مجلس التعاون الخليجي: الأوضاع القلقة وغير المستقرة في اليمن على رأس أولوياتنا

وزراء خارجية الخليج بحثوا في جدة توسيع عضوية المجلس

الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي لدى ترؤسه الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية دول المجلس أمس (أ.ف.ب)
TT

سيطرت الأحداث الإقليمية الساخنة التي تعصف بالخليج العربي، وبالتحديد الأوضاع المضطربة في اليمن، على أجواء اجتماع المجلس الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ19 بعد المائة، التي عقدت أمس الثلاثاء في جدة، وسط تأكيدات باستمرار بذل الجهود الرامية إلى التوفيق وإصلاح ذات البين في اليمن.

وقال الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، رئيس الدورة الحالية للمجلس، إن الاجتماع الوزاري ينعقد في ظل ظروف وأحداث إقليمية ودولية بالغة الدقة وتتطلب منا التشاور وتبادل الرأي بشأنها، مضيفا: «تجمعنا في هذا المجلس أجندة دورة المجلس الوزاري، التنمية والتطوير، إلى جانب هموم واضحة في محيطنا العربي، ويأتي على رأس هذه الهموم الأوضاع القلقة وغير المستقرة في اليمن، وقد بذلنا معا جهدا كبيرا لنعمل على التوفيق وإصلاح ذات البين».

وأوضح الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في كلمته التي افتتح بها الاجتماع، أن المجلس سيناقش في جلساته القضايا المطروحة، ومنها توسيع عضوية المجلس والبحث عن الطريق الأمثل نحو بلوغ الهدف اهتداء بالرؤية الاستراتيجية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهي رؤية تستند إلى استشراف ملامح المستقبل، مشيرا إلى وجود عمل على الاستعداد مبكرا لأجل تلبية المطالب التي يطرحها هذا المستقبل والتوصل إلى رؤية موحدة من خلال التشاور والحوار.

وقال الشيخ عبد الله بن زايد: «بمناسبة مرور ثلاثين عاما على تأسيس المجلس، أعتقد أنه قد باتت هناك حاجة إلى ضرورة مراجعة هيكل وآليات العمل بالأمانة العامة، لأن ما كان صالحا منذ ثلاثين عاما لا جدال أن بعضه لم يعد صالحا الآن، ولا بد من التحديث لمواكبة احتياجات المستقبل بكل قدرة وثقة، وإن قوة المجلس تكمن في قدرته على ترجمة الرؤية الطموحة لقادته، وذلك عبر وضع الآليات التنفيذية والبرامج التي تكفل تحويل هذه الرؤية إلى ما فيه خير وصالح دول وشعوب المنطقة والتطلع إلى استمرار العطاء».

وزاد: «أثبتت الأيام الماضية بما لا يدع مجالا للشك أن اجتماعنا يمثل مصدر قوة وأن تحركنا السياسي الموحد المبني على رؤية مشتركة قائمة على التشاور والتنسيق بيننا يصب في المنطقة، وأعتقد أن هذا التحرك تدعمه أيضا نتائج ومؤشرات واضحة تتأسس على ماضي النجاح الذي تحقق من خلال هذا التجمع».

وقال وزير الخارجية الإماراتي: «تنعقد هذه الدورة وقد مضى ثلاثون عاما على قيام المجلس، ويستمر عملنا الدؤوب لتنسيق جهودنا وتعزيز رؤيتنا المشتركة، ولقد أكدت الأيام القليلة الماضية أن هذا التنسيق وتلك الرؤية لهما انعكاسات إيجابية ملموسة في محيطنا الخليجي والعربي، وبات الكثير من شركائنا الدوليين يرون في مجلسكم هذا عنصرا فاعلا يجمع بين الاستقرار والرؤية الواضحة في التوجه نحو المستقبل في الوقت ذاته».

من جهته أكد عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن الاجتماع يأتي بعد فترة حافلة بالعطاء الجاد والعمل المتواصل، شهدت خلالها عقد خمسة اجتماعات استثنائية للمجلس، تم تخصيصها لمتابعة الجهود المبذولة لمساعدة الأشقاء في اليمن والأوضاع الإقليمية في المنطقة، مؤكدين حرص المجلس على العمل لكل ما من شأنه الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وأوضح عبد اللطيف الزياني في كلمته خلال اجتماع للمجلس الوزاري لمجلس التعاون ودول الخليج العربية أن هذا الاجتماع ينعقد في أعقاب ما تم بذله من جهود ملموسة بالمشاركة في الحوار الخليجي الأوروبي، والحوار الخليجي الصيني، اللذين أسفرا عن نتائج مثمرة ستعود بالنفع والخير على مسار العلاقات الخليجية الأوروبية والخليجية الصينية.

وأضاف: «يأتي اجتماعنا بعد اللقاء التشاوري الثالث عشر لقادة دول المجلس، والذي عقد في مدينة الرياض في العاشر من مايو (أيار) الماضي، وما صدر عنه من قرارات وتوجيهات ستعزز مسيرة العمل المشترك المباركة، وتقوم الأمانة العامة بمتابعة تنفيذ تلك القرارات في إطار ما وجه به قادة دول المجلس».