البيت الأبيض يدين أعمال العنف في سوريا.. ويطالب الأسد بالتنحي إذا عجز عن الإصلاح

سيناتور جمهوري بارز: كل الخيارات لسوريا مفتوحة بما فيها القوة العسكرية * إسبانيا: سلوك دمشق غير مقبول

فتى سوري يحمل علما سوريا وآخر كنديا وثالثا لمقاطعة كيبك في مظاهرة ضد الرئيس بشار الأسد شارك فيها سوريون مقيمون في مونتريال (أ ف ب)
TT

قال البيت الأبيض أمس، إنه يدين «بأشد العبارات الممكنة» أحدث أعمال العنف على يد الحكومة السورية، في سياق قمعها للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.

وشدد المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية، التي كانت في طريقها إلى ولاية نورث كارولاينا، على دعوة الرئيس باراك أوباما للرئيس السوري بشار الأسد كي «يتنحى» إذا امتنع عن قيادة تحول ديمقراطي. دعا السيناتور ليندسي غراهام إلى إبلاغ الرئيس السوري بشار الأسد بأن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية».

وجدد كارني دعوة الولايات المتحدة القادة السوريين إلى «بدء حوار سياسي» لكي يتسنى للسوريين التعبير عن مواقفهم بشكل أكبر، على صعيد ترؤس حكومتهم. وقال المتحدث أيضا: «على الرئيس (بشار) الأسد أن يبدأ حوارا سياسيا، ويجب أن يكون هناك انتقال للديمقراطية، وإن لم يقدر الرئيس الأسد على هذا الانتقال فعليه أن يتنحى».

إلى ذلك، دعا السيناتور الأميركي ليندسي غراهام إلى إبلاغ الرئيس السوري بشار الأسد بأن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية». وفي مقابلة في تلفزيون «سي بي إس»، شن هجوما عنيفا على الرئيس الأسد، وكرر وصف «مذابح جماعية» التي يرتكبها في سوريا، وقال إن المجتمع الدولي مثلما تحرك لوقف مذابح القذافي لشعبه، يجب أن يتحرك الآن نحو سوريا، وأشار إلى أن تركيا، التي أثنى عليها لتقديمها مساعدات للاجئين السوريين، يمكن أن تلعب دورا مهما في مواجهة المذابح، وأشار إلى «شركاء إقليميين» آخرين، من دون أن يحدد أسماء دول أخرى.

وقال: «حان وقت الحصول على الشركاء الإقليميين لنقول للأسد إنه يجب أن يرحل، وإن كل شيء موضوع على الطاولة، بما في ذلك القوة العسكرية». وأضاف: «إذا لم نقدر على أن نحول اتجاه هذه التطورات، فلن يمكن للصليب الأحمر أن يذهب إلى سوريا، هذه مذبحة بالجملة، ونحن على وشك التخلص من القذافي، والآن نحن في حاجة لتحويل اهتمامنا بقوة نحو سوريا، مع التعاون الإقليمي مثل الذي يحدث في ليبيا». وقال غراهام: «المنطق دعانا لحماية الشعب الليبي ضد القذافي، ونحن نفعل ذلك، لأنه كان يريد إقامة مذابح لشعبه، وكان سيقيمها إذا لم نرسل حلف شمال الأطلسي عندما كان على مشارف بنغازي، وسؤالي إلى العالم هو: ألم نصل إلى هذه النقطة في سوريا»؟ وأضاف: «قد لا نكون هناك حتى الآن، ولكن نحن نقترب جدا».

وأضاف: «إذا كنا حقا نريد حماية الشعب السوري من الذبح، فالآن هو الوقت المناسب ليعرف الأسد أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة»، وأضاف: «وصلنا إلى مرحلة أن سلوك القذافي وسلوك الأسد لا يمكن تمييزهما».

وكان السيناتور غراهام اشترك، أول من أمس، في إرسال خطاب مع السيناتورين جون ماكين وجوزيف ليبرمان، إلى الرئيس باراك أوباما دعوه فيه إلى اتخاذ «خطوات أكبر وأسرع» لوقف «المذابح» التي تقوم بها حكومة الرئيس الأسد.

إلى ذلك، دعت إسبانيا أمس لـ«وقف فوري لكل أشكال القمع» في سوريا، مؤكدة أن سلوك السلطات السورية ضد شعبها «لا يمكن القبول به». وقال بيان للخارجية الإسبانية «تدين إسبانيا، بأشد عبارات الإدانة، القمع العنيف الذي ينتهجه النظام السوري ضد شعبه منذ أكثر من شهرين». وأضاف البيان «أكدت الوقائع التي جرت مطلع هذا الأسبوع في جسر الشغور، التوجه الذي يسلكه النظام، وشكلت دليلا جديدا على السلوك اللامقبول للسلطات (السورية) ضد شعبها». وتابع البيان «لا بد من كف القمع فورا، وعلى الحكومة السورية السماح للمنظمات الإنسانية الدولية بالوصول إلى أراضيها! وخصوصا اللجنة الدولية للصليب الأحمر».

وكان الجيش السوري، الذي يواجه انتقادات حادة لقمعه العنيف للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، قد سيطر على بلدة جسر الشغور (شمال غرب) المضطربة يوم الأحد، أول من أمس.