لصوص وسرقات على الطريقة الإسرائيلية

سرقوا 8 محركات لطائرات إف – 15 من معسكر للجيش قرب تل أبيب

طائرة إف-15 (أ.ف.ب)
TT

تحقق الشرطة العسكرية الإسرائيلية في سرقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الجيش الإسرائيلي، إذ أن اللصوص تمكنوا من السطو على 8 محركات لطائرات حربية من طراز «إف - 15».

وحسب مصادر مطلعة، فإن السرقة وقعت في القاعدة العسكرية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قرب تل أبيب وتدعى «تل - نوف»، وهي معروفة بأنها محصنة بشكل قوي. وحسب التحقيقات الأولية فإن اللصوص اقتحموا القاعدة العسكرية من خارجها، وسحبوا غنائمهم من ثغرة فتحوها في الأسلاك الشائكة المحيطة بالقاعدة، وقد تعاونوا من دون شك مع أناس داخل المعسكر.

والمثير للانتباه، أن الجيش نفسه، وكذلك الشرطة العسكرية، لم يكتشفا هذه السرقة، رغم مرور عدة أسابيع على تنفيذها، وقد اكتشفت بالصدفة، من خلال مداهمة الشركة المدنية لأحد مخازن الحديد والخردة، بحثا عن «نحاس يسرق من كوابل الكهرباء، وحديد يسرق من أغطية حفر المجاري والمياه العادمة»، ووجدت بعض القطع من محركات طائرات.

وقد حاول ناطق بلسان سلاح الجو الإسرائيلي التخفيف من وطأة الحادثة، معزيا نفسه وسامعيه بأن «هذه محركات قديمة، كان الجيش قد عرضها للبيع منذ فترة». لكن هذا التصريح لم يقنع أحدا. وقد خرجت وسائل الإعلام، أمس، بعناوين صارخة تتحدث عن السرقة وتعتبرها واحدة من أكبر فضائح سلاح الجو الإسرائيلي في تاريخه. وقد طرحت عدة تساؤلات حول الإهمال الذي أدى إلى وقوع سرقة كهذه؟ وكيف عرف اللصوص، أصلا، بأمر هذه المحركات ومكانها؟ وكيف اقتحموا معسكرا كهذا يعتبر من أقوى المعسكرات وأكثرها حساسية؟ ومن الذي يهتم بمثل هذه المحركات؟ وماذا سيفعلون بها؟ ولمن يبيعونها؟ ولماذا اشتراها هؤلاء؟ وهل هي مجرد صنعة اتجار بالحديد أم أن وراءها ما هو أخطر، قوى سياسية أو تنظيمات مسلحة ومعادية؟! كما تساءلت عن موقف سلاح الجو من الولايات المتحدة بعد هذه السرقة، فكيف سيتم تبرير أو تفسير ما حدث، علما بأن الأميركيين يشددون في السنوات الأخيرة في متابعة الأسلحة التي يبيعونها في الخارج، وإن قبلوا الاقتناع بسرقة بعضها، فإنهم لا يقبلون بالتأكيد أن تسرق محركات طائرة مقاتلة كهذه.

وأوضحت المصادر العسكرية الإسرائيلية، أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي اتصل بنظيره الأميركي وأطلعه على موضوع السرقة، وأن الجنرال الأميركي استشاط غضبا وراح يوبخ ويصرخ وطلب «تفسيرا عميقا وتحقيقا صادقا يؤدي إلى شيء واحد لا نقبل أقل منه، وهو أن تعاد هذه المحركات إلى مكانها في أقرب وقت».

الجدير بالذكر أن السرقات من معسكرات الجيش الإسرائيلي وغيره من الأجهزة الأمنية باتت ظاهرة. فالكثير من الأسلحة الشخصية والرشاشات والقنابل على اختلافها، وحتى صواريخ لاو، تدحرجت من هذه المعسكرات إلى سوق العالم السفلي. كما أن سرقة قطع الأسلحة القتالية الكبرى، مثل الطائرات والدبابات تنتشر منذ سنوات. ففي سنة 2004 فازت شركة حديد بعطاء لشراء خردة الجيش الإسرائيلي وبيعها، وعندما بدأت تعمل تبين أنها اعتادت على سرقة قطع حديد ونحاس غير معروضة للبيع. وفي السنة التالية أقيم نصب تذكاري للجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في المعارك، وقد كتبت أسماؤهم بماء الذهب، وتمت سرقة الأسماء وصهرها لبيعها إلى تاجر الحديد. ولكن هذه هي أول مرة تحصل فيها سرقة بهذا الحجم.