القذافي يلعب الشطرنج ويرقي وزير دفاعه إلى رتبة فريق أول

رئيس الاتحاد الدولي للعبة: القذافي أبلغني أنه لا ينوي مغادرة ليبيا ولن يتنحى

العقيد معمر القذافي يلعب الشطرنج مع رئيس الاتحاد العالمي للعبة، في مكان غير معروف بطرابلس (أ.ب)
TT

عاود العقيد معمر القذافي الظهور مجددا عبر التلفزيون الرسمي الليبي الذي بث الليلة قبل الماضية لقطات مصورة له وهو يؤدي مباراة شطرنج عقب استقباله رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج، الروسي كيرسان ايليو مجينوف.

وفيما بدا أنه محاولة لإظهار تحديه للقصف المستمر من قوات حلف الناتو ولرفضه مطالب الثوار بالتنحي، بثت قناة «الجماهيرية» الفضائية لقطات مصورة للمقابلة التي حضرها محمد، الابن الأكبر للقذافي، والذي يتولى رئاسة اللجنة الأولمبية، والمسؤول عن قطاع الاتصالات في ليبيا.

ولم يفصح التلفزيون عن المكان الذي تم فيه هذا الاجتماع، لكن مسؤولين ليبيين قالوا في المقابل إنه تم بمقر إقامة القذافي الحصين في ثكنة باب العزيزية بالعاصمة طرابلس.

وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إنه خلال المقابلة التي تمت بناء على طلب مجينوف؛ لبي القذافي رغبته في إجراء مباراة بينهما في لعبة الشطرنج رغم ما وصفته بالتحليق المكثف لطائرات حلف الناتو وقصفها المستمر لمدينة طرابلس، مشيرة إلى أن رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج الذي يضم في عضويته (128) دولة من دول العالم، أهدى القذافي رقعة شطرنج.

وهذا هو أحدث ظهور تلفزيوني للقذافي الذي يتحاشى على ما يبدو الوجود في أماكن بها حشود جماهيرية منذ نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي خشية قيام طائرات الناتو بمحاولة قتله أو خوفا من تعرضه للاغتيال.

وأعلن ميخائيل مارغيلوف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفريقيا، أنه نصح مجينوف بأن يلعب مع القذافي باللون الأبيض، ويوضح له أن جولته على وشك الانتهاء.

وقال مارغيلوف، في حديث لوكالة «نوفوستي»: «اتصل مجينوف بي قبيل توجهه إلى ليبيا، وأبلغني بأنه ينوي زيارة طرابلس وقد يلتقي بالقذافي لبحث قضايا متعلقة بالشطرنج». وأضاف مارغيلوف أن منظمات وشخصيات كثيرة تبادر على المسار الليبي اليوم، ومن بينهم رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج.

وقال مجينوف لاحقا إن «القذافي أبلغه أنه لا ينوي مغادرة ليبيا ولن يتنحى رغم الضغوط».

يشار إلى أن مجينوف الذي استقبله القذافي بحرارة تعبيرا عن الصداقة التي جمعت بينهما منذ عام 2004 إبان استضافة ليبيا لبطولة العالم للشطرنج، سبق أن زعم قبل عامين، أنه تعرض للاختطاف لبعض الوقت من كائنات فضائية، حيث صرح في مقابلة تلفزيونية أنه جرى اختطافه من مسكنه في العاصمة الروسية موسكو على متن مركبة تابعة لكائنات فضائية أتت لكوكب الأرض بهدف أخذ عينات!.

وبعد ساعات من ظهور القذافي، بث التلفزيون الليبي الحكومي لقطات للفريق أول أبو بكر جابر يونس، وزير الدفاع في الحكومة الليبية وهو يتفقد ما وصف بالخطوط الأمامية لقوات القذافي بمنطقة البريقة.

وبثت القنوات الفضائية الموالية للقذافي، لقطات مصورة ليونس الذي يتولى منصب أمين باللجنة المؤقتة للدفاع، وهو يصافح عددا من الجنود الموالين للقذافي، بينما كان يرتدى الزي العسكري ويلوح بقبضة يديه.

واختفى يونس وهو أحد الأعضاء الباقين من مجلس قيادة الثورة التي أطاحت بنظام العاهل الليبي الراحل إدريس السنوسي عام 1969، عن الأنظار منذ اندلاع الثورة الشعبية لمطالبة القذافي بالتنحي والتخلي عن السلطة في السابع عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي.

وبدا أن الظهور الجديد ليونس الذي تمت ترقيته من دون إعلان من رتبة الفريق إلى فريق أول، هو بمثابة رد عملي على شائعات ترددت مؤخرا حول اغتياله أو اعتقاله أو أنه قيد الإقامة الجبرية لرفضه تنفيذ تعليمات القذافي والمشاركة في العمليات العسكرية الراهنة.

إلى ذلك، أعلن موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية قد أعلن مساء أول من أمس، أن النظام الليبي يرفض أي بحث في موضوع تنحي القذافي، قاطعا بذلك الطريق على عرض تركيا التي قدمت نفسها ضامنة لاحتمال نفي القذافي.

وقال إبراهيم في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس: «نرفض أي حوار بشأن تنحي القذافي». وكرر القول: «لا يحق لأحد أن يطلب من الزعيم الرحيل. لا يمكن لأحد أن يأتي إلى هنا مع خطة تتضمن تنحي الزعيم». وبحسب إبراهيم، فإن مثل هذا الاقتراح «غير أخلاقي، وغير قانوني، وليس له أي معنى». يشار إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال إن تركيا عرضت على القذافي «ضمانات» مقابل مغادرته البلاد، إلا أنها لم تتلق منه أي رد، مضيفا في تصريح لتلفزيون «إن تي في»: «ليس أمام القذافي خيار آخر سوى مغادرة ليبيا، مع منحه ضمانا، وقد منحناه هذا الضمان. لقد قلنا له إننا سنساعد على إرساله إلى أي مكان يرغب في الذهاب إليه».