بداية موسم المناظرات الانتخابية الأميركية: 7 جمهوريين يتنافسون لمواجهة أوباما

البيت الأبيض يسعى لتخفيض المصروفات الحكومية بتقليص شبكات الإنترنت

أول صور تنشر لنائبة الكونغرس الأميركي، غابرييل جيفورد، منذ خضوعها للعلاج جراء تعرضها لإصابة خطيرة في الرأس في حادث إطلاق نار في ولاية أريزونا. وظهرت صورتان لجيفورد على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» على شبكة الإنترنت (رويترز)
TT

قبل سنة من موسم اختيار مرشحين لرئاسة الجمهورية، بدأ أمس موسم المناظرات التلفزيونية، الذي يتوقع أن يستمر حتى الصيف المقبل عندما ينعقد مؤتمر الحزبين الجمهوري والديمقراطي لاختيار مرشح كل حزب لانتخابات الرئاسة التي ستجرى بعد سنة ونصف سنة.

وفي حين يظل الرئيس باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي المؤكد، يتنافس سبعة من قادة الحزب الجمهوري لمنافسته.

عقدت مناظرة أمس بين قادة الحزب الجمهوري في مانشستر (ولاية نيوهامبشير) وحضرها المرشحون السبعة، وأشرف عليها تلفزيون «سي إن إن».

وتركزت الأضواء أمس على ميت رومني، الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس، الذي أعلن أول من أمس ترشحه لرئاسة الجمهورية في ولاية نيوهامبشير نفسها. وذلك لأن استفتاء أجراه أمس معهد «غالوب» أوضح أن رومني على رأس المرشحين. وأن خمسة وعشرين من الجمهوريين يؤيدونه، بينما تقاسم المرشحون الستة بقية الأصوات.

ونالت نسبة 15 في المائة من الأصوات سارة بالين، الحاكمة السابقة لولاية ألاسكا، والتي ترشحت نائبة للسناتور ماكين في انتخابات سنة 2008 (التي فاز فيها أوباما ونائبه جوزيف بايدن). وقال مراقبون في واشنطن إن مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات السنة المقبلة يبدو أنه سيكون إما رومني أو بالين.. إما الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس، أو الحاكمة السابقة لولاية ألاسكا. ولاحظ هؤلاء المراقبون أن الفرق بين الاثنين في استفتاء أمس كان 8 نقاط، وهو أكبر فرق بينهما حتى الآن، وأن الفرق يبدو أنه سيزيد بعد مناظرة أمس، وذلك لأن رومني مشهور بفصاحته وهدوئه، بينما تشتهر بالين بالخطب الحماسية وعدم إتقان النقاش الهادئ. في الاستفتاء الذي أجرى قبل مناظرة أمس، كان الثالث، بعد رومني وبالين، هو هيرمان كين الذي نال عشرة في المائة من الأصوات (أقل من بالين بنسبة خمسة في المائة).

وكان الرابع هو رون بول، عضو مجلس النواب من ولاية تكساس، ونال نسبة سبعة في المائة. هذه ثالث مرة يحاول فيها الترشح لرئاسة الجمهورية، وهو ينتمي إلى الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري. لكن، صار كبر سنه (77 سنة) مشكلة بالنسبة له.

وكان الخامس، ونال نسبة خمسة في المائة من الأصوات، تيم بلونتي، الحاكم السابق لولاية مينيسوتا، وأيضا ينتمي إلى الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري. وشاركه في المرتبة الخامسة ريك سانتورم، السناتور السابق الذي يميل نحو الجناح اليميني في الحزب.

وشاركتهما في المرتبة الخامسة واحدة من قائدات الجناح اليميني في الحزب، وهي ميشيل باكمان، عضو الكونغرس.

وأيضا نيوت غينغرتش، الرئيس السابق لمجلس النواب، وهو يتأرجح بين الجناح اليميني والجناح المعتدل في الحزب.

في الجانب الآخر، بدأت في البيت الأبيض أمس اجتماعات برئاسة نائب الرئيس جوزيف بايدن للإعداد لترشيح الرئيس أوباما لانتخابات الرئاسة. وقال بايدن إن الاجتماعات لن تركز على ترشيح أوباما، لأنه المرشح المضمون، ولكن على «تسليط الأضواء على إنجازات هذه الإدارة، التي يتعمد قادة في الحزب الجمهوري التقليل منها».

وأضاف بايدن: «ما دمنا لن ننشغل بالذين سيترشحون أو لا يترشحون، نترك ذلك للأصدقاء في الحزب الجمهوري. نحن نركز على إنجازات مرشحنا».

وبسبب الدور الرئيسي الذي يقوم به بايدن للتركيز على إنجازات أوباما، قالت وكالة «رويترز» إنه صار يسمى «شريف» (ضابط شرطة)، وذلك لأن الرئيس أوباما فوضه لهذه المهمة الكبيرة، وإن اسم «شريف» كان أطلق عليه قبل سنتين عندما فوضه أوباما لوضع برنامج صرف حكومي هائل لمواجهة المشكلة الاقتصادية.

وقالت الوكالة إن بايدن سوف يبدأ بتخفيض المصروفات الحكومية، مثل توفير ملايين الدولارات بتقليص شبكات الإنترنت الحكومية التي بلغت مئات المواقع، وصارت بعضها ينافس بعضا.

هذا جزء من برنامج «حملة القضاء على الفائض»، ويشترك في الإشراف عليه الوزراء والمسؤولون عن الوكالات الفيدرالية، وذلك لمواجهة الصرف الفائض، والاحتيال، والفساد.

وقال مراقبون في واشنطن إن هذه الحملة جاءت بعد أشهر من صدور تقرير حكومي عن الفساد والفوضى أوضح أن مليارات من الدولارات تصرف بسبب تداخل اختصاصات الوزارات والمكاتب والوكالات الفيدرالية، وأن هناك أكثر من مائة برنامج فيدرالي عن الطرق، وأكثر من عشرة عن سلامة الأطعمة. وأكثر من 2000 موقع حكومي على الإنترنت عن مواضيع مشتركة.

وقال المراقبون إنها ليست صدفة أن يركز البيت الأبيض على هذا الموضوع في هذه الوقت، وذلك لأن قادة الحزب الديمقراطي يريدون مواجهة الانتقادات من مرشحي الحزب الجمهوري عن زيادة الصرف الحكومي السنوي، وعن دور ذلك في زيادة مديونية الحكومة. وفي حين ترأس بايدن اجتماع أمس في البيت الأبيض عن تخفيض الصرف الحكومي، سينتقل اليوم إلى الكونغرس للاجتماع مع قادة الحزب الجمهوري لمواصلة مفاوضات الميزانية الحكومية الجديدة، ورفع سقف مديونية الحكومة.