مسيرات في طرطوس مؤيدة للنظام.. بمشاركة لبنانيين

«لجان التنسيق المحلية» تتهم النظام بتعزيز الخطاب الطائفي التحريضي

TT

فيما بدا ردا استباقيا على المظاهرات المتوقع خروجها اليوم تحت اسم «جمعة الشيخ صالح العلي»، نقلت وسائل الإعلام السورية وقائع مسيرة حاشدة في مدينة طرطوس الساحلية، وقالت مراسلة التلفزيون السوري التي كانت تغطي وقائع المسيرة إن هؤلاء هم أبناء مدينة الشيخ صالح العلي وقد خرجوا ليعلنوا ولاءهم وليرسلوا رسالة إلى رئيسهم.

وانتقد أحد المشاركين في المسيرة التي أصر التلفزيون السوري على وصفها بأنها «عفوية»، المحتجين الذين سيخرجون اليوم، وقال «لقد أخطأوا بتسمية يوم الجمعة (جمعة صالح العلي) فهذه الجمعة أسمها (انتهت.. خلصت)». فيما قال آخر «نحن أبناء صالح العلي نقدم أنفسنا وكل ما نملك فداء لبشار الأسد». وحذرت إحدى المشاركات من الاقتراب من «رموزنا الوطنية» في إشارة إلى الشيخ صالح العلي، وقالت إنه وقف ضد التدخل الخارجي «وعلى هؤلاء أي المحتجين أن يقفوا ضد التدخل الخارجي».

وهتف المشاركون «حي أسد القرداحة.. الأسود نزلت على الساحة»، في إشارة الى مدينة القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد. كما لوحظ مشاركة مواطنين لبنانيين في المسيرة، وكانوا يهتفون مع المشاركين «الله.. سوريا.. بشار.. وبس».

وقالت وكالة الأنباء السورية إن المسيرة «العفوية» شارك فيها «أكثر من 200 ألف مشارك من مختلف شرائح المجتمع» وإن «فعاليات أهلية وشبابية وشعبية في طرطوس قامت بتنظيمها تأكيدا على الوحدة الوطنية ورفضا للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسوريا»، دون أي ذكر عما إذا كانت هذه المسيرة تخضع لقانون التظاهر خاصة وأن هناك مصطلحين متداولين فقط في سوريا، وهما المظاهرة وتعني الاحتجاج والمسيرة وتعني التأييد. ويتندر ناشطون سوريون في موقع «فيس بوك» بالسؤال «لا نعرف إذا كانت المسيرات مشمولة بقانون التظاهر وعما إذا كانت بحاجة إلى ترخيص».

وتابعت وسائل الإعلام السورية حملتها على نظيرتها الخارجية واتهامها بالتحريض. وانتقدت وكالة الأنباء السورية (سانا) التغطية السريعة التي قامت بها وسائل الإعلام الخارجية لمسيرة التأييد لرفع أكبر علم سوري يوم أول من أمس. وقالت إن «الحقيقة الساطعة التي أعلنها مئات الآلاف من شرائح المجتمع السوري طوعيا لم تحرك ضمائر القائمين على بعض المحطات الفضائية المغرضة». وآثرت هذه القنوات الفضائية أن تعلن عن نفسها «كمعادية للشعب السوري الذي خرج طوعيا ليعبر لكل العالم عن مواقفه». واعتبرت «سانا» - التي كررت كلمة طوعيا وعفويا عدة مرات من دون مبرر - اقتصار التغطية على مشاهد قصيرة ولأوقات قليلة «محاولة استغلال الحدث في سياق سياستها التحريضية والتضليلية».

ومنذ بداية الاحتجاجات يقول مراقبون إن النظام راهن على اصطفاف الأقليات الدينية حول الطائفة العلوية. وصدر يوم أمس بيان عن «لجان التنسيق المحلية» تحت عنوان «كلنا سوريون وسوريا للجميع». واتهم البيان السلطة باستخدام خطاب «طائفي تحريضي». وقال: «ثلاثة أشهر مرت على ثورتنا من أجل الحرية، أظهر فيها الشعب السوري وعيا غير مسبوق بوحدته وتضامن مدنه وأريافه، أطيافه وطوائفه، وأن السوريين ترجموا ذلك بشكل يومي في شعاراتهم ولافتاتهم وتصريحاتهم وأيضا في هبتهم من أجل نصرة المدن والمناطق الأخرى التي تتعرض لتنكيل النظام وقواه الأمنية، ورفضهم لأي خطاب طائفي أو تحريضي مهما كان مصدره».

واتهم البيان النظام بأنه يحاول اليوم ومن جديد «بشتى الوسائل وأقذرها النيل من وحدة السوريين وتخويفهم من بعضهم، وإثارة قلق الأقليات الدينية، وتعزيز الخطاب الطائفي عبر إعلامه الرسمي وشبه الرسمي». وأدان البيان «الخطاب الطائفي التحريضي للنظام» وأكد أن «الثورة هي ثورة السوريين كلهم على اختلاف اثنياتهم وطوائفهم وأنه لا تساهل حيال أي خطاب أو ممارسة طائفية، تحاول ربط نفسها بالانتفاضة الشعبية».

وأكد البيان أنه يتم العمل «بكل قوانا على تحييد الروابط الدينية والمذهبية من المجال العام، وإبقائها في النطاق المجتمعي، لتكون مصدر تنوع وإثراء، كما نتطلع إلى تشكل أكثريات وأقليات ديمقراطية، عابرة للطوائف والأديان، بناء على التطلعات والبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يلتف حولها المواطنون السوريون، في نطاق الدولة المدنية القائمة على المواطنة». وأكد مصدرو البيان أن حجر الأساس في تصورهم لمستقبل سوريا قائم على «فكرة الشعب السوري الواحد، المكون من مواطنين أحرار متساوين. ولا مساومة على وحدة سوريا ووحدة السوريين، ولا تسامح مع التمييز الطائفي، العلني أو الضمني».