نتنياهو: لا حل للصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني

روس وهيل يعرضان على الإسرائيليين والفلسطينيين استئناف المفاوضات على قاعدة خطاب أوباما

TT

مع مجيء 3 من كبار المسؤولين في البيت الأبيض إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، الليلة قبل الماضية، لمحاولة استئناف المفاوضات بينهما على قاعدة خطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن على الفلسطينيين أن يسحبوا اقتراحهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل وأن يعترفوا بإسرائيل وطنا للشعب اليهودي، و«إلا فلا توجد مفاوضات ولا تنازلات».

وذكرت مصادر مقربة من نتنياهو، الليلة قبل الماضية، أنه يعرف أن مشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيحظى بالأكثرية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، وأن ما يخطط له (نتنياهو) هو إقناع 30 دولة مهمة في أوروبا أن تصوت ضد الاقتراح، «فمثل هذه المعارضة النوعية تفقد الأكثرية العددية في الأمم المتحدة أهميتها»، حسب رأيه. وأما نتنياهو نفسه فقد صرح أن «هناك أكثرية أوتوماتيكية في الجمعية العامة تصوت إلى جانب الفلسطينيين في كل الأحوال، لكن هذه الأكثرية لن تحقق لهم شيئا، لأن إسرائيل ترفض الانصياع للخطوات الأحادية، والكثير من دول العالم بدأت تقتنع بوجهة النظر الإسرائيلية القائلة بأن المفاوضات هي السبيل الوحيد لنجاح عملية السلام».

وأعلن نتنياهو، بُعيد لقائه مع جيرزي بوزيك، رئيس برلمان الاتحاد الأوروبي، أن «نجاح المشروع الفلسطيني للاعتراف بدولتهم، سوف يشجعهم على التفتيش عن قرارات أحادية أخرى، وهذا لا يفيد عملية السلام، لأن إسرائيل لن تقبل هذه الخطوات وسترد عليها بحزم». وأوضح قصده قائلا «خطوات أحادية الجانب ستؤدي إلى توقف إسرائيل عن المفاوضات وعن تقديم التنازلات». واقترح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يحدث الانعطاف المطلوب من أجل دفع المفاوضات: «قل أنا موافق على أن تكون إسرائيل دولة الشعب اليهودي ونحن نباشر المفاوضات».

وبعد أن وضع هذا الشرط للتفاوض، ادعى نتنياهو أنه لا يضع شروطا مسبقة على الفلسطينيين: «أنا لا أقول لأبو مازن أثبت أولا أنك تحكم في قطاع غزة حتى أقبل التفاوض معك، إنما أقول له أن يعترف بنا كدولة يهودية لكي ينسف فكرة إبادة إسرائيل، التي يروج لها الكثير من الفلسطينيين، وفي مقدمتهم أولئك الذين تصالح أبو مازن معهم ويرفضون شروط الرباعية الدولية للاعتراف بإسرائيل أو حتى بالاتفاقيات الموقعة بيننا وبين منظمة التحرير الفلسطينية».

وكان وفد من الإدارة الأميركية قد وصل إلى البلاد، الليلة قبل الماضية، بهدف تحريك المفاوضات. وضم الوفد كلا من المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد هيل، وكبير المستشارين للرئيس والمسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي، دينيس روس، والمستشار القضائي جوناثان شوارتس. والتقى الوفد الأميركي، أمس، بمسؤول المفاوضات مع الفلسطينيين في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، يتسحاق مولخو، وموظفين كبار في وزارة الخارجية بالإضافة إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ورئيس جهاز الأمن العام، يورام كوهن. ثم انتقل إلى رام الله حيث التقى عددا من المسؤولين الفلسطينيين.

وأبلغ ديفيد هيل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض موقف الرئيس الأميركي، الذي يصر على أنه لا يمكن الوصول إلى تحقيق الأهداف إلا عن طريق المفاوضات الثنائية بين الطرفين. كما أكد له في لقاء جمعهما في القدس الشرقية، أمس، أن فكرة الذهاب إلى الأمم المتحدة لنيل دعم دولي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فكرة لا تشجعها الولايات المتحدة.

من جهته، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أن زيارة الوفد الأميركي للمنطقة، تأتي لشرح وجهة النظر الأميركية فيما يتعلق بإمكانية استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال إن القيادة الفلسطينية ستنتظر ما يحمله المبعوثون الأميركيون من أفكار حول هذا الموضوع. وأكد عبد ربه إصرار القيادة الفلسطينية على التقدم بمشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ما دام أن البديل التفاوضي على أسس سليمة غائب تماما.