يساريون إسرائيليون: هذا يذكرنا بالنازية عندما أجبرت يهود ألمانيا على تعذيب اليهود قبل إحراقهم

اليمين المتطرف يجند لاجئين سودانيين في المعركة لتطهير إسرائيل من الأفارقة

TT

شهدت تل أبيب، أمس، عملية احتجاج أقدم عليها قادة من حزب «الاتحاد القومي» اليميني المعارض في إطار معركته للتطهير العرقي. وقد تم استخدام لاجئين سودانيين قبضوا أجرا لقاء مشاركتهم في المعركة التي تهدف إلى طردهم وترحيلهم إلى الخارج.

وقد وقعت الحادثة في شمال تل أبيب، المنطقة التي تعرف بأنها تضم الأغنياء والميسورين من أصحاب المواقف اليسارية.

أمس، وبينما كانت بركة السباحة «غوردن» شمال تل أبيب تغص بالمستحمين، دخلت مجموعة تضم 40 لاجئا سودانيا، إلى المكان بشكل منظم، ودفعوا الرسوم وغطسوا في المياه. وقد صدم ذلك الحاضرين. بعضهم استقبل السودانيين بشكل عادي وراحوا يمازحونهم، وبعضهم لم «يحتمل المشهد» فغادر البركة استعدادا للعودة بعنصرية صامتة، وبعضهم فهم أن هناك أمرا غير عادي فخرج يستوضح ما يجري.

وبسرعة فهم الجميع المسألة، فقد كانت هذه عملية احتجاج فريدة. فالسودانيون جاءوا إلى البركة ضمن صفقة لليمين المتطرف، بقيادة عضو الكنيست ميخائيل بن آري ومساعده إيتان بن جبير، وهما من أصول حزب «كهانا» العنصري الداعي لتطهير فلسطين التاريخية من العرب وجعلها دولة يهودية. فقد توجهوا إلى الأحياء الفقيرة التي يتواجد فيها عادة اللاجئون من أفريقيا، ونظموا 40 شخصا منهم، قالوا لهم «إن مهمتكم تقتصر على شيء واحد فقط: سنأخذكم إلى بركة سباحة جميلة ونريد منكم أن تسبحوا، فقط أن تسبحوا، لا تكلموا أحدا ولا تردوا على أحد». ودفعوا لهم المال لقاء هذه المهمة ومنحوا كلا منهم لباس سباحة.

والهدف من هذه العملية، حسب بن آري، هو «فضح زيف يهود شمال تل أبيب». وقد فسر قائلا: «هؤلاء (اليهود اليساريون في تل أبيب) يحاربون من أجل أن يبقى السودانيون في إسرائيل، ولكن ليس في مناطق سكنهم. إنهم يريدون إبقاء السودانيين في أحياء الفقر جنوب تل أبيب، ونحن أردنا فضح عنصريتهم وفحص كيف سيتصرفون في حال قدوم السودانيين إلى حيهم الفخم هذا. وقد استدعى بعض المستحمين عضو البلدية من حزب «ميرتس» اليساري، لتحضر وتشاهد ما فعله اليمين المتطرف. فراحت تزعق في وجوههم: «أنتم عنصريون مجانين» و«أنتم ساديون». وتوجهت إلى اللاجئين السودانيين وأوضحت لهم: «أنتم وقعتم ضحية استغلال سادية من غلاة الفاشيين اليمينيين العنصريين في إسرائيل. اعلموا أننا نرحب بكم في هذه البركة وفي كل مكان في تل أبيب، ولكن اعلموا أن اليمين يستغل بساطتكم لصالح أهداف عنصرية تجاهكم».

الجدير بالذكر أن نحو 30 ألف أفريقي من أصول سودانية (دارفور أو جنوب السودان) أو من إريتريا وإثيوبيا وغيرها من الدول الأفريقية، تسللوا خلال السنوات الأخيرة إلى إسرائيل عبر سيناء المصرية.