طائرات تونسية تراقب الحدود مع ليبيا بعد سقوط صواريخ القذافي على المنطقة

كندا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي > مجموعة خبراء تحذر من «الخطر الإسلامي» فيها

TT

قال مصدر أمني وشهود عيان إن تونس نشرت طائرة من نوع «إف - 5»، وطائرة مروحية للاستطلاع أمس على الحدود مع ليبيا بعد سقوط صواريخ «غراد» على منطقة الذهيبة التونسية الحدودية.

وقال مصدر أمني على الحدود رفض كشف اسمه لـ«رويترز»: «قامت طائرة مروحية وأخرى من نوع (إف - 5) بالتحليق على الحدود مع ليبيا للقيام بعمليات استطلاع بعد سقوط صواريخ على منطقة المرابح».

وقال شاهد اسمه بلقاسم «شاهدت الطائرات تحلق هنا من المكان»، وقال شاهد آخر إنه شاهد الطائرتين. وذكر شهود عيان آخرين أن ما لا يقل عن 5 صواريخ سقطت على منطقة المرابح في الذهيبة صباح أمس بعد معارك عنيفة بين قوات الزعيم الليبي معمر القذافي وقوات المعارضة الليبية منذ الليلة قبل الماضية. وقال تاجر تونسي يدعى محمد «سقطت 5 صواريخ على الأقل على أرض تونسية اليوم (أمس) في المرابح. حدث قصف عنيف من مناطق تسيطر عليها قوات القذافي في الجبال». وتسيطر المعارضة منذ فترة على معبر وازن الحدودي مع تونس مما خفف وطأة المعاناة الإنسانية عن منطقة الجبل الغربي. وتسعى كتائب القذافي لاستعادة السيطرة على المعبر.

وكانت تونس حذرت في 17 مايو (أيار) الماضي من أنها قد تتقدم بشكوى ضد ليبيا لدى مجلس الأمن إذا واصلت ارتكاب «أعمال عدائية» ضدها. وقالت إن القصف ينتهك سيادة أراضيها ويعرض مواطنيها للخطر. وقال رجل شرطة على الحدود إن هناك مخاوف من أن تسقط قذائف على طريق وازن المؤدي إلى تونس، الذي يعبره آلاف اللاجئين الليبيين الفارين مما قد يتسبب في مجزرة حقيقية. وواجهت المعارضة الليبية المسلحة عقبات جديدة في سعيها للتقدم صوب العاصمة طرابلس بعد أن أصيبت مصفاة نفط قصفتها قوات القذافي بأضرار عطلت خط الإنتاج. ورافق مصور لـ«رويترز» في مصراتة وحدات من المعارضة وهي تدفع أول من أمس بخط المواجهة بضعة كيلومترات غربا صوب مشارف زليتن وهي بلدة تسيطر عليها قوات القذافي. وأي قتال حول زليتن سيقرب قوات المعارضة المسلحة أكثر من العاصمة الليبية معقل القذافي الواقع على بعد 200 كيلومتر إلى الغرب من مصراتة.

وقال طبيب في مستشفى ميداني في الدافنية غرب مصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية، إن اثنين من مقاتلي المعارضة قتلا وأصيب 12 على الأقل في قصف مدفعي كثيف متبادل. ويقول مقاتلون معارضون من مصراتة إن الحساسيات القبلية تمنعهم من مهاجمة زليتن وإنهم ينتظرون بدلا من ذلك أن يهب السكان المحليون.

وفي وقت متأخر من أول من أمس سقطت 6 صواريخ على مولدات كهرباء في مصفاة نفط قرب مدينة مصراتة الخاضعة لسيطرة المعارضين وألحقت بها أضرارا كبيرة. وقال مهندس في الموقع إنه لم تتضح المدة التي ستستغرقها الإصلاحات.

وأعلن حلف شمال الأطلسي أنه قصف أمس (الثلاثاء) عربة مدرعة بها مدافع مضادة للطائرات شرق طرابلس كما قصف منصة لإطلاق الصواريخ ونظاما آخر مضادا للطائرات. وجاء في بيان للحلف أن طائراته ضربت أيضا شاحنة صغيرة ودبابة ومنصة لإطلاق الصواريخ وعربة مدرعة في مصراتة الليلة قبل الماضية.

وقال اللفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد قائد مهمة حلف شمال الأطلسي «مثل هذه المعدات استخدمت لاستهداف السكان المدنيين في أنحاء ليبيا بشكل عشوائي». وأضاف «سيواصل حلف شمال الأطلسي الضغط على نظام القذافي وسيواصل التحرك لحماية المدنيين أينما كانوا معرضين للهجوم».

وجاء القتال الجاري إلى الشرق من طرابلس خلال توقف في قصف طائرات حلف الأطلسي للعاصمة الليبية، وهو توقف استمر أمس، وإن كان التلفزيون الليبي قال إن الحلف قصف أهدافا في الجفرة بوسط البلاد. إلى ذلك، قال مصور «رويترز» في بلدة ككلة الليبية، أمس، إن قوات القذافي انسحبت من البلدة الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا جنوب غربي طرابلس، مضيفا أن المعارضة تسيطر على البلدة الآن.

وتابع المصور يوسف بودلال أن قوات القذافي تراجعت إلى مواقع على بعد نحو 9 كيلومترات من البلدة. وقال إن المعارضة تقيم مواقع دفاعية تحسبا لهجوم مضاد.

إلى ذلك، حذرت مجموعة خبراء فرنسيين وأجانب في قضايا الدفاع من «الخطر الإسلامي» في ليبيا في تقرير نشر في ختام مهمة لدى طرفي النزاع في ليبيا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت المجموعة إن «الديمقراطيين الحقيقيين ليسوا سوى أقلية» في المجلس الوطني الانتقالي، الذي يضم الثوار و«عليهم التعايش مع مقربين سابقين من القذافي وأنصار الملكية ومؤيدي الدولة الإسلامية». وذكرت المجموعة التي يقودها مدير المركز الفرنسي للأبحاث الاستخباراتية، اريك دونيسيه، والمدير السابق لمكافحة التجسس الفرنسي، ايف بونيه أنها زارت طرابلس ثم الثوار في شرق البلاد من 31 مارس (آذار) الماضي إلى 25 أبريل (نيسان) الماضي.

وأكدت أن «ليبيا هي الدولة الوحيدة في (الربيع العربي) التي يتنامى فيها التهديد الإسلامي، والمنطقة الشمالية الشرقية في ليبيا هي المنطقة الوحيدة في العالم العربي التي أرسلت العدد الأكبر من الجهاديين لمحاربة الأميركيين في العراق».

وذكر الخبراء أنه «بعد سقوط نظام القذافي في بنغازي تم نهب الترسانات»، والاستخبارات الأجنبية «قلقة جدا بشأن مستقبل الأسلحة التي نهبها الثوار في الترسانات الليبية. وخصوصا صواريخ أرض - جو المحمولة من طراز سام - 7».

وأضاف الخبراء أن «أعضاء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد يكونون حصلوا على بعض من هذه المعدات من أيدي مهربين ليبيين».

وقالوا إن «السلطات في مالي أعلنت مؤخرا أنها رصدت عمليات تهريب أسلحة (اي كيه 47، وآر بي جي وزي يو 23 وسام 7)، ومعدات (شاحنات بيك أب وشاحنات نقل جند) في شمال البلاد».

وقال واضعو التقرير إنه «بفضل تدفق الأسلحة الليبية أصبح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يعزز ترسانته ويزيد التهديدات على دول المنطقة».

وضمت المجموعة أيضا أعضاء من المركز الدولي للأبحاث والدراسات حول الإرهاب.

من جهة أخرى، اعترفت كندا أمس بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا باعتباره ممثل الشعب الليبي، حسب ما ذكرت «رويترز».

وقال وزير الخارجية الكندي، جون بيرد، أمام مجلس العموم بينما كان يسعى لتمديد أجل مساهمة بلاده في مهمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا «ستعترف كندا من الآن فصاعدا بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره الممثل الشرعي للشعب الليبي».