وكيل شؤون الأرصاد السعودية لـ «الشرق الأوسط» : انحسار تأثيرات بركان دوبي

مصر: سلطات الطيران المدني تعلن الطوارئ لمواجهة سحب بركان إريتريا

TT

تستمر تداعيات سحابة رماد بركان دوبي الذي ثار يوم الاثنين الماضي بدولة إريتريا في مختلف أنحاء دول شرق أفريقيا، حيث لا تزال حركة الملاحة الجوية بمطار الخرطوم الدولي متوقفة، بعد ابتعادها عن النطاق الجوي المصري، في ظل تخوف إسرائيل من وصولها إليها.

وبهذا الصدد أوضح وكيل شؤون الأرصاد بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية الدكتور سعد بن محمد المحلفي لـ«الشرق الأوسط» أن المؤشرات تفيد بانخفاض مستوى الرماد البركاني الذي بدأ في الانحسار تدريجيا من مصدره، مؤكدا أن ما تأثرت به أجواء المملكة أخذ في التلاشي حيث تحرك شرقا، كما زالت تأثيراته على الملاحة الجوية.

وطمأن المحلفي بأن الرماد البركاني لم يصل إلى طبقات الجو السفلى على مناطق شمال غربي المملكة وليس له أي تأثير على السطح، مؤكدا أن الرئاسة تتابع بشكل دائم كل الظواهر الجوية والمؤثرات المتعلقة بالأجواء، وتقوم بالتنبيه وإصدار كل التقارير اللازمة حيال ذلك في حال وجود ما يستدعي.

وكان جان نيكولا المسؤول في المرصد الفرنسي قد ذكر أن سحبا أقل ارتفاعا تتجه نحو الغرب والشمال الغربي، بينما تتجه السحب الأكثر ارتفاعا نحو الغرب والجنوب الغربي، محذرا من احتمال وصول السحب البركانية إلى مصر وإسرائيل وشبه الجزيرة العربية وإمكانية تأثيرها على حركة النقل الجوي.

وأعلنت سلطات الطيران المدني في مصر، أمس، حالة الطوارئ لمواجهة تداعيات السحب البركانية التي وصلت إلى بعض أجزاء البلاد، خاصة الجنوبية والشرقية منها، عقب ثورة بركان «دوبي» الذي يقع في منطقة نابرو على بعد 350 كيلومترا شمال العاصمة الإريترية أسمرة.

وأنشأت سلطات الطيران المدني غرفة عمليات لمتابعة تحرك السحابة البركانية، من خلال صور الأقمار الصناعية، لمتابعة اتجاهاتها بصورة مستمرة كل ساعتين، كما تم إصدار إعلان تحذيري للطيارين لتوخي الحذر من بعض السحب، خاصة بعد تأثيرها على حركة الطيران بين القاهرة والخرطوم وأسمرة. وشهدت بعض المطارات حالة من الترقب الشديد، بعد دخول سحابة رماد البركان إلى أجوائها. وأكد الدكتور علي قطب، رئيس وحدة التحاليل بهيئة الأرصاد الجوية المصرية، أن الغبار الناتج عن ثوران بركان «دوبي» في إريتريا دخل بالفعل إلى أقصى جنوب مصر أمس الثلاثاء. وتابع قطب، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال رصدنا لحركة البركان تأكد لدينا أن ثورته بدأت تضعف، وأنه من المتوقع أن تكون تأثيراته على حركة الملاحة الجوية في المطارات المصرية محدودة، وتقتصر على بعض الرحلات المتجهة جنوبا، بالإضافة إلى المطارات الموجودة بأقصى جنوب البلاد».

وأضاف قطب: «يمكننا الآن رصد تغيير السحب البركانية لاتجاهها وتحولها باتجاه الغرب، بالإضافة إلى ارتفاع الغبار المقبل من إريتريا بالطبقات العليا من الجو». وأوضح أن السحابة لا تثير أي مخاوف للحياة على سطح الأرض أو على المواطنين؛ نظرا لتحركها على ارتفاعات كبيرة في الغلاف الجوي تقدر بما بين 35 و40 ألف قدم، مما يقلل من تأثيره على حركة الملاحة، مضيفا أنه تم إعلام جميع المطارات المصرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

ونفى الطيار سامح حفني، رئيس سلطة الطيران المدني، إغلاق أي مطار بسبب السحابة البركانية.. وقال، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية: إن جميع المطارات داخل مصر تعمل بكامل طاقتها وخدماتها، موضحا أن ارتفاع السحابة البركانية إلى 35 ألف قدم لا يجعلها تشكل أي تأثير على المجال الجوي المصري، ولا تشكل خطورة على رحلات الطيران داخل الأجواء المصرية، خاصة أن هذه السحب ليست بها كثافة من الرماد البركاني ولا تسبب أي مخاطر على سلامة الرحلات الجوية.

وأكد الطيار أيمن نصر، رئيس شركة «مصر للطيران للخطوط الجوية»، أن التقارير الجوية، حتى عصر أمس، أفادت بأن السحابة تتركز أعلى منطقة القرن الأفريقي؛ لذلك فإن بعض الشركات قررت إلغاء الرحلات المتجهة إلى أديس أبابا وأسمرة ولاغوس. وقال إن شركة «مصر للطيران» قررت تكبير طرز بعض الطائرات لاستيعاب أعداد الركاب الذين ألغيت رحلاتهم خلال اليومين الماضيين، مؤكدا أن الحركة ستعود لوضعها الطبيعي في الإقلاع والهبوط مع استقرار السحابة.

على صعيد آخر، نفى الطيار يسري جمال الدين، رئيس شركة «المطارات»، إغلاق أي مطار إقليمي في مصر، مؤكدا أن الحركة تسير بشكل طبيعي. وأوضح أن قرار إغلاق المطارات لا يتم إلا في الحالات القصوى مثل السيول والكوارث، مشيرا إلى أن قرار إلغاء إقلاع بعض الرحلات يرجع لشركات الطيران المالكة للطائرات، ومدى قدرة الطيار على تفادي السحابة أثناء الطيران.

من جانبه، أكد شعبان بدر، أحد مسؤولي الإعلام بمطار القاهرة الدولي، أن حركة الطائرات بالمطارات تأثرت بعض الشيء بسبب البركان والغبار الناتج عنه، الذي دخل الأجواء المصرية أمس الثلاثاء، موضحا إلغاء رحلة متجهة إلى الخرطوم وتأجيل مفتوح لرحلتين أخريين كانتا متجهتين لإريتريا ونيجيريا عبر الخرطوم. وأشار إلى أنه «لم يتم إلغاء أي رحلات متجهة ناحية الشرق أو دول الخليج أو الأردن، وأن الرحلات إلى هذه المناطق منتظمة على الرغم من إعلان الطوارئ في الكثير من المطارات في الأردن وإسرائيل بسبب التخوف من وصول الغبار إليها».

وسادت حالة من القلق عقب تأكيد مركز مراقبة الرماد البركاني (في تولوز) التابع للأرصاد الجوية الفرنسية أن كميات كبيرة من الرماد البركاني وصلت ظهر أمس إلى جنوب المملكة الأردنية الهاشمية وشمال غربي المملكة العربية السعودية، بينما سادت حالة من الفزع إسرائيل من وصول سحابة رماد بركان إريتريا إلى الأجواء الإسرائيلية.