توجه وفد من الوساطة الأفريقية وقيادات من الحركة الشعبية إلى جنوب كردفان للقاء زعيم التمرد بكردفان عبد العزيز الحلو وإقناعه بالتفاوض مع الحكومة، في وقت رهنت فيه الخرطوم تفاوضها مع الزعيم المتمرد بسحب قواته من المناطق التي احتلها الأيام الماضية وإعادة انتشارها في مواقع ما قبل المواجهات المسلحة، فيما أعلنت الخرطوم عن إصلاحات سياسية وهيكلية وفتح الباب أمام مشاركة القوى السياسية في السلطة بعد انفصال الجنوب. وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس الوساطة الأفريقية ثامبو أمبيكي، توجه أمس إلى ولاية جنوب كردفان ضمن وفد من الوساطة وقيادات من الحركة الشعبية للقاء زعيم متمردي كردفان عبد العزيز الحلو في سياق تحركات لوقف الحرب في الإقليم المضطرب، فيما تتواصل المعارك بين قوات الحلو والجيش السوداني، ولم تكشف المصادر عن تفاصيل مبادرة أمبيكي التي جاءت بعد أن رهنت ذلك قيادات الحركة الشعبية في مفاوضات تجري بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بموافقة الحلو على الحوار وعلى القضايا المتعلقة بجنوب كردفان. وتوقعت المصادر أن يطلب أمبيكي من الحلو اصطحابه إلى أديس أبابا للانضمام إلى وفد التفاوض هناك حيث تجري مفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية تناقش من بين أجندتها قضايا مقاتلي الجيش الشعبي في الشمال بعد إعلان الجنوب استقلاله في التاسع من يوليو (تموز) المقبل.
من جانبه رهن مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع، التفاوض مع زعيم متمردي كردفان عبد العزيز الحلو للتوصل إلى اتفاق سياسي، بسحب قوات الجيش الشعبي من المناطق التي احتلها بعد الخامس من يونيو (حزيران) الجاري، وتدور معارك ضارية بين الجانبين في ولاية جنوب كردفان.
وعلى صعيد آخر قرر المكتب القيادي للمؤتمر الوطني (الحاكم) تشكيل عدد من اللجان لوضع رؤية الحزب في الإصلاحات المقترحة في هياكل الدولة والحزب، خاصة فيما يتعلق بالقضايا السياسية في الدستور وإشراك القوى السياسية وعلاقة الأجهزة الاتحادية والولائية.
وقال نافع في تصريحات صحافية عقب اجتماع القيادة «إن توجيهات صدرت للجان بالشروع في عملها فورا ورفع تقاريرها تباعا للمكتب القيادي لتكوين الرأي السياسي للحزب»، مشيرا إلى أن حزبه سيناقش مع القوى السياسية قضايا الدستور الجديد والمشاركة.
إلى ذلك، ذكر المركز السوداني للخدمات الصحافية، والمقرب من الحكومة، أن السلطات الأمنية بولاية شمال كردفان، ألقت القبض على شاحنة تحمل علامة «الأمم المتحدة» محملة بأسلحة وذخائر في طريقها إلى كادوقلي بصحبة عدد من أفراد الحركة الشعبية.
على صعيد آخر، أصدر المجلس التشريعي لولاية الخرطوم قرارا بإخلاء مقاعد النواب الجنوبيين بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم بإجماع الأعضاء، وأوضح رئيس المجلس أن القرار جاء وفقا لمتطلبات المرحلة والدستور الذي يقضي بضرورة الالتزام بنتيجة الاستفتاء من مواطني وأجهزة الدولة بالشمال، مشيرا إلى أن القرار استند إلى لائحة المجلس بضرورة تسيير عمل المجلس بالتشاور مع هيئة قيادة المجلس.