اتفاق على جعل منطقة أبيي منزوعة السلاح ونشر قوة إثيوبية

الجيش السوداني يعلن أنه يواجه تمردا في كردفان

الرئيس السوداني عمر البشير لدى لقائه رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي في أديس أبابا وذلك قبل محادثاتهما حول مدينة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه (رويترز)
TT

أعلن الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، أمس، عن اتفاق جرى بين شمال السودان وجنوبه على تحويل منطقة أبيي المتنازع عليها إلى منطقة منزوعة السلاح، ونشر قوة إثيوبية لحفظ السلام بالمنطقة، في وقت اتهمت فيه جماعة حقوقية القوات المسلحة السودانية وميليشيات تابعة لها بارتكاب جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان في منطقة جنوب كردفان التي تشهد قتالا بين الجيش الحكومي ومقاتلي الجيش الشعبي من العناصر الشمالية، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار بفرض حظر طيران في المنطقة المتنازع عليها لإيقاف القصف الجوي.

واتفق الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أول من أمس على سحب القوات الحكومية التي احتلت أبيي في الـ21 من مايو (أيار) الماضي على أن يتم الانسحاب قبل التاسع من يوليو (تموز) موعد إعلان دولة الجنوب، كما اتفقا على نشر قوة إثيوبية من كتيبتين في أبيي وإبعاد أي قوة عسكرية من الشمال أو الجنوب، على أن يتم البحث عن إدارية جديدة مناصفة بين الطرفين، فيما يواصل وفدان من الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني اجتماعاتهما في أديس أبابا لوضع تفاصيل الاتفاق إلى جانب مناقشة القضايا العالقة الأخرى بين الشمال والجنوب.

وكانت الولايات المتحدة على لسان سفيرتها لدى الأمم المتحدة سوزان رايس قد دعت حكومة السودان إلى الانسحاب غير المشروط. إلى ذلك، أعلن الجيش السوداني أمس أنه يواجه تمردا في ولاية جنوب كردفان، مؤكدا أنه يستهدف المتمردين. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد لوكالة الصحافة الفرنسية «لدينا تمرد في ولاية جنوب كردفان ونحن نستهدف هذا التمرد».

وكان وسيط الاتحاد الأفريقي للسودان الجنوب أفريقي ثابو مبيكي قد حصل في الساعات الـ48 الماضية، على موافقة مشروطة من الرئيس عمر البشير ومن نائب الرئيس الجنوبي السوداني سلفا كير على نزع سلاح أبيي وانتشار قوات سلام إثيوبية في إطار الأمم المتحدة. وبعد هذا التقدم النسبي، غادر البشير وكير أديس أبابا، تاركين لمندوبيهما مهمة التفاوض على التفاصيل والإجراءات الدقيقة لعملية نزع السلاح هذه من منطقة أبيي المتنازع عليها، والواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب. ولم تؤكد الوساطة وأطراف النزاع بصورة رسمية الاتفاق الذي كشف عنه وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين.

وينص على أن تسحب الخرطوم قواتها من أبيي «شرط التوصل إلى اتفاق على إجراءات خاصة لإدارة أبيي»، كما قال ماريال بنجامين. وعرضت إثيوبيا الطرف الأساسي في المناقشات، نشر قوات إثيوبية تحت مظلة الأمم المتحدة.

من جهته، أكد الاتحاد الأفريقي أن الاتفاق الذي توصل إليه قادة شمال وجنوب السودان حول منطقة أبيي المتنازع عليها يمثل تطورا كبيرا. وقال الوسيط الجنوب أفريقي ثابو مبيكي عبر الهاتف من أديس أبابا «إنه (الاتفاق) على المبادئ العامة ولكن هناك الكثير مما يحتاج لعمل مثل كيفية تمويل قوات حفظ السلام الإثيوبية عند انتشارها وكم سيكون عددها». وأضاف «لكنه يمثل تطورا كبيرا ونحن سعداء لأن الطرفين كانا موجودين هنا في أديس أبابا والتزما».

وغادر الرئيس عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير أديس أبابا صباح الثلاثاء بعد يومين من الاجتماعات المغلقة بتسهيلات من الاتحاد الأفريقي.

وامتدت المعارك منذ ذلك الحين على طرفي خط التماس بين الشمال والجنوب: في ولاية جنوب كردفان الشمالية، وفي الأيام الأخيرة في ولاية الوحدة الجنوبية، اللتين كانتا ساحتي قتال خلال الحرب الأهلية بين الشماليين والجنوبيين (1983 - 2005). وتثير أعمال العنف هذه التخوف من استئناف الحرب على نطاق واسع، بعد توقيع اتفاق سلام في 2005 وقبل أسابيع من الإعلان الرسمي لاستقلال جنوب السودان في التاسع من يوليو.

وتجري المفاوضات حول أبيي تحت إشراف الاتحاد الأفريقي منذ أشهر طويلة في أديس أبابا، مع تسهيلات من إثيوبيا. وطرح مبيكي بضعة مقترحات حول مستقبل وضع المنطقة.