دبلوماسيون في دمشق: نشجع الجنرالات السوريين على التمرد

قالوا إن الانتفاضة قاعدتها واسعة ورجال أعمال وأئمة مساجد يؤيدونها والنظام منهك عسكريا وماليا * واشنطن : نزيد اتصالاتنا مع سوريين راغبين في التغيير

TT

بينما قال بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة إنه أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري بشار الأسد أمس طالبه فيه بوقف قتل الناس وبدء حوار قالت «رويترز» في تقرير من لندن إن الأسد يفقد نفوذه لصالح أقاربه المتشددين بينما قواته أنهكت وبدأت مصادر تمويله تنفد بينما تحصد الانتفاضة ضده تأييدا شعبيا ويزداد التمويل لها.

من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن الولايات المتحدة تزيد اتصالاتها داخل وخارج سوريا مع سوريين يسعون إلى التغيير السياسي في بلدهم. وذكرت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند أمام الصحافيين بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق وأن خير نظيره السوري بشار الأسد بين قيادة الإصلاح السياسي في بلاده وبين التخلي عن السلطة، مضيفة أن الأخير وكما يبدو جليا قد «اختار خيارا سلبيا».

ونددت المتحدثة بالقمع «المقيت» الذي يشنه الأسد ويستهدف المتظاهرين المطالبين برحيله، مشيرة إلى أن واشنطن تسعى مع حلفائها إلى عزل النظام السوري في الأمم المتحدة.

وقالت «نحن بدأنا أيضا بزيادة اتصالاتنا مع السوريين الشجعان الذين يدافعون عن التغيير وعن حقوقهم العالمية، سواء في داخل سوريا أم خارجها».

وكان بان كي مون يتحدث من برازيليا أمس وفقا لـ«رويترز» معربا عن أمله في أن تستطيع الأمم المتحدة أن تتحدث بصوت موحد إلى الرئيس السوري.

وقالت «رويترز» إن محللين ودبلوماسيين مقرهم سوريا يقولون إن المجتمع الدولي بدأ يخطط لسوريا من دون الأسد. ولكن هناك مخاطر انزلاق إلى حرب طائفية بينما يعتقد كل المراقبين أن الأسد سيقاتل حتى النهاية وقد يسعى إلى توسيع نطاق الأزمة إقليميا إلى لبنان وتركيا وإسرائيل.

وقال دبلوماسي غربي في دمشق إنه رغم كل القتل والتعذيب والاعتقالات خلال الأسابيع الماضية فإن الاحتجاجات مستمرة، وسيقاتل النظام حتى الموت ولكن الاستراتيجية الوحيدة التي يعرفونها هي قتل الناس وهو ما يؤجج الأزمة.

وقال الدبلوماسيون إن النظام في محاولته قمع الانتفاضة سحب قوات الأمن من كل ضواحي دمشق، ولكن كل مرة تتعامل فيها السلطات بشدة لقمع احتجاجات في مكان تنشب مظاهرات في مكان آخر. ويعتمد النظام في قمع الانتفاضة على قوتين رئيسيتين نخبويتين هما الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري إضافة إلى البوليس السري والميليشيا المشكلة من علويين.

وقال الدبلوماسي الذي كان يتحدث من دمشق إن تقييمنا أن النظام سيسقط في النهاية «وأمامهم بين 3 و6 أشهر من القدرات العسكرية لمواصلة حملتهم الحالية لكنهم لا يمكنهم الاستمرار في هذه الحملة إلى الأبد». وقال الدبلوماسي إن المجتمع الدولي يرى أن تحقق سوريا من دون الأسد يمكن أن يكون بانقلاب عسكري، وهناك عدة حكومات تشجع الجنرالات السوريين على التمرد. وأضاف نحاول عزله هو وعائلته ونتوجه إلى القادة العسكريين وأعضاء الحكومة على الوقوف ضده.

وأضاف الدبلوماسي أنه مع وتيرة الانتفاضة نعتقد أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة، بينما يعتقد محللون آخرون أن الاقتصاد السوري في حالة شلل والحكومة بدأت مواردها تنضب بما أدى إلى اللجوء إلى الدائرة الضيقة لتقديم التمويل وهو ما يضعف الأسد. وقال أحد الدبلوماسيين إن رامي مخلوف الذي يكرهه المتظاهرون أودع مؤخرا في البنك المركزي مليار ليرة من أجل استقرار الليرة السورية. وأضاف أنه عندما يصلون إلى نقطة عدم القدرة على دفع الرواتب إلى البيروقراطيين والعسكريين والشرطة والميليشيات ستصبح الأزمة كالبالون وينهار النظام، فهذا قطار يخرج عن القضبان. وهناك مظاهر على على نضوب الموارد وتفكك الولاء. ويشير الدبلوماسيون إلى انتشار الانتفاضة وخروج مظاهرات يومية في دمشق بينما أكدوا أن حمام الدم في جسر الشغور نتج عن تمرد نحو 50 عسكريا بينهم ضباط متوسطو الرتب. وأشار الدبلوماسيون حسب «رويترز» إلى أن الانتفاضة التي دخلت شهرها الثالث أثبتت أنها تنمو وأكثر تعقيدا وتلقى تأييدا واسعا من المجتمع، فهي ليست انتفاضة الرجل الفقير وهناك تخويل مهم لها من رجال العمال السوريين والطبقات العليا وهم يقدمون التمويل لأجهزة الهاتف المربوطة بالأقمار الصناعية والطعام والكاميرات والمستلزمات الطبية. وأشاروا إلى أن الانتفاضة لها قاعدة عريضة ليست فقط من الشباب ولكن أيضا أئمة المساجد ورجال الأعمال وحتى من الأعضاء السابقين في حزب البعث.