وزير خارجية فرنسا: باريس تريد ليبيا جديدة.. ولا بد للقذافي أن يتنحى

جوبيه يعتبر إيفاد مرتزقة لدعم العقيد مجرد إشاعات

TT

قال وزير خارجية فرنسا ألان جوبيه، خلال زيارة قادته إلى الجزائر أمس، إن «ما يحدث في ليبيا ليس تدخلا عسكريا فرنسيا وإنما هو تدخل من الأمم المتحدة يحظى بدعم الجامعة العربية»، وشدد على «ضرورة تنحي العقيد معمر القذافي من السلطة المدنية والسلطة العسكرية».

ودافع جوبيه أمس خلال مؤتمر صحافي عقده بالجزائر العاصمة، بمناسبة زيارة قصيرة بحث خلالها العلاقات الثنائية، عن نظرة فرنسا للأزمة في ليبيا ونشاطها العسكري الذي يهدف إلى حماية المدنيين. وقال تحديدا: «في ليبيا هناك تهديدات جدية ضد المدنيين وتدخلنا كان لحمايتهم، ويبقى هدفنا البحث عن حل سياسي لأن التدخل العسكري ليس غاية في حد ذاته». وأوضح أنه شرح لنظيره الجزائري مراد مدلسي، الذي شارك معه في المؤتمر الصحافي، المقاربة الفرنسية للوضع في ليبيا، «فنحن نريد ليبيا جديدة ديمقراطية، وهذا هو سبب تدخلنا العسكري».

وشدد جوبيه على ضرورة رحيل القذافي «لأنه لم يعد يملك أي شرعية»، وقال إن مساعي تنحيته تؤيدها الجامعة العربية وغالبية البلدان الغربية. وحول تهمة إيفاد مرتزقة لدعم القذافي، تعرضت لها الجزائر من طرف المعارضة المسلحة، قال جوبيه: «إنها اتهامات غير مؤسسة.. إنها مجرد إشاعات».

وقال مراد مدلسي في موضوع ليبيا، إن الجزائر وفرنسا «تعتبران أن تسوية الأزمة الليبية تتم وفق الحلول السياسية». وبخصوص موقف الجزائر حيال الأزمة، الذي أثار جدلا كبيرا، قال مدلسي: «إن موقفنا منسجم مع مواقف جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي»، الذي يسعى إلى افتكاك موافقة مبدئية من طرفي الصراع، على وقف إطلاق النار تمهيدا لمفاوضات تفضي إلى حل سياسي. ونفى مدلسي أخبارا متداولة عن «ضغوط» تعرضت لها السلطات الجزائري لطرد السفير الليبي على أساس أنه موال للقذافي.

وأفاد مدلسي بأن زيارة جوبيه، وهي الأولى لوزير خارجية فرنسي منذ 2008، سمحت بمراجعة عدة اتفاقات، منها ما تعلق بحرية تنقل الأشخاص واتفاق الشراكة المبرم في 2007، والذي لم يحقق خطوات إلى الأمام. وأضاف: «كان البعد الإنساني في علاقاتنا في مركز مباحثاتنا، ونحن متفقون على تعزيز الجهود وتكييف النظام المعمول به في إطار اتفاق 1968»، الذي يضبط حركة تنقل الأشخاص بين البلدين».

وكانت جوانب التاريخ والاستعمار والذاكرة طاغية على أسئلة الصحافيين، نظرا لحساسية هذا الملف وثقله على العلاقات الثنائية. وكان جوبيه صريحا عندما أعلن أن فرنسا «لن تتعهد بأي شيء في اتجاه الاعتراف بالذنب»، مشيرا إلى «ضرورة أن لا نبقى نجتر الماضي إلى ما لا نهاية».