سوريا تفتح حدودها مع معبر الرمثا الأردني.. أمام التجار فقط

العمل 12 ساعة يوميا ومنع الأردنيين من الذهاب إلى أبعد من درعا المحطة

TT

أعادت السلطات السورية أمس فتح مركز حدود درعا مع مركز حدود الرمثا الأردني (القديم) الذي أغلق منذ اندلاع الأحداث في مدينة درعا السورية. وقال الملازم يحيى الرشدان من مديرية حدود الرمثا لـ«الشرق الأوسط»: «إن السلطات السورية فتحت الحدود أمام التجار من أبناء مدينتي الرمثا الأردنية ودرعا السورية فقط، ولم تسمح للمسافرين العاديين من المناطق الأخرى» بالتنقل عبر الحدود.

وأضاف الرشدان أن السلطات السورية «أبلغتنا أن الدوام سيكون 12 ساعة يوميا من الساعة السادسة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء لفترة تجريبية محدودة». وأكد الرشدان أن أول سيارة سورية عبرت ظهر أمس، وكانت قدمت من درعا إلى الرمثا عبر مركز الحدود الذي أغلق لأكثر من شهرين.

وقال طاهر العدوان، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية لوكالة الصحافة الفرنسية إن سوريا فتحت جزئيا حدودها باتجاه الرمثا، ولكنه لم يوضح فيما إذا كان هذا الفتح سيستمر خلال الأيام المقبلة.

من جانبه، قال عبد السلام الذيابات، رئيس غرفة تجارة الرمثا، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «مئات السيارات تنقلت أمس بين الرمثا ودرعا عبر المراكز الحدودية»، مشيرا إلى أن «سوق الرمثا تغص حاليا بالسيارات السورية». وأضاف: «نحن مرتاحون جدا لعودة الحركة بيننا وبين درعا التي لها أهمية كبرى بالنسبة لسكان الرمثا على الأخص من ناحية صلات القرابة والعلاقة التجارية». وبحسب ذيابات فإن «الحركة لم تعد بعد إلى طبيعتها حيث سمح للسائق الأردني بدخول المركز الحدودي السوري فقط وعدم التعمق داخل الأراضي السورية بينما تستطيع السيارات السورية الحركة بشكل طبيعي والدخول عبر الرمثا للمدن الأردنية الأخرى».

وتوقع محمد الزعبي، من أبناء الرمثا، أن تعود حركة العبور على المركز الحدودي الخاص بـ«البحارة» (التجار) ضمن تشديدات احترازية من الجانب السوري، مشيرا إلى أن الأوضاع الاقتصادية قد ضاقت بأهالي درعا بعد الحصار الذي فرض عليها. من جانبه، قال سائق من أبناء الرمثا زار مدينة درعا أمس وعاد إلى مدينته، إن السلطات السورية تسمح للسائقين والتجار بالوصول إلى منطقة درعا المحطة وتمنع الأردنيين من الوصول إلى درعا البلد، وأن حركة السيارات الأردنية مقيدة بأماكن محددة ولا يسمح لها بالتجول بحرية في المناطق المجاورة.

وأضاف السائق الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الحياة في المدينة هادئة خاصة المناطق التي تمكنت من الدخول إليها، مشيرا إلى أن قوات الأمن والجيش ما زالت تتمركز في المدينة وتدقق على الحواجز المقامة على مفارق الطرق. وقال إن عددا بسيطا من السوريين حضروا إلى الرمثا ومعهم بضائعهم التي اعتادوا بيعها في مدينة الرمثا إلى نظرائهم الأردنيين مشيرا إلى أن معظم الرجال إما خارج درعا أو رهن الاعتقال على خلفية الأحداث التي اندلعت قبل نحو ثلاثة أشهر.

ويعتبر مركز حدود الرمثا - درعا المتنفس الاقتصادي للجانبين السوري والأردني في التبادلات التجارية من الصنع المحلي، حيث تأتي إعادة فتح الحدود السورية - الأردنية لإيصال رسالة سوريا للخارج مفادها أن الأمور عادت إلى طبيعتها في سوريا بيد أن الواقع يشهد عكس ذلك.

يذكر أن ما يزيد على 700 تاجر أردني يعتاشون من خلال التبادلات التجارية بين سوريا والأردن، في حين يعمل أكثر من 900 سوري بالتجارة نفسها. يشار إلى أن كلمة «البحارة» تطلق على الذين يعملون بالتجارة بين الحدود باعتبار أن الحدود تعد ميناء بريا للأردن وكذلك لسوريا ومن هنا جاءت التسمية على غرار البحارة الذين يعملون في البحر.

وترتبط مدينة الرمثا (95 كلم شمال عمان) اقتصاديا ارتباطا وثيقا بمدينة درعا، التي تبعد عنها قرابة ثلاثة كيلومترات، كما يرتبط سكانها بصلات قرابة مع سكان المدينة السورية.