تقوم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ببناء قاعدة جوية داخل منطقة الشرق الأوسط لتكون نقطة انطلاق لهجمات داخل اليمن باستخدام طائرات مسلحة من دون طيار، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون، أول من أمس.
ويأتي إنشاء القاعدة علامة على أن إدارة أوباما تخطط لحرب موسعة داخل اليمن ضد فرع تنظيم القاعدة هناك، الذي حاول أكثر من مرة تنفيذ مؤامرات إرهابية ضد الولايات المتحدة الأميركية.
وتدير العمليات الأميركية السرية داخل اليمن حاليا قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة للجيش الأميركي بمساعدة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وبموافقة الحكومة اليمنية. ولكن بينما تقترب الحكومة اليمنية من شفير الانهيار، يساور القلق مسؤولين بإدارة أوباما بخصوص ما إذا كانت الحكومة القادمة ستدعم العمليات الأميركية. ومن خلال وضع العمليات تحت إدارة وكالة الاستخبارات المركزية، يمكن تنفيذها كـ«عملية سرية»، وهو ما يعني أنها قد تنفذ من دون دعم الحكومة المضيفة.
ويعد بناء القاعدة، الذي أوردت وكالة «أسوشبيتد برس» أول تقرير عنه، دليلا آخر على أن الإدارة الأميركية ترى في الطائرات من دون طيار سلاحا مفضلا لاقتفاء أثر المسلحين وقتلهم داخل دول يتعذر أن يكون فيها وجود عسكري أميركي كبير. ومنذ توليه مهام منصبه، رفع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من وتيرة حملة الضربات التي تنفذها وكالة الاستخبارات المركزية داخل باكستان باستخدام الطائرات المسلحة من دون طيار. ويذكر أن وكالة الاستخبارات نفذت أكثر من 25 ضربة هناك خلال العام الحالي.
ولا يرغب المسؤول الأميركي في ذكر الدولة التي يجري بناء قاعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية فيها، ولكن قال المسؤول إنه من المحتمل أن يتم الانتهاء من بناء القاعدة بحلول نهاية العام الحالي.
وقال المسؤول إنه بدأت النقاشات حول تولي وكالة الاستخبارات المركزية المسؤولية عن العمليات داخل اليمن العام الماضي قبل الانتفاضة السياسية وأعمال العنف التي نشبت داخل اليمن على مدار الأشهر الأخيرة.
وفي الشهر الماضي، قام الجيش باستئناف حملة ضرباته الجوية داخل اليمن، باستخدام طائرات من دون طيار وطائرات مقاتلة للهجوم على مسلحين يتبعون تنظيم القاعدة. واستهدفت إحدى الضربات أنور العولقي، وهو رجل دين راديكالي أميركي المولد ومن أبرز قيادات فرع تنظيم القاعدة في اليمن المعروف باسم «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية».
* خدمة «نيويورك تايمز»