وكالة الغوث: الحصار أدى إلى معاقبة أفقر الفقراء.. وليس حماس

تقرير إسرائيلي يعترف بأن سياسة الحصار على غزة انقلبت على أصحابها

TT

خلص تقرير إسرائيلي جديد إلى أن سياسة الحصار الإسرائيلية على قطاع غزة انقلبت على أصحابها وأفادت حركة حماس بدلا من مضايقتها. فيما أدان تقرير آخر لوكالة غوث اللاجئين سياسة الحصار، وقال إنها رفعت نسبة البطالة والفقر لتصل إلى أعلى معدل لها في العالم.

وصدر التقرير الإسرائيلي عن مركز بيريس للسلام، الذي كان قد أسسه الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس قبل وصوله إلى الرئاسة. وقد أكد التقرير أن سياسة الحصار الإسرائيلية قد فشلت، وبدل أن تشكل ضائقة لحركة حماس، حققت ازدهارا لتجارة الأنفاق التي حفرت على الحدود مع سيناء المصرية، وعملت تحت سيطرة كاملة لرجالات حماس. فبعضهم امتلكوا هذه الأنفاق وبعضهم دفعوا ضرائب لحكومة حماس. وانقطعت بذلك العلاقات التجارية مع إسرائيل في الكثير من المجالات، وبالنتيجة خسرت إسرائيل وربحت حماس بشكل واضح.

وأضاف التقرير الإسرائيلي أن موازنة حماس في عام 2006 بلغت 40 مليون دولار، ولكنها في أعقاب الحصار الإسرائيلي، تضاعفت سنة بعد أخرى لتصل إلى 500 مليون دولار في 2010. وقد صرفتها الحركة بالأساس على تقوية تنظيمها العسكري. وتابع أن حكومة حماس لم تجد حاجة لأن تصرف على الجمهور، لأن السلطة واصلت دفع رواتب موظفيها، فرفدت القطاع بما يعادل مليار دولار في السنة، والدول المانحة زودتها بمبالغ إضافية، والناس عاشوا في ضائقة دائمة، ليتدهور الناتج القومي إلى أدنى معدل في العالم العربي، باستثناء الصومال.

من جهة ثانية جاء في تقرير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، نشرته أمس بمناسبة مرور 5 سنوات على فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، أن نسبة البطالة في قطاع غزة تجاوزت 45%، وباتت إحدى أعلى النسب في العالم. وأكدت «الأونروا» أن معدل البطالة في قطاع غزة في النصف الثاني من عام 2010 بلغ 45.2%. ورغم أنه أفضل بقليل مقارنة بما كانت عليه نسبة البطالة في الفترة نفسها من عام 2009، حين وصلت إلى 45.7%، فإنها تمثل تفاقما للأوضاع مقارنة بالفصل الأول من 2010 الذي بلغ فيه معدل البطالة 42%، بفضل ارتفاع نسبة العمالة نتيجة لازدهار مؤقت في حقل البناء. وقالت «الأونروا» إن الأرقام تشير إلى أزمة مستمرة في غزة، وهي جزء من الآثار المستمرة للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. وقال المتحدث باسم «الأونروا»، كريس غونيس «إن هذه الاتجاهات مقلقة» في إشارة إلى أرقام وإحصائيات البطالة التي تبين أن الأجور الحقيقية مستمرة في الانخفاض. وأضاف أنه «من الصعب فهم منطق» الحصار الإسرائيلي، مشيرا إلى أن هذا الحصار «يفقر عن عمد الكثيرين ويحكم على مئات الآلاف من الأشخاص القادرين على الإنتاج بحياة من الفقر المدقع».

وأكد المتحدث باسم «الأونروا» أن «بحثنا يشير إلى أنه منذ 2007 تمكنت حماس من زيادة العمالة في القطاع العام بنسبة الخمس تقريبا»، لافتا إلى فقدان وظائف في القطاع الخاص في الفترة نفسها. وأضاف أنه «إذا كان الهدف من سياسة الحصار هو إضعاف إدارة حماس، فإن أرقام العمالة في القطاع العام تشير إلى أنه فشل». وتابع «إلا أنها (سياسة الحصار) كانت بالتأكيد ناجحة جدا في معاقبة أفقر الفقراء في الشرق الأوسط».

وأكد المتحدث باسم «الأونروا» أن معدلات البطالة العالية تشكل ضغطا كبيرا على «الأونروا» التي تساعد 1.1 مليون شخص في القطاع. وتقول الوكالة إن عدد الذين هم في «فقر مدقع» أي الذين يكسبون أقل من 1.60 دولار في اليوم ويستحقون مساعدتها تضاعف منذ فرض الحصار ليصل إلى 300 ألف شخص. وأضاف أن حماس توفر نحو 70% من العمالة الجديدة في قطاع غزة اليوم.