اليمن: أجواء إيجابية بعد أول لقاء يجمع نائب الرئيس بـ«شباب الثورة»

هادي قال إنه سيرسم صفحة جديدة خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين

اثنان من رجال القبائل المؤيدين للشيخ صادق الأحمر يتفقدون المقر الرئيسي له الذي تعرض للدمار بقصف القوات الحكومية في صنعاء أمس (رويترز)
TT

شهدت التطورات السياسية في اليمن، أمس، خطوة إيجابية جديدة على طريق تطبيع الحياة السياسية، وذلك باللقاء الأول الذي جمع نائب الرئيس والقائم بمهامه وأعماله، عبد ربه منصور هادي بوفد من شباب الثورة في صنعاء، رغم أن الأوضاع الأمنية في البلاد تشهد تدهورا مستمرا.

واجتمع هادي بوفد من أعضاء المنسقية العليا للثورة اليمنية (شباب)، بعد أن حدد شباب الثورة يوما واحدا كمهلة لهادي لتحديد موقفه من الثورة، وقبل أن تنتهي المهلة، طلب نائب الرئيس أن يلتقي بوفد من الشباب، وقالت مصادر مطلعة إن اللقاء كان إيجابيا، وحسب بيان صادر عن المنسقية، فإن الشباب طرحوا عليه مطالبهم وهي «تحديد موقفه من الثورة وموافقته على أن يكون أحد أعضاء المجلس الانتقالي»، وأشار البيان إلى أن «الفريق هادي أبدى تفهما لمطالبنا وقال إنه يسعى إلى ما سماه التغيير العميق وبداية رسم صفحة جديدة لليمن بعد ترتيب الأوضاع الأمنية والاقتصادية خلال مدة لا تتجاوز الأسبوعين كحد أقصى».

وعقب اللقاء، أكد الشباب «التمسك بالشرعية الثورية كأساس لعملية التغيير الشامل للبلد»، وعلى «أننا ماضون في المشاورات مع جميع مكونات الثورة لتشكيل المجلس داعين جميع المستويات في المرحلة الراهنة حتى الإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي الذي يلبي تطلعات الشعب ويحقق أهداف الثورة».

في هذه الأثناء، دعا شباب الثورة اليمنيين إلى التظاهر في حشود مليونية اليوم فيما أطلق عليها «جمعة الشرعية الثورية»، وتأتي هذه الدعوة في وقت تتواصل فيه المظاهرات في معظم المحافظات اليمنية للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد، وفي أحد التطورات على هذا الصعيد، أصيب 11 معتصما في محافظة حجة بشمال غربي صنعاء، برصاص القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، وقالت مصادر في حجة إن بين الجرحى والمصابين جنودا ممن أعلنوا دعمهم للثورة الشبابية، وأن مصدر إطلاق النار كان القوات المرابطة في قلعة القاهرة بمدينة حجة.

إلى ذلك، تواصلت التطورات الأمنية، أمس، في جنوب اليمن، حيث قتل شخص واحد، على الأقل، في مواجهات مسلحة بين مسلحين يعتقد بانتمائهم للحراك الجنوبي وقوات الأمن في مدينة الحبيلين بمحافظة لحج، هذا في وقت أعلنت فيه السلطات اليمنية اعتقال 12 شخصا يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة أثناء محاولتهم الدخول إلى مدينة عدن. وقالت مصادر مطلعة في محافظة لحج لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات تجددت في الحبيلين بين المسلحين وقوات الأمن والجيش بعد أيام من الهدوء، كما اندلعت مواجهات مماثلة، وحسب ذات المصادر، فقد تمكن مسلحون في مديرية المسيمير بلحج من السيطرة على المباني والمنشآت الحكومية في المديرية ولم يتبق للسلطات المركزية من تمثيل ووجود سوى في المواقع العسكرية فحسب، وقال شهود عيان في لحج إن المسلحين استولوا، أيضا، على صهريج غاز في طريق عدن - لحج. وتضاربت الأنباء حول عدد الأشخاص الذين اعتقلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى عدن قادمين من محافظة أبين عبر نقطة العلم، وقال مدير أمن محافظة عدن، العميد غازي أحمد علي محسن إن الأجهزة الأمنية ضبطت أسلحة في واحدة من السيارتين اللتين كان يستقلها المسلحون وهي نوع «تويوتا» أو كما تعرف في اليمن بـ«صالون - مونيكا» ومحملة بـ«الفلفل» للتمويه. وأشار إلى أنه «يجري حاليا التحقيق معهم تمهيدا لإحالتهم إلى الأجهزة المعنية».

وعلى صعيد الوضع الأمني في عدن، قال العميد محسن إنه «تم ضبط 5 أشخاص من مثيري الشغب والتخريب في مديرية المنصورة إثر قيامهم باقتحام بعض المحال التجارية أمس وإطلاق النار على المواطنين بشكل متعمد»، وحسب المسؤول الأمني، فقد قاوم الأشخاص المذكورون رجال الأمن وجرح أحدهم، وقال إنه جرى ضبط أسلحة بحوزة أولئك الأشخاص بينها «مسدسات كاتمة للصوت وقنابل بحوزة بعض الأشخاص في مناطق مختلفة من المحافظة في إطار حملات تقوم بها أجهزة الأمن بالتعاون مع أبطال القوات المسلحة لمنع حمل السلاح في عدن، كما تم استعادة بعض السيارات المنهوبة في المحافظة».

وعقب هذه التطورات، شهدت عدن انتشارا أمنيا مكثفا وازداد عدد النقاط الأمنية والعسكرية في أرجاء المدينة وفي مداخلها ومخارجها، ويعيش سكان عدن في حالة قلق عميق منذ أيام، بسبب الأنباء التي تتسرب عن سعي المسلحين المسيطرين على مدينة زنجبار في أبين، إلى الدخول إلى مدينة عدن، حيث يخشى السكان تكرار احتلال المباني الحكومية ونهب البنوك والمؤسسات المالية على غرار ما جرى في زنجبار مطلع الشهر الحالي.

على الصعيد ذاته، قالت مصادر أمنية يمنية إن عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة أقدمت على قتل «اثنين من المواطنين وإصابة ثالث في مدينة زنجبار بمحافظة أبين»، وذكر مصدر أمني أن «تلك العناصر قامت بإطلاق قذيفة هاون على المواطنين الثلاثة، مما أدى إلى استشهاد 2 منهم هما علي ناصر سالم الظاهري ومحمد عبد الله الملحمي وهما من محافظة البيضاء، كما أصيب المواطن صالح أحمد حسين اليزيدي وهو من مديرية لودر».

وفي محافظة تعز، قتل ضابط وجرح عدد من الجنود في تجدد المواجهات بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين المؤيدين لثورة الشباب، وتأتي هذه التطورات في وقت حمل مصدر مسؤول في تعز من سماها «عناصر أحزاب اللقاء المشترك»، مسؤولية «عدم الالتزام بالاتفاق الموقع بين الطرفين» قبل أيام، بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء المظاهر المسلحة، واتهم المصدر عناصر المعارضة بعدم الالتزام «بتسليم المواقع الرسمية للأجهزة الأمنية بناء على الاتفاق الموقع بين السلطة المحلية بتعز وأحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة».

وقال المصدر إن هناك «أخرى ترتكبها أحزاب اللقاء المشترك في مدينة تعز من خلال إنزال عناصر مسلحة إلى ساحة محطة صافر وما قامت به يوم أمس من إطلاق للنار وبشكل عشوائي والذي يعد خرقا آخر لاتفاق التهدئة»، وحمل أحزاب المعارضة «مسؤولية التمادي في مثل هذه الأعمال الخارجة عن القانون وإقلاق السكينة العامة والمخالفة للاتفاق الموقع بين جميع الأطراف»، مهيبا بأحزاب اللقاء المشترك تحمل مسؤولياتها وعدم الاستمرار في تصعيد الوضع الأمني وتحكيم العقل والحكمة لتجنيب وطننا ويلات الصراعات.