تصاعد الجدل حول ماهر الأسد ودور الفرقة الرابعة

لواء ينفي دخول الفرقة الرابعة جسر الشغور

دورية للجيش السوري في مدينة جسر الشغور التقطها صحافيون خلال جولة نظمتها السلطات السورية لعدد من وسائل الاعلام الى المدينة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس السوري، بشار الأسد، حركة احتجاجية تطالب بإسقاط نظامه، يكثر الحديث عن دور محوري يقوم به شقيقه ماهر في عمليات قمع المحتجين, وكثر الجدل حول الفرقة الرابعة من الجيش النظامي، التي يترأسها ماهر الأسد، والتي يعتبرها ناشطون في المعارضة السورية، حسب صحيفة «غاريان»، تعمل بشكل منفصل. كما تتوقع المعارضة أن يتم تعويض الرئيس بجنرال أو جنرالات من الجيش النظامي، وعلى عكس الوضع في ليبيا، لم تكن هناك أي انشقاقات معروفة في صفوف كبار الجيش أو غيرها من فروع قوات الأمن، ومع ذلك وردت تقارير موثوق بها من صغار الضباط والمجندين، والمستمدة أساسا من الأغلبية السنية، تجلت خاصة من الذين رفضوا فتح النار على المتظاهرين، تعتبر أن الانشقاق وشيك، وهي مسألة وقت فحسب، كما ورد في صحيفة «غارديان» البريطانية.

ونفى مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري، اللواء رياض حداد، مشاركة الفرقة الرابعة بأي مهمة في مدينة جسر الشغور، وقال في تصريح خص به قناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله: «إن الفرقة الرابعة لم تكلف بأي مهمة في جسر الشغور»، نافيا ما يشاع عن ضلوع الفرقة الرابعة من الجيش، التي هي بإمرة ماهر الأسد، في تنفيذ عمليات القمع في مدينة جسر الشغور، وأكد اللواء حداد أن «الجيش والقوات المسلحة مؤسسة متماسكة، وهي المنوط بها القضاء على المؤامرة وتطهير سوريا من المجموعات المسلحة».

وأعاد حداد البطء في المعالجة السياسية إلى حرص «القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس بشار الأسد، على دماء الأهالي وسلامة السكان»، كما اعتبر تحرك القوات السورية نحو منطقة البوكمال «إجراء استباقيا»، كاشفا أن المجموعات المسلحة تحاول تكرار السيناريو نفسه الذي اعتمدته في جسر الشغور في منطقة خان شيخون ومعرة النعمان، وأكد أن الجيش «عازم على تطهير المنطقة من الإرهابيين».

لكن على الرغم من هذه التصريحات التي أدلى بها اللواء الحداد، تتجه أصابع الاتهام إلى ماهر الأسد، الذي يترأس الفرقة الرابعة، ويعد ماهر الأسد (43 عاما)، وهو ضابط في الجيش برتبة عقيد، أحد أركان النظام وقائد الحرس الجمهوري، إضافة إلى الفرقة الرابعة العالية التدريب والتجهيز.

وقد درس الهندسة الميكانيكية قبل التحاقه بالجيش، وهو متزوج من منال جدعان من منطقة دير الزور شرق البلاد. وذاع صيت ماهر الأسد أكثر فأكثر مع الحركة الاحتجاجية التي لم يسبق لها مثيل في سوريا، والتي يجري التعامل معها بعنف شديد من جانب السلطات منذ اندلاعها في الخامس عشر من مارس (آذار).

ويرى محللون أن دور ماهر يزداد تعاظما منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية، بعد الدور الذي قامت به قواته في قمع المظاهرات.

وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، اتهم ماهر الأسد في مقابلة تلفزيونية بمعاملة المحتجين بطريقة «غير إنسانية».

ويرى محلل سياسي من العاصمة دمشق، لم يشأ الإفصاح عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع، أنه حسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن «المعلومات الواردة تشير إلى أن ماهر يقوم بالدور المحوري في عمليات القمع».

ويضيف لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعتقد أن هذا الأمر يشير إلى أن العائلة الحاكمة تقاتل لبقائها، وهي مستعدة لسحق المجتمع السوري في سبيل أهدافها». ويتابع المحلل: «ماهر الأسد هو الرمز الأبرز لهذه المعركة».

والشهر الماضي، أدرج اسم ماهر الأسد ضمن لائحة تضم 13 من الشخصيات المقربة من الرئيس السوري، فرضت عليها عقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا.

وقال الخبير في الشؤون السورية والأستاذ في جامعة أوكلاهوما، جاشوا لاندس، في حديثه لـ«فرانس برس»: «بشار الأسد هو القائد، أي الوجه الرسمي الباسم، أما ماهر فهو القبضة المنفذة للنظام».

ويضيف أن «ماهر شديد التأثير اليوم، بما أن النظام يحافظ على نفسه من خلال العمليات العسكرية، فإن ماهر هو الذي يدير الدفة».

ويرى المحللون أنه من الصعب القول ما إذا كان هذا الصيت الذي يكتسبه ماهر الأسد صحيحا، أم أن النظام يسعى إلى ترويج ذلك ليحافظ على صورة بشار كرجل إصلاح ويقول لانديس: «أدرك حافظ الأسد أن الولاء الشخصي، العائلي والمناطقي والطائفي، هو أساس الاستقرار».

ويضيف: «النظام السوري يشبه إلى حد بعيد الشركات العائلية، وعلى هذا الأساس يجري تقسيم المهام».

لكن على الرغم من كل ذلك، يبقى الحديث عن التحكم الشامل لماهر الأسد في كل العمليات العسكرية، الجارية من أقصى سوريا إلى أقصاها، مجرد تكهنات واستنتاجات، لا سيما في ظل عدم توفر أي معلومات رسمية حول تفاصيل التحرك الميداني، وفي ظل منع وسائل الإعلام العربية والأجنبية من العمل.

ويقول المحلل المقيم في دمشق: «نظريا، يفترض بالقوات التي يقودها ماهر الأسد أن تحمي العاصمة السورية ومحيطها، اللذين لم يعودا بمنأى تماما عن عمليات الاحتجاج، وخصوصا حماية الرئيس السوري، لا أن تنتشر في طول البلاد وعرضها».