حيال ما هو موجود في محافظة الأنبار من فرص استثمارية وموارد مالية وطاقات بشرية كبيرة». وقال الفهداوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على خلفية افتتاح المعرض إن «محافظة الأنبار بما تمتلكه من إمكانيات وطاقات وانفتاحها على دول مجاورة من خلال منافذ حدودية هامة يمكن أن تكون بوابة هامة جدا للاستثمار في العراق». وأوضح أن «المعرض الذي تم افتتاحه والذي ضم العشرات من الشركات العربية والأجنبية يعد البداية الحقيقية للطفرة الاستثمارية في هذه المحافظة بعد سنوات الحرمان التي كانت مقصودة من قبل جهات كثيرة تتمثل في دول إقليمية لا تريد لهذه المحافظة أن تتقدم».

وحول أهمية المعرض الآنية والمستقبلية قال الفهداوي إن «هناك أكثر من فائدة وأهمية لهذا المعرض، منها الأهمية التنسيقية للمقاولين والمستثمرين العرب والأجانب، والناحية الثانية هي المهمة الترويجية لغرض فتح أبواب الاستثمار نتيجة لما تمتلكه الأنبار من موارد وطاقات بشرية، بالإضافة إلى الماء والأرض الصالحة للزراعة والمنافذ الحدودية والسكك الحديد، وهو ما يعني توفر كل مقومات الاستثمار». وحول الأهمية التي يمكن أن يوفرها مثل هذا المعرض لمحافظة كانت أكثر المناطق سخونة في العراق للسنوات الماضية قال محافظ الأنبار إن «مثل هذا الأمر له أهميته البالغة، حيث إن أهالي المحافظة الذين سوف يلمسون أهمية الاستثمار وتوفير فرص العمل سوف يدافعون عن الأمن في المحافظة، حيث ستكون له الأولوية الأولى بالنسبة لهم». وأضاف أن «لدى الأنبار عدوا إقليميا لا يريد لها الخير، وللأسف فإن هناك بعضا من أبناء هذه المحافظة، وهم قلة جدا باعوا أنفسهم لهذا العدو الأجنبي، وأخذوا يصورون الأوضاع في عموم الرمادي بأنها مخيفة ولا تصلح لشيء، الأمر الذي يناقض الحقيقة، حيث إن هذا المعرض وما يمكن أن ينتج عنه سوف يغير هذه الصورة النمطية عن الأنبار تماما».

وحول قضية حقل عكاز الغازي الذي أثار خلال السنوات الماضية خلافا بين وزارة النفط ومجلس محافظة الأنبار، قال الفهداوي: «لقد تم التوقيع على استثمار هذا الحقل من قبل وزارة النفط والشركات الأجنبية، وقد باركنا هذا الأمر على الرغم من أنه لم تتم استشارتنا كمحافظة، لكن موقفنا إيجابي من هذا الموضوع نظرا لأهميته البالغة على العراق عموما وعلى محافظة الأنبار خصوصا». وبشأن ما يتردد حول إقليم الأنبار قال الفهداوي إن «شيئا ملموسا بهذا الاتجاه غير موجود على أرض الواقع وإن كل ما يجري هو كلام عام وعائم»، مشيرا إلى أن كل «من يريد إقامة أقاليم فإنه محكوم بآليات دستورية وأخرى واقعية على الأرض، من أهمها أن تكون هناك نسبة معينة للتوقيع والاستفتاء وغيرها من الإجراءات، وهو ما ليس موجودا الآن».

وفي السياق نفسه وطبقا للناطق الرسمي باسم محافظة الأنبار فإن المعرض الاستثماري الأول الذي افتتح في المدينة السياحية في الحبانية ضم عددا كبير من المعروضات، بدءا من تصاميم هندسية لمدن عصرية ومنتجات صناعية ثقيلة وخفيفة وأخرى كهربائية وخدمية وطبية ومنزلية ومعدات هندسية، لافتا إلى أن الإقبال على المعرض في اليوم الأول يعتبر ممتازا، ويعد نجاحا للمحافظة في جذب الشركات العالمية للعمل في الأنبار. وكانت القوات الأميركية التي احتلت العراق عام 2003 قد اتخذت من المدينة السياحية في الحبانية مقرا لها حتى انسحابها منها، حيث تم ترميمها عام 2009 لتكون مهيأة كمدينة سياحية مثل ما كانت عليه في الماضي.