دعا رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك، إلى إعادة إطلاق محادثات السلام في الشرق الأوسط، وأشار إلى أن رياح التغيير تهب في جميع أنحاء المنطقة، مما يشكل فرصة جيدة لإجراء محادثات السلام. وقال جيرزي بوزيك: «يتعين على الفلسطينيين والإسرائيليين اغتنام لحظة التغيير في المنطقة، للتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي، بهدف واضح هو إقامة دولة فلسطينية آمنة وقابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام ووئام». وأيد بوزيك حكومة المستقلين التي تجري مفاوضات بين فتح وحماس من أجل تشكيلها.
وقال رئيس البرلمان الأوروبي إن الحل الأمثل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي هو البدء الفوري في مفاوضات للسلام وليس أي إجراء أحادي الجانب. واعتبر بوزيك في مؤتمر صحافي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض عقب اجتماعهما في رام الله أمس، أن أي توجه فلسطيني إلى الأمم المتحدة سيكون إجراء أحادي الجانب وسيزيد من صعوبة عملية السلام في المستقبل. وأضاف، أن أي إعلان أحادي الجانب للاستقلال الفلسطيني «قرار صعب وخطير، ويضع المفاوضات في وضع أصعب في المستقبل»، داعيا إلى استئناف فوري لمفاوضات السلام بين الجانبين.
ووصف بوزيك اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقع قبل شهر برعاية مصرية بأنه «إعلان مهم»، مطالبا حكومة الوحدة المقرر تشكيلها بالوفاء بمتطلبات الأسرة الدولية واللجنة الرباعية عبر نبذ العنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.
من جهته، قال فياض خلال المؤتمر: «لسنا بصدد إعلان دولة فلسطينية، فقد أعلناها عام 1988، نحن نريد تنفيذ استقلالنا وقيام دولتنا على حدود عام 1967 في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عاصمة لها». وأضاف: «هذا ما يريده شعبنا وليس مجرد إعلان جديد، ولا يوجد في ما نطلبه الآن أي شيء جديد». وشدد فياض على جاهزية السلطة الفلسطينية لإدارة الدولة من خلال بناء مؤسساتها وتحسين خدماتها.
وأعرب فياض، الذي رافق بوزيك في جولة قام بها بمناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية في رام الله، عن تقديره لـ«الدور السياسي المهم والفاعل الذي كان (للاتحاد الأوروبي) ولا يزال» لدعم الفلسطينيين. وشدد على الموقف الذي أعرب عنه الاتحاد الأوروبي في ديسمبر (كانون الأول) عام 2009، المطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي وتعريف المنطقة المحتلة، ومكانة القدس الشرقية أيضا كعاصمة للدولة الفلسطينية، كما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وفي بروكسل، صدر عن مقر البرلمان الأوروبي بيان دعا إلى إعادة إطلاق محادثات السلام، وأيد الحل القائم على أساس دولتين طبقا لحدود 1967 ومبدأ الأرض مقابل السلام، والقدس عاصمة للدولتين. وأشار البيان إلى ترحيب البرلمان الأوروبي بالجهود التي تبذلها جميع القوى السياسية الرئيسية الفلسطينية، برعاية الرئيس محمود عباس من أجل تشكيل حكومة جديدة، لكن «يجب على الأخيرة أن تنبذ العنف وتقبل بوجود إسرائيل وتحترم الاتفاقات السابقة».
وكان بوزيك قد زار قطاع غزة حيث قام بجولة على عدد من المشروعات التي ينفذها الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا). وجاءت زيارة رئيس المؤسسة التشريعية الأوروبية إلى غزة والضفة، على هامش زيارة يقوم بها إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية بدأت قبل ثلاثة أيام. صرح بعدها: «رأيت بؤس البشر الناجم عن الحصار المفروض على قطاع غزة.. يجب إنهاء هذا الحصار لأنه ليس من مصلحة أحد، ويجب فتح غزة على العالم الخارجي، بعد أن تسبب الحصار في زيادة الفقر والبطالة والإحباط، وهي أمور ستؤدي إلى التطرف، ولا بد من وضع حد لهذه الحلقة المفرغة».