فريعة: كنت أنوي الاستقالة من وزارة الداخلية في حالة عدم وفاء بن علي بالتزاماته

قال لـ «الشرق الأوسط» إن استقالته من أمانة حزب الوطن ليس لها صبغة سياسية

أحمد فريعة
TT

كشف أحمد فريعة، وزير الداخلية التونسي الأسبق، أن استقالته من أمانة حزب الوطن، حديث النشأة، ليست لها صبغة سياسية، بل تأتي «كخطوة لتسليم مشعل القيادة، وتأكيد خط الاعتدال والوسطية» على حد قوله.

وأكد فريعة، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أنه سيتفرغ للنضال بالفكر، وتقديم المقترحات التي تخدم الوطن، ونفى أن تكون استقالته على ارتباط بتوليه وزارة الداخلية في آخر أيام نظام زين العابدين بن علي، وموضوع إطلاق النار على المتظاهرين.

ونفى فريعة الطبيعة الأمنية لتعيينه وزيرا للداخلية في أواخر عهد بن علي، مشيرا إلى أنه عين من أجل الإصلاح السياسي العميق، وإبعاد «طبقات من المفسدين»، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن ذلك حصل بالتنسيق مع أحزاب المعارضة.

وأكد فريعة، من ناحية أخرى، أنه كان ينوي الاستقالة من وزارة الداخلية التونسية في حالة عدم وفاء بن علي بالتزاماته نحو الشعب التونسي، مشيرا إلى أنه قدم استقالته سنة 2002 من وزارة تكنولوجيات الاتصال عندما كان النظام في أوج قوته، على حد تعبيره. ويرى مراقبون أن استقالة فريعة تأتي «حفظا لماء الوجه» قبل أن تشمله قائمة الممنوعين من الترشح، التي ستعدها لاحقا الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة.

وحول الفترة الوجيزة التي قضاها على رأس وزارة الداخلية، قال فريعة إنه عمم منشورا لقوات الأمن يمنعها من إطلاق النار على المتظاهرين، كما أصدر منشورا وزاريا يمنع التنصت على التونسيين دون الحصول على إذن قضائي، إضافة إلى تمكينه أكثر من ثلاثة آلاف تونسي من جوازات سفرهم، وفتح شبكة الإنترنت، وأطلق سراح الموقوفين إبان الاحتجاجات المناوئة لنظام بن علي.

وكانت استقالة فريعة من أمانة حزب الوطن قد أثارت الكثير من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لاستقالته من حزب سعى بنفسه إلى تأسيسه بعد الإطاحة بنظام بن علي. واختلفت التفسيرات حول تلك الاستقالة، وقالت مصادر من حزب الوطن إن استقالة مؤسس الحزب تعود إلى الملفات القضائية المطروحة ضده خلال هذه الفترة، وما يمكن أن تخلفه من تأثير مباشر على مصداقية الحزب لدى الناخبين التونسيين. وأكد محمد جغام، مؤسس حزب الوطن إلى جانب فريعة، وجود تيار احتجاجي داخل الحزب ضد فريعة. وقال إن هذا التيار يعتبره «معطلا للمسيرة»، لما يتعرض له من انتقادات على خلفية توليه مسؤولية وزارة الداخلية قبيل ثورة 14 يناير الماضي.

وأكد جغام، وهو وزير سابق في الداخلية والسياحة، في مؤتمر صحافي عقده يوم الاثنين، أنهما تعرضا (جغام وفريعة) إلى الإقصاء جراء تقلدهما مناصب عدة في عهد الرئيس المخلوع. وكان فريعة وجغام أسسا يوم 4 مارس (آذار) الماضي حزب الوطن، الذي يعرفانه بأنه حزب وسط يرفض التعصب والإقصاء، ويدافع عن أهداف الثورة، وصيانة مكتسبات البلاد.

وتوجه لحزب الوطن انتقادات كثيرة من بينها أنه «حزب يجمع شتات التجمع المنحل».

وكان فريعة قد عين وزيرا للتجهيز والإسكان (1989 – 1992)، ثم وزيرا للتربية والعلوم سنة 1995، وعين وزيرا للمواصلات (1997 – 2002)، ثم وزيرا لتكنولوجيات الاتصال. وانتخب فريعة نائبا برلمانيا عن دائرة مدنين في الانتخابات التشريعية لسنوات 1989 و1994 و1999. وابتعد عن السياسة منذ سنة 2002 قبل أن يستنجد به بن علي في أواخر أيامه في الحكم ليعينه وزيرا للداخلية.