أردوغان يدعو الأسد لوضع جدول زمني للإصلاحات.. والجيش السوري يحاصر مدنا جديدة

خبراء من الأمم المتحدة يصلون إلى الحدود التركية للتحقيق في «تجاوزات» مع ارتفاع عدد اللاجئين إلى 9 آلاف

TT

في وقت تحاصر فيه دبابات الجيش السوري مدنا جديدة، حث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الرئيس السوري بشار الأسد على وقف حملة القمع الدموية ضد المتظاهرين والبدء في تطبيق إصلاحات، وذلك خلال مكالمة هاتفية بينهما، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الأناضول. ودعا أردوغان الرئيس السوري إلى «التوقف عن اللجوء إلى العنف ووقف الاضطرابات»، وإلى «وضع جدول زمني للإصلاحات بالسرعة الممكنة وتطبيقها بسرعة شديدة».

وأمام رفض نظام الأسد السماح لفرق الإغاثة وحقوق الإنسان بالدخول، وصل عدد من خبراء المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى هاتاي لإجراء «تحقيق حول التجاوزات» في سوريا، كما علمت وكالة الصحافة الفرنسية من أحد أعضاء هذا الوفد الذي طلب عدم الكشف عن هويته. ومن المقرر أن تجمع البعثة شهادات من السوريين اللاجئين في تركيا.

وبلغ عدد السوريين الذين لجأوا إلى تركيا هربا من القمع في بلادهم 8538 شخصا أمس مع وصول قرابة ألفي لاجئ جديد، بحسب مصدر رسمي تركي. وصرح المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية أن «عدد السوريين في تركيا بلغ الثلاثاء 8538» شخصا، وأن قرابة ألفي لاجئ عبروا الحدود خلال الليل. ويأتي معظم اللاجئين من بلدة جسر الشغور التي تبعد 40 كلم تقريبا عن تركيا والتي تشن فيها القوات السورية عملية واسعة «لملاحقة العناصر المسلحة».

وجاء ذلك في وقت يتحضر فيه الجيش السوري لبدء حملة عسكرية على منطقة جديدة هي معرة النعمان، الواقعة في شمال البلاد، مع وصول خبراء في الأمم المتحدة أمس إلى الحدود التركية مع سوريا لجمع شهادات حول «العمليات الانتقامية» ضد السكان في سوريا.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قوات عسكرية تتجه نحو معرة النعمان. وتأتي من مدينتي حلب وحماه». وتقع معرة النعمان في محافظة إدلب (شمال غرب) على بعد 330 كلم شمال دمشق. وكان ناشط آخر أعلن أن «القوات المسلحة تواصل عملياتها والتمشيط في القرى المجاورة لجسر الشغور» المدينة الواقعة على مقربة من معرة النعمان حيث شن الجيش هجوما الأحد.

وقال عبد الرحمن نقلا عن سكان إن أربعة أشخاص، هم رجل وامرأته وطفلاهما، قتلوا بعد ظهر الاثنين بالرصاص في منطقة جسر الشغور على بعد 100 متر من نقطة مراقبة للجيش. وأوضح «أن العائلة قتلت في حين كانت تعبر على دراجة نارية جسرا على نهر الأبيض، وكانت قد مرت على نقطة تفتيش للتو». وأضاف عبد الرحمن أن السلطات تشن حملة اعتقالات في منطقة درعا (جنوب) التي انطلقت منها حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وكذلك في محافظة دمشق.

وقال ناشط آخر لوكالة الصحافة الفرنسية، إن ستة مدنيين قتلوا في الساعات الأخيرة في بلدة أريحا القريبة من جسر الشغور. وأرسل الجيش السوري أول من أمس دبابات أيضا إلى دير الزور، شرق البلاد، على الحدود العراقية. وأكد الناشط أن «10 دبابات و15 إلى 20 ناقلة جند أرسلت إلى محيط مدينة البوكمال» على بعد 500 كلم شرق دمشق.

من جهة أخرى، أكد ناشطون أمس أن المقبرة الجماعية التي أعلن التلفزيون السوري أول من أمس اكتشافها في بلدة جسر الشغور، هي لمعتقلين من سكان البلدة وليسوا من عناصر الأمن كما ذكر التلفزيون الرسمي. ونقل النشطاء على الإنترنت عن شاهد عيان القول إن «المقبرة الجماعية التي عرضها الإعلام السوري هي فعلا موجودة ولكن الشهداء هم من المعتقلين الذين كانوا محتجزين بمفرزة الأمن العسكري الذين تم تصفيتهم بأمر من رئيس المفرزة ورفض تسليم الجثث للأهالي.. وعندما علم بأن الأهالي ستعتصم أمام المفرزة لمعرفة مصير أبنائهم المعتقلين قاموا بدفنهم بمقبرة جماعية بشعة في الساحة الترابية المجاورة للمفرزة». وأكد النشطاء صعوبة الحصول على أي معلومات من داخل البلدة نظرا للتعتيم الشديد الذي تفرضه السلطات، فضلا عن قطع الاتصالات.

وتقول السلطات إن الجيش يلاحق «مجموعات إرهابية مسلحة» متهمة بأنها مسؤولة عن أعمال عنف واغتصاب، الأمر الذي ينفيه اللاجئون الوافدون إلى تركيا متهمين سوريا بفتح النار على المدنيين الذين يتظاهرون سلميا.