طائرات الناتو تقصف موقعا عسكريا وحافلة في طرابلس.. ومصرع 12 شخصا

الثوار يتعرضون لكمين بعد ادعاء جنود القذافي الاستسلام

ثوار ليبيون بجوار آلية مدرعة بعد رجوعهم من خطوط الجبهة الأمامية بالقرب من دافنيا الواقعة غرب مصراتة (أ.ب)
TT

قصفت طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في ساعة مبكرة من صباح أمس موقعا عسكريا في العاصمة الليبية طرابلس، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وأسفر القصف عن اشتعال النيران في الموقع، ولم يتسن حتى الآن تقدير حجم الخسائر الناجمة عن القصف.

ونقل التلفزيون الليبي عن مصدر عسكري قوله إن قوات التحالف قصفت مواقع مدنية وعسكرية في منطقة الجفرة «مما أسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة».

وقتل 12 شخصا، أمس، في غارة جوية شنها الحلف الأطلسي على حافلة في جنوب طرابلس، كما ذكر التلفزيون الرسمي.

وهز انفجاران قويان الليلة قبل الماضية وسط طرابلس التي لم تتعرض خلال الأيام الثلاثة الماضية لغارات حلف شمال الأطلسي، فيما سيطر الثوار على بلدة مهمة غرب ليبيا بعدما تعرضوا لخسائر فادحة في شرق البلاد. وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن الانفجارين سمعا في طرابلس قرابة الساعة 23.30 (21.30 تغ). وأفاد شهود عيان بأنهم رأوا عمودا من الدخان الأسود يرتفع من مكان غير محدد بالقرب من وسط العاصمة.

ومن جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية بعيد ذلك أن «مواقع مدنية في ضاحية الفرناج بمدينة طرابلس تعرضت لقصف العدوان الاستعماري الصليبي». وتحدثت الوكالة عن سقوط جرحى ولكنها لم تعط تفاصيل إضافية.

واشتدت حدة المعارك بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار في الأيام الماضية على خط الجبهة بين اجدابيا والبريقة حيث قتل 21 مقاتلا من الثوار يوم الاثنين الماضي. وقال أحد قادة الثوار لوكالة الصحافة الفرنسية: «تعرض رجالنا لكمين. ادعى جنود القذافي الاستسلام ووصلوا حاملين علما أبيض ثم أطلقوا النار عليهم». وأصيب أيضا نحو عشرين من الثوار ونقلوا إلى مستشفى اجدابيا الواقعة على بعد 160 كلم جنوب بنغازي. وانتقل خط الجبهة في هذه المنطقة عشرة كيلومترات شرقا إلى بلدة زاوية الباقول، كما أفاد السكان.

في المقابل، تمكن الثوار في غرب البلاد من السيطرة على بلدة الرياينة القريبة من مدينة الزنتان، بعدما دحروا قوات القذافي التي كانت تسيطر على قسم منها، كما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في الميدان. وهذه هي المرة الأولى منذ بدء الثورة الليبية في 15 مارس (آذار) الماضي، التي يتمكن فيها الثوار من السيطرة بالكامل على الرياينة، البلدة التي يتراوح عدد سكانها بين خمسة آلاف وعشرة آلاف نسمة، والتي كان الثوار يسيطرون على جزء منها حتى أمس. وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن أطباء في مستشفى الرياينة بأن اثنين من الثوار قتلا وجرح عشرة آخرون خلال المعارك التي دارت في البلدة.

وتقع البلدة على الطريق بين مدينتي الزنتان ويفرن اللتين يسيطر عليهما الثوار، ويعتزم هؤلاء تطهير البلدات الواقعة على هذا الطريق، والتي لا تزال في قبضة قوات القذافي كي يتمكنوا من ربط هاتين المدينتين الخاضعتين لهم. إلى ذلك، واصلت قوات القذافي قصفها للرياينة بصواريخ غراد في حين كان الثوار يمشطون أحياءها بحثا عن مقاتلين موالين للقذافي ربما لا يزالون متحصنين فيها.