استقالة مفاجئة لحسين سعيد من رئاسة اتحاد كرة القدم العراقي قبل 3 أيام من الانتخابات

قال إنه يريد الحفاظ على وحدة الأسرة الكروية «بعيدا عن المحاصصة السياسية والطائفية»

حسين سعيد بعد حصول المنتخب العراقي على لقب بطل آسيا عام 2007 (رويترز)
TT

فوجئت الأوساط الرياضية في العراق بتقديم رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، اللاعب الدولي الشهير حسين سعيد، استقالته من رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم، نتيجة المشكلات التي تحيط بملف انتخابات الاتحاد التي لم تُحسم والتي لا يريد بسببها أن «تتهدم أسرة كرة القدم في العراق».

وقال مدير مكتب رئيس الاتحاد، ليث خليل، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إنه على الرغم من التوقيت الذي جاءت به الاستقالة، الذي قد يبدو مفاجئا، فإن الكابتن حسين سعيد كان ينوي الاستقالة منذ فترة طويلة، لكنه ارتأى تأجيلها»، مشيرا إلى أن «سعيد يشعر أنه قدم ما عليه من خدمة للكرة العراقية وللرياضة العراقية إجمالا بعد مسيرة يشهد لها القاصي والداني». وحول ما إذا كانت هناك ضغوط سياسية حملت سعيد على تقديم استقالته، نفى خليل ذلك قائلا: «لا توجد أي ضغوط سياسية لحمله على الاستقالة، خصوصا أنه تلقى تطمينات حكومية، لكنه بات يشعر أنه لا يريد أن يكون حجر عثرة حيال ما يجري على صعيد الرياضة العراقية وكرة القدم بالذات». وبشأن ما إذا كانت الاستقالة قد تزامنت مع قرار شموله بهيئة المساءلة والعدالة، قال خليل: «إن الاستقالة لم تأتِ على خلفية اتخاذ هذا القرار، على الرغم من وجود الكثير من الضغوط التي تعرض لها والتي تريد إبعاده عن رئاسة الاتحاد». كان سعيد قد وجه خطاب استقالة إلى الاتحاد العراقي لكرة القدم. وقال في خطاب الاستقالة، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه «منذ أكثر من 35 عاما وأنا مع إخواني الكثيرين أدافع عن سمعة الكرة العراقية لاعبا ومدربا وإداريا في مواقع شتى، وأحمد الله، سبحانه وتعالى، الذي لا ينقطع حبله على ما أحظاني به من نعم، منها حب الناس والقدرة على خدمة بلدي العراق الحبيب في وقائع كروية كثيرة جعلتني بفضله وحده من الذين يفخر بلدهم بهم». وأشار إلى أنه حرص «كل الحرص على أن أكمل ما قدمت من خدمات للكرة العراقية لاعبا ومن موقعي فيما بعد رئيسا للاتحاد العراقي لكرة القدم مستثمرا كل قدراتي ومسخرا إياها للارتقاء بالكرة العراقية إلى ما يجعلنا جميعا نعتز بها ونفخر بإنجازاتها». وأشار إلى أنه على الرغم من «كل العوائق والصعوبات التي لا تخفى على كل متابع للكرة العراقية، فإنني استطعت، بفضل الله سبحانه وتعالى، وبتعاون زملائي الرياضيين والإداريين في الهيئة العامة وخارجها، أن نتجاوز كثيرا من تلك العقبات والصعوبات حتى استردت الكرة العراقية عافيتها فحققت إنجازات فنية أدهشت العالم كله، كما خلقت مواقف وطنية في زمن زاغت فيه الكثير من الأبصار عن رؤية الحق واهتزت فيه الكثير من القناعات، إلا أن أبطال الكرة العراقية من لاعبين ومدربين وحكام وإداريين، الذين وضعوا العراق أملا غاليا في القلوب والضمائر تمكنوا بعد التوكل على العلي القدير أن يعيدوا البسمة إلى الشفاه والثقة إلى النفوس».

وأوضح سعيد أن «الكرة العراقية مرت بظروف في غاية الصعوبة.. فقد تابعت عملي كرئيس للاتحاد على الرغم من كل ما واجهته من معاداة وتوجيه تهما باطلة لا تستند إلى أي أساس من الصحة في سبيل إبعادي عن وطني أولا وخدمته ثانيا وبشتى الطرق غير الشرعية من قبل أناس معروفين في الوسط الرياضي وخارجه لا تهمهم مصلحة العراق». واعتبر سعيد أن «أهم العوائق التي ما زالت قائمة من وجهة نظر الكثيرين هي عائق الانتخابات، لا سيما بعد سلسلة من عمليات الشد والجذب التي طالت حولها حتى كادت تزعزع الثقة بين أبناء أسرة الكرة العراقية ومن أجل ألا نعيد مرة أخرى عملية الأخذ والرد في هذا الموضوع، وكي لا نسمح بهدم ما شيدناه في السنوات الطويلة، ولكي تمضي مسيرة الكرة العراقية من غير الاضطرار إلى جولات جديدة من الجدل العقيم الذي يثبط العزائم وحفاظا على وحدة أسرة كرة القدم العراقية بعيدا عن المحاصصة السياسية والطائفية التي أرى شبحها يتسلل داخل الأسرة الكروية ولكي أنأى بنفسي عنها وتحملا مني للأمانة والمسؤولية الوطنية.. فقد قررت الاستقالة من رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم.. مفسحا المجال للآخرين لإكمال مسيرة ما بنيناه». تأتي استقالة سعيد بعد أيام من إجراء انتخابات اتحاد كرة القدم العراقي، التي يتوقع تأجيلها مرة أخرى طبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر مقربة من اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات، بسبب عدم وصول الضمانات الأمنية للمرشحين والمندوبين وكذلك ملف إجراءات المساءلة والعدالة من قبل مجلس الوزراء.

وبهذه الخطوة المفاجئة التي اتخذها حسين سعيد، الذي يتمتع بشبكة واسعة من العلاقات مع مؤسسات كرة القدم على الصعيد العربي والقاري والدولي، يكون صراع انتخابات منصب الرئاسة قد شهد غياب ثاني شخصية رياضية بعد انسحاب رئيس اللجنة الأولمبية العراقية رعد حمودي لأسباب لم يكشف عنها.

كان حسين سعيد قد اختير بإجماع الهيئة العامة رئيسا للاتحاد العراقي عام 2004، وعمل وسط ظروف معقدة كانت تشهدها البلاد بعد أحداث 2003، وتحققت في فترة إشرافه على الاتحاد بعض الإنجازات للكرة العراقية منها بلوغ المنتخب نهائيات آسيا 2004، ووصول المنتخب الأولمبي نهائيات أولمبياد أثينا في العام ذاته وحصوله على المركز الرابع كأفضل نتيجة في تاريخ مشاركاته.