إقالة «وجه سوريا الناعم» ريم حداد من منصبها.. وتعيين معن صالح مكانها

بعد نشر «الشرق الاوسط» موضوعا حول تسخيف الصحافة البريطانية لها

TT

استبدلت الحكومة السورية بالوجه الناعم ريم حداد الذي قدمته للإعلام الغربي، وجها ذكوريا هو معن صالح ليرأس التلفزيون السوري، وذلك بعد يوم على نشر صحيفة «الشرق الأوسط» موضوعا يتناول تسخيف الصحافة البريطانية لتصريحات أدلت بها حداد لمحطات التلفزة البريطانية.

وأعلن وزير الإعلام السوري عدنان محمود، إقالة مديرة التلفزيون السوري ريم حداد من منصبها، وتكليف معن الصالح بمهام إدارة التلفزيون السوري خلفا لها، من دون أن يحدد سببا لهذه الإقالة. وعينت حداد رئيسة لقسم الإعلام الخارجي في التلفزيون، وهو قسم دوره مبهم ولا أهمية كبيرة له. وصالح كان معاونا للمدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وقبل ذلك شغل منصب مدير القناة الأولى.

ولعبت حداد دور المتحدث السوري الرسمي للنظام السوري، أمام الإعلام الأجنبي. إلا أن تصريحاتها التي نفت فيها وجود لاجئين في سوريا، وإنما فقط سوريون يزورون أهاليهم انقلبت عليها في الصحافة البريطانية التي سخفتها وهزأت بها. وشبهتها الصحف بمحمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي في آخر أيام صدام حسين الذي اشتهر في الحرب في 2003 بأسلوبه الفكاهي التهكمي، وحديثه للإعلام الغربي لنفي كل «الشائعات» حول تقدم الأميركيين وانهزام الجيوش العراقية.

وأفردت صحيفة «التايمز» البريطانية في طبعتها الورقية الصادرة بعد يوم من تصريحاتها، نصف صفحتها الثالثة، لصور حداد، وتحت عنوان: «يهربون؟ يا إلهي.. لا.. هم فقط يزورون الماما، تقول الناطقة»، كتبت: «بينما تظهر الصور الآتية من سوريا مشاهد رعب، الوجه الذي يقدمه النظام للعالم، هو وجه امرأة (تتحدث) بلكنة بريطانية مصقولة، تنفي الاعتداءات بشدة. الظهور الإعلامي المتكرر لريم حداد، واحدة من المسؤولين السوريين القلائل التي تأخذ أسئلة من الصحافيين، يبدو أنها محاولة لوضع وجه مقبول للقمع الوحشي».

ونقل موقع «داماس بوست» الإلكتروني أول من أمس «توضيحا» من حداد للتصريحات التي أدلت بها للتلفزيونات البريطانية، وقال نقلا عنها «إن السبب الوحيد لمغادرة العائلات من جسر الشغور إلى تركيا في الآونة الأخيرة، هو الهرب من الجماعات المسلحة وليس من الجيش الذي لم يكن قد دخل المدينة في وقت التصريح (للقنوات البريطانية)، كما لم تكن قد أقيمت أي مخيمات على الحدود في ذلك الوقت».

إلا أن تصريحها التوضيحي أيضا يحمل الكثير من المغالطات، إذ إن الجيش كان قد وصل على أطراف المدينة عندما أدلت بتصريحاتها الأسبوع الماضي، وهي اعترفت بذلك بنفسها عندما قالت ردا على سؤال عن دخول الجيش: «لا أعرف إذا كان الجيش سيدخل، ما أعرفه أن الجيش يحيط بالمنطقة، ولم يدخل بعد». وكان الآلاف من أهالي جسر الشغور قد غادروا المدينة إلى تركيا حيث استقبلهم الأتراك في مخيمات شيدت خصيصا لهم. وفي صباح اليوم نفسه الذي أدلت فيه حداد بتصريحاتها، كانت السلطات التركية تؤكد أن عدد اللاجئين السوريين قد وصل إلى 2400 شخص.