مسيرات مؤيدة في دمشق تحث نصر الله على «ضرب تل أبيب».. وحماه تدعو الأسد للتنحي

دوما تنذر الأمن إن لم ينسحب من شوارعها فستعلن إضرابا عاما مفتوحا

إحراق صورة الرئيس بشار الأسد في عربين بريف دمشق في صورة مأخوذة من شريط مصور نشر على موقع «يوتيوب» (أ.ف.ب)
TT

خرج عشرات الآلاف من المواطنين إلى شوارع مدينة حماه أمس مطالبين الرئيس بشار الأسد بالتنحي، في وقت خرجت مسيرات مؤيدة للنظام في دمشق، هتف بعضها للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ودعوه ليقصف تل أبيب.

ونشرت صفحة «الثورة السورية 2011» على موقع «فيس بوك»، تسجيلا مصورا للمحتجين في حماه، وهم يرددون «سوف نسقط النظام». وإلى جانب ذلك، أعلن في حماه يوم أمس، يوما للإضراب العام حيث أغلقت الأسواق والمحال التجارية، احتجاجا على ما جرى في جسر الشغور وتقدم الدبابات نحو مدينة معرة النعمان، وعمت المظاهرات شوارع المدينة طيلة اليوم.

وفي تلك الأثناء وجه أهالي مدينة دوما في ريف دمشق، إنذارا إلى الأجهزة الأمنية أن لم يخلوا المدينة خلال شهر فإنهم سيقومون بإجراءات ستؤدي إلى إضراب عام مفتوح. وجاء في البيان الذي نشر على مواقع الإنترنت: «نظرا للتواجد الدائم والمكثف للحشود الأمنية على حدود مدينة دوما وفي داخلها منذ 25 أبريل (نيسان) 2011 وحتى اللحظة، ونظرا لما نتج عنه من ترويع للأهالي وخاصة النساء والأطفال، نتيجة تصرفاتهم الهمجية إضافة لما تقوم به من اعتقالات عشوائية وضرب وتنكيل.. واستفزاز وترهيب وشل الحركة في المدينة، ونظرا لقطع الاتصالات والإنترنت المتكرر فإننا: ننذركم ونحذركم بأننا سنتبع إجراءات صارمة خلال شهر واحد تؤدي إلى عصيان مدني عام ومفتوح إن لم تغادروا مدينة دوما خلاله».

ووضع البيان جدولا زمنيا لتلك الإجراءات، وفق التالي: «الأسبوع الأول: الامتناع عن دفع فواتير الماء والكهرباء والهاتف والضرائب مع استمرار المظاهرات السلمية اليومية. الأسبوع الثاني، حيث يضاف إلى إجراءات الأسبوع الأول: إغلاق عدد كبير من الحسابات المصرفية في المصارف الحكومية. الأسبوع الثالث، حيث يضاف إلى إجراءات الأسبوع الأول والثاني: إضراب عام لمدة 3 أيام يليها 4 أيام اعتصام داخل البيوت. عصيان مدني عام ومفتوح».

ويشير البيان إلى أن جميع مدن وقرى محافظة ريف دمشق ستسلك ما يسلكه أهالي دوما وذلك بدءا من نهاية الأسبوع الأول إن لم تستجب الأجهزة الأمنية وبالسرعة الكلية.

وفي المقابل، أظهر التلفزيون السوري أمس آلاف المتظاهرين في دمشق الذين تجمعوا في مسيرة تأييد للرئيس بشار الأسد حيث جابوا الشوارع حاملين علما سوريا عملاقا. وقال مذيعو التلفزيون السوري معلقين على البث الحي من دمشق إن المتظاهرين تجمعوا في حي المزة السكني غرب العاصمة رافعين «أكبر علم سوري» بطول 2300 متر وعرض 18 مترا، «تعبيرا عن عمق انتمائهم الوطني ورفضهم للتدخل الخارجي بشؤون سوريا»، حسبما ذكرت وكالة سانا السورية للأنباء.

وقال ربيع ديبة المسؤول الإعلامي للحملة في تصريح لوكالة سانا إن الحملة جاءت «باسم أبناء الشعب السوري بجميع أطيافه وشرائحه وتعبيرا عن اللحمة الوطنية ورفض محاولات التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية».

وشارك في المسيرة الآلاف من موظفي الحكومة وبعض شركات القطاع الخاص لا سيما «سيرياتيل» و«إم تي إن» اللتين وجهتا دعوات في رسائل قصيرة إلى كل مستخدمي الشبكة الخلوية. ووصفت وسائل الإعلام الرسمية المسيرة التي حمتها قوات الشرطة والأمن، بأنها «مشهد وطني جامع عبر عن عمق الانتماء الوطني لدى الشعب السوري».

عند الساعة الحادية عشرة من ظهر يوم أمس، حيث تم قطع أوتوستراد المزة الحيوي الذي يربط مركز المدينة دمشق بضواحيها، لعدة ساعات، دون أن يتم تفريق المسيرة من قبل الأمن والجيش كما يجري مع المظاهرات الاحتجاجية في مختلف أنحاء البلاد. وبعد انتهاء الفعالية، انطلق المشاركون في مسيرات سيارة في مختلف أرجاء المدينة، مرددين هتافات «الله سوريا بشار وبس» الذي درج على ترديدها عناصر الأمن بالملابس المدنية الذين يتولون مهمة تفريق المظاهرات الاحتجاجية باستخدام الهراوات وحتى الرصاص.

وكان لافتا يوم أمس أن بعض المسيرات التي جابت الشوارع كانت تردد بالإضافة لهتاف «أبو حافظ أبو حافظ» هتافات لحسن نصر الله الأمين العام لحزب اله اللبناني «نصر الله ويا حبيب اضرب اضرب تل أبيب». ويتهم بعض السوريين حزب الله وإيران بمشاركة النظام في أعمال القمع الدموي للاحتجاجات في سوريا.