عبود الزمر يلتقي وزير الداخلية ويطالب بمنح الوقت للجيش وحكومة شرف

أسرة عمر عبد الرحمن تلوح بالاعتصام أمام السفارة الأميركية وتنفي صلته بالظواهري

فلسطينيون يلوحون بالعلم المصري خلال مظاهرة للمطالبة بالسماح لأعداد أكبر بعبور معبر رفح الى الاراضي المصرية من غزة أمس (أ.ب)
TT

في خطوة غير مسبوقة التقى الشيخ عبود الزمر القيادي البارز في تنظيم الجماعة الإسلامية وزير الداخلية المصري اللواء منصور العيسوي، وذلك للمرة الأولى منذ إطلاق سراح الزمر في شهر مارس (آذار) الماضي بعد قضائه 30 عاما في السجون المصرية على خلفية إدانته بالتخطيط لاغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.

وأشاد الزمر عقب اللقاء، الذي تم الليلة قبل الماضية، بمدى وطنية اللواء العيسوي وحبه للإصلاح واستماعه للطلبات بعناية ومعالجته الموضوعية للمشكلات، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «اللقاء تطرق إلى ضرورة طرق كل السبل من أجل مستقبل مشرق لمصر في ضوء مشاركة كل القوى السياسية في بناء مصر دون إقصاء لأي فصيل سياسي».

وقال الزمر: «اللقاء خيم عليه شعار (مصر أولا) وتم خلاله التأكيد على أن دور وزارة الداخلية المستقبلي سيكون حماية أمن مصر وإرادة الجماهير في اختيار من تريده وما تريده، كما شدد على التصدي للأخطار الحقيقية التي تواجه مصر مثل الفتنة الطائفية والفساد والبلطجة والمخدرات والجاسوسية».

وطالب الزمر كل أطياف الشعب المصري بإتاحة الفرصة لحكومة الدكتور عصام شرف للعمل من أجل مصر، وكذلك تهيئة المناخ أمام المجلس العسكري لإدارة شؤون البلاد، «كي نعبر هذه المرحلة الدقيقة التي نسأل الله فيها لمصرنا السلامة والتقدم والرقي». وأكد عبود الزمر نيات وزارة الداخلية الحسنة في رفع الظلم عن كل مظلوم في المرحلة الماضية، وإنهاء ملف المسجونين تباعا في أقرب وقت، كما طلب منه التدخل لعودة الدكتور عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية الذي يقضى عقوبة السجن مدى الحياة في أحد السجون الأميركية بعد إدانته بالتورط في تفجير مركز التجارة العالمي بنيويورك عام 1993.

وعلى صعيد متصل، نظمت أسرة الدكتور عمر عبد الرحمن وقفة احتجاجية جديدة أمس أمام السفارة الأميركية بالقاهرة، بحضور العشرات من أعضاء الجماعة الإسلامية، بينما غاب عدد من قياداتها الذين اعتادوا المشاركة في مثل تلك الوقفات، مثل عبود الزمر وعصام دربالة وأسامة حافظ وعاصم عبد الماجد.

وقال الدكتور عبد الله عبد الرحمن نجل الدكتور عمر لـ«الشرق الأوسط»: «التقينا مبعوث السفيرة الأميركية ولمسنا تغيرا في الموقف الأميركي، إذ أعرب لنا المبعوث عن تقدير واشنطن لمشاعرنا وتفهمنا لمطالبتنا ووعدنا بنقل مطلبنا بالإفراج عن الشيخ للإدارة الأميركية».

وكشف عبد الله عن أن المبعوث الأميركي أبدى قلقا من أن تؤدي مطالبة الدكتور أيمن الظواهري الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة لأميركا بالإفراج عن عمر عبد الرحمن إلى أعمال إرهابية في الأراضي الأميركية للضغط باتجاه الإفراج عن الزعيم الروحي لتنظيم الجماعة الإسلامية، وقال: «أكدنا للمسؤول الأميركي أنه رغم أن الظواهري يقدر علم ومكانة الشيخ عمر فإننا نختلف معه في الفكر».

وأشار إلى أن والده نبذ العنف وظهر في القنوات الأميركية بعد تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 وأدان الحادث، مضيفا: «الشيخ أدان أن يقوم المسلم بأي أعمال عنف في البلاد التي يقيمون فيها، معتبرا أن من دخل أي دولة بتأشيرة فإنه يكون قد وقّع عهد أمان مع تلك الدولة ولا يجوز له نقضه».

وقال عبد الله: «قررنا منح السفارة أسبوعين للرد علينا، وإذ لم يصلنا الرد سننظم وقفة احتجاجية جديدة يوم 30 يونيو (حزيران) الحالي أمام السفارة، وقد نلجأ إلى الاعتصام».

ويقضي عمر عبد الرحمن حاليا عقوبة السجن مدى الحياة في سجن كلورادو بولاية نورث كارولينا بعد إدانته بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993. وبرأه القضاء المصري من تهمة المشاركة في اغتيال السادات عام 1981، بعد أن جرى اعتقاله لأكثر من ثلاث سنوات وقتها، كما أعلن عبد الرحمن من محبسه تأييده لمبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الإسلامية في مصر عام 1997، وأدت إلى وقف موجة الإرهاب التي اجتاحت مصر في ذلك الوقت.