فياض يثير خلافا مبكرا قد يعرقل تشكيل الحكومة

فتح ستطرح اسمه غدا كرئيس لحكومة التوافق.. وحماس ترفض وتشبهه بالخديوي إسماعيل

سلام فياض
TT

أثار رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض خلافا مبكرا بين حركتي فتح وحماس، بشأن إمكانية توليه منصب رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية المرتقبة. وقررت مركزية فتح، قبل يومين من اجتماع مع حماس سيعقد في القاهرة للاتفاق على تشكيل الحكومة، ترشيح فياض لرئاستها بعد أن كانت استبعدته سابقا. ورفضت حماس تماما هذا الترشيح، قائلة إنها لن تقبل به ولا حتى وزيرا في الحكومة المقبلة.

وفاجأت فتح حركة حماس باختيارها فياض مرشحا وحيدا بعدما اتفقت الحركتان على استبعاده، ولم يكن مرشحا قويا في فتح. وقالت حماس إنها أبلغت فتح سابقا برفضها اسم فياض.

ورشح فياض بضغط قوي من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يرى فيه الشخص الأنسب لتجنب فرض مقاطعة مالية على السلطة الفلسطينية، ولأنه يحظى بقبول دولي واسع.

ويقول مؤيدو فياض إنه نجح في إدارة شؤون الدولة، وجلب مزيدا من الدعم الدولي السياسي والمالي للقضية الفلسطينية. ويقول معارضوه إنه لا يمثل أغلبية فلسطينية، وليس قَدَرا على الفلسطينيين، كما أن إدارته الاقتصادية محل شك.

وقال مسؤول في مركزية فتح لـ«الشرق الأوسط»: «فياض هو مرشحنا الآن». لكن حماس ردت فورا على ذلك ورفضت بشدة ترشيح حركة فتح لفياض. وقال القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل إن حركته لن تقبل بسلام فياض رئيسا للحكومة المقبلة ولا حتى وزيرا فيها. وأضاف: «من المؤكد أننا لن نقبل بفياض لا رئيسا للحكومة ولا وزيرا فيها، لأن أربعة أعوام من الحصار والاعتقالات والتعذيب لقادة وكوادر حماس ارتبطت باسم سلام فياض».

واتهم البردويل فياض بإغراق الخزينة المالية بالديون، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن فياض أساء إلى الشعب الفلسطيني على المستوى الأمني والاجتماعي والفصل الوظيفي والاعتقالات السياسية، وأغرق الشعب في ديون أثقلت كاهله». ونفى البردويل أن تكون حركته تماطل في تنفيذ اتفاق المصالحة عبر رفضها ترشيح فياض لتشكيل الحكومة القادمة، معتبرا أنه لا يمكن لحركته أن تتوافق على أمور تعتبر بمثابة خطوط حمراء بالنسبة لها. وأوضح أن اتفاق المصالحة ينص بشكل واضح وصريح على أن تسمية رئيس الوزراء والوزراء في الحكومة الانتقالية «يتم على قاعدة التوافق وليس على قاعدة الإملاء». وأضاف: «لماذا لا تصر حركة حماس على المرشح الذي طرحته لتشكيل الحكومة الانتقالية؟ لا يمكن مقاربة الأمور على هذا النحو». وشدد البردويل على أنه لم يسبق لحركته أن وافقت على ترشيح فياض لتشكيل الحكومة الانتقالية، منوها بأن حركته دللت على أنها «مرنة للغاية» في كل ما يتعلق بالقضايا مثار الخلاف في الحوار الوطني. واستهجن ما سماه «التفاف فتح المفاجئ» حول فياض، مشيرا إلى أن حركة فتح لم تطرح مطلقا فياض كمرشح لتشكيل الحكومة أثناء اللقاءات التي تمت في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة، وقال: «إن الديون التي خلفها فياض (عندما كان وزيرا للمالية قبل فوز حماس في الانتخابات التشريعية) تشبه الديون التي تركها الخديو إسماعيل في مصر إبان حكمه، وأنشأ قناة السويس، وورط الشعب المصري في تلك الديون».

ودعا البردويل حركة فتح إلى عدم التركيز على «عبقرية فياض الاقتصادية»، أو «التحدث بلهجة الحسم التي استخدمتها حركة فتح بأن فياض هو مرشحها الوحيد».

وحسب اتفاق المصالحة فإن أي فصيل لا يمكنه فرض اسم رئيس الوزراء أو أحد الوزراء إلا بالتوافق. وقد يثير إصرار فتح على ترشيح فياض وإصرار حماس على استبعاده أزمة جديدة تحول دون الاتفاق يوم غد.

وسألت «الشرق الأوسط» مسؤولا في مركزية فتح حول ما إذا كانت الحركة تحمل أسماء أخرى لرئاسة الحكومة، فرد: «حاليا مرشحنا هو فياض».