النائب الأميركي وينر يستقيل إثر فضيحة الصور غير اللائقة

تنحيه جاء بعد يوم من عودة زوجته إلى واشنطن وعقب ضغوط من حزبه

TT

بعد أكثر من أسبوعين من سيطرة فضيحة أنتوني وينر على الأخبار في الولايات المتحدة، قرر هذا النائب الديمقراطي وضع حد للتكهنات حول مستقبله السياسي وأعلن استقالته أمس. وتأتي استقالة وينر بعد أن عبر كل من الرئيس باراك أوباما ورئيسة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي وعدد من الديمقراطيين النافذين، عن رغبتهم في استقالة وينر بعد أن نشر صورا فاضحة له أرسلها إلى عدد من النساء عبر موقع «تويتر» الإلكتروني.

وأكدت مصادر من الحزب الديمقراطي قرار استقالة وينر الذي كان من المرتقب أن يعلن عن قراره في مؤتمر صحافي عصر أمس بتوقيت نيويورك. وجاء الإعلان عن استقالة وينر بعد يوم من عودة زوجته هوما عابدين، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، من السفر ولقائهما الأول منذ الكشف عن الفضيحة. وكانت عابدين قد التزمت الصمت حول الفضيحة، كما امتنعت عن الظهور إلى جانب زوجها الأسبوع الماضي عندما عقد مؤتمرا صحافيا للاعتراف بتورطه في نشر الصور الفاضحة. وكانت قناة «إيه بي سي» الأميركية قد نقلت عن أصدقاء لوينر أنه أراد التحاور مع زوجته قبل اتخاذ قرار نهائي حول مستقبله السياسي.

وقام وينر باتصالات مع عدد من أعضاء مجلس النواب من الحزب الديمقراطي مساء أول من أمس لإبلاغهم عن قراره. وترك عدد من الموظفين في مكتب وينر عملهم اليوم وحملوا أمتعتهم الخاصة من مكتبه، في مؤشر يؤكد استقالة وينر.

وفي مؤتمر صحافي مجدول صباح أمس، صرحت رئيسة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي بيلوسي قائلة: «سيعلن وينر قرار استقالته ولكن لن أجيب عن أسئلة حول قرار استقالته». ويسعى الديمقراطيون الآن إلى إنهاء الاهتمام المتزايد بفضيحة وينر وإعادة الانتباه إلى القضايا السياسية التي ستؤثر على حظوظ النواب في انتخابات الكونغرس العام المقبل. ويشدد الديمقراطيون على أن هذه القضية لا تؤثر على الحزب الديمقراطي، إذ إنها فضيحة شخصية ولا تعكس موقف الديمقراطيين، وهذا ما عكسته بيلوسي في قرارها عدم التصريح على قرار وينر للاستقالة. وقال السيناتور الديمقراطي من ولاية مونتانا جون تيستر: «إنه التصرف الملائم هذه المرة... كان يجب أن يفعل ذلك».

وكان من المقرر أن يعود وينر إلى منطقة شيبس هيد في نيويورك حيث أطلق حياته السياسية عام 1991 وأعلن حينها عن ترشحه للكونغرس للمرة الأولى، ليعلن قرار استقالته عصر أمس. وحرص وينر على إبلاغ قيادات الكونغرس بشكل خاص حول قرار استقالته ومن ثم التوجه إلى الناخبين. وبينما كان وينر من النجوم اللامعة في الحزب الديمقراطي خلال السنوات الماضية، وكان من المرشح أن يخوض سباق الانتخابات لعمودية نيويورك خلال عامين، من غير المرجح أن يقوم بذلك بعد.

وكان أوباما قد قال بداية الأسبوع إن وينر «أحرج نفسه»، وإنه من الأفضل أن يستقيل. وفي مقابلة مع قناة «إن بي سي»، قال أوباما: «لو كنت أنا في محله، لقدمت استقالتي». وأضاف: «عندما تصل إلى مرحلة لا يمكنك القيام بعملك بالطريقة المطلوبة بسبب أمور شخصية تشغلك، في وقت الناس قلقة حول عملها ودفع فواتيرها، فمن الأفضل الاستقالة». ولكن أوضح أوباما أن القرار في النهاية يعود إلى وينر.

في استطلاع للرأي نشر الأسبوع الماضي، قال 30 في المائة من الأميركيين إنه من الأفضل أن يبقى وينر في منصبه، بينما 31 في المائة أرادوه أن يستقيل. وأفاد 36 في المائة من المشاركين في الاستطلاع بأنهم لم يحسموا رأيهم حول وينر. إلا أن خلال الأيام الماضية، ازداد عدد الصور التي ظهرت من سيدات مختلفات كان وينر على اتصال بهن وأرسل لهن صورا مثيرة وعادة ما أظهرته في وضع محرج.