مفاوضات في أديس أبابا بين البشير وسلفا كيرحول نشر قوات إثيوبية في أبيي

الجنوب يلوح بتدخل جيشه في كردفان

TT

تصاعدت أزمة جنوب كردفان وأبيي إقليميا ودوليا فيما كشفت مصادر دبلوماسية عن اتفاق بين الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت على سحب الجيش السوداني من منطقة أبيي الغنية بالنفط ونشر قوات دولية لحفظ السلام نفت الخرطوم حسم موضوع القوات الدولية حتى وقت متقدم من ليل أمس مع استمرار المفاوضات الشاقة بين الزعيمين الشمالي والجنوبي. إلى ذلك أعلنت الأمم المتحدة عن اتساع دائرة القتال في كردفان حتى مناطق داخل حدود الجنوب في وقت طالبت فيه الحركة الشعبية الجنوبية من مجلس الأمن الدولي التدخل السريع لوقف استهداف المدنيين بسلاح الجو والقصف بالطيران وذلك بإعلان جنوب كردفان منطقة حظر جوي، واعتبرت ما يجري بأبيي وكردفان يرتقي لمستوى «الإبادة الجماعية»، وهددت بالتدخل العسكري في الشمال لكن الجيش السوداني نفى بشدة استهدافه للمدنيين، إلى ذلك دعا الاتحاد الأوروبي لوقف الهجمات على المدنيين وناشد الطرفين بالتوصل لاتفاق سلام يحفظ الاستقرار في المنطقة.

وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن مباحثات شاقة تواصلت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت ورئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي ورئيس الوساطة الأفريقية ثامبو أمبيكي تركزت حول الأوضاع في أبيي الغنية بالنفط والتطورات العسكرية في ولاية جنوب كردفان الشمالية، وقالت المصادر إن الزعماء ناقشوا مقترحا حول نشر قوات دولية في أبيي وسحب الجيش السوداني فورا من أبيي التي اقتحمها في الشهر الماضي، وكانت المنطقة مثار النزاع بين الشمال والجنوب الذي صوت سكانه لصالح الانفصال بداية العام الجاري قد شكلت تهديدا على السلام بين الدولة الأم والجديدة، وفشل الطرفان في إجراء استفتاء لسكان المنطقة للاختيار بين الشمال والجنوب، وينص اتفاق السلام على نشر قوات مشتركة لحفظ الأمن إلا أن الخرطوم قامت بنشر قواتها داخل المنطقة مما أوقف الحوار بين الخرطوم وجوبا لقرابة الشهر، وأشارت المصادر إلى أن الوسطاء اقترحوا نشر قوات إثيوبية بتفويض من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، واشترط رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي لإرسال قواته طلبا من البشير وسلفا كير، وفيما أكدت المصادر موافقة البشير مبدئيا على الانسحاب إلا أن الخرطوم أكدت أنه لم تصدر أي تصريحات عن الاجتماع الذي ما زال متواصلا في شكل جلسات مغلقة، وذكرت مصادر سودانية أن المفاوضات بحثت الوضع في أبيي وتكوين إدارية جديدة بالإضافة إلى التفويض الخاص بترتيب هذه الإدارة إلى جانب بحث مقترح القوات الإثيوبية البديلة لليونميس، وتأتي المفاوضات الماراثونية في وقت تتصاعد فيه المواجهات العسكرية، وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أحدث تقرير له «انتشر القتال في 11 منطقة من مناطق جنوب كردفان الـ19 بما في ذلك القصف بالطائرات والقصف المدفعي بل إنه امتد لإحدى مناطق ولاية الوحدة في جنوب السودان». وقال مصدر بالأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية «في وقت مبكر من صباح أمس نفذت طائرات الجيش السوداني ضربة جوية أخرى على منطقة ياو الحدودية بين الشمال والجنوب وهي نقطة لتجميع قوات الجيش الشعبي الفارة من الشمال» دون أن يقدم تفاصيل عن ضحايا. وتزداد المخاوف وسط المدنيين في معاقل المتمردين السابقين من القصف الجوي، وتحدثت أنباء عن تعرض مدينة هيبان لقصف جوي.. وقال أحد العاملين في مجال الإغاثة بجبال النوبة طالبا عدم الإشارة لاسمه لأسباب أمنية، إن «المشاعر المسيطرة على الناس الآن هي التأهب لحرب شاملة جديدة».