سيف الإسلام القذافي يدعو إلى الاحتكام لصناديق الاقتراع لإنهاء الأزمة الليبية.. وواشنطن ترفض

مسؤول روسي: رئيس وزراء ليبيا يقر بإجراء «اتصالات مباشرة» بين الحكومة والثوار

TT

اقترح سيف الإسلام القذاقي، نجل العقيد معمر القذافي، إجراء انتخابات بإشراف دولي في بلاده كحل لإنهاء الصراع الدائر في ليبيا، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وأكد سيف الإسلام في مقابلة مع صحيفة «كوريير ديلا سيرا» الإيطالية، أنه واثق من فوز والده إذا ما أجريت هذه الانتخابات.

وقال سيف الإسلام للصحيفة: «الانتخابات هي الطريق الوحيد الآمن للخروج من الوضع الحالي في ليبيا»، في إشارة إلى القتال الدائر منذ أربعة أشهر بين القوات الموالية للقذافي، وبين الثوار الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شرق البلاد، ويسعون للإطاحة بالعقيد. واقترح سيف الإسلام (38 عاما)، أن تجري الانتخابات في غضون ثلاثة أشهر، أو أي موعد قبل نهاية العام، على أقصى تقدير. يشار إلى أنه كان ينظر إلى سيف الإسلام كونه الخليفة المحتمل لوالده. كما اقترح أن يقوم الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وحتى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الذي يشن غارات جوية على ليبيا، بمراقبة الانتخابات.

وقال: «المهم أن تكون الانتخابات نزيهة، وحينها سيكتشف العالم أن القذافي لا يزال يتمتع بالشعبية في بلاده». ووصف سيف الإسلام أعضاء المجلس الانتقالي المؤقت في ليبيا، الذي يمثل الثوار والذي اعترفت به عدد من الدول، بأنهم «انتهازيون بؤساء».

وقال: «بعدما خدموا في حكومة القذافي لسنوات، قفزوا في اللحظة الأخيرة فوق عربة الاحتجاجات المناهضة للحكومة». وشدد سيف الإسلام في الوقت نفسه على أن والده «مستعد لتقبل الهزيمة».

وانتقد سيف الإسلام دعم رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني لهجمات حلف الأطلسي على ليبيا. وقال للصحيفة: «قبل ثلاثة أشهر فقط من بداية الاحتجاجات، قدما (برلسكوني ووزير خارجيته فرانكو فراتيني) جاثيين على الركب وقبلا يد القذافي.. للدخول في صفوف أعدائنا». وأجرى صحافي «كورييرا ديلا سيرا» المقابلة مع سيف الإسلام يوم الثلاثاء في فندق «راديسون بلو» في طرابلس الذي توجه إليه أصلا لمقابلة وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي، لكنه وجد سيف الإسلام بانتظاره.

وأوضح سيف الإسلام أنه من «الضروري وضع آلية» لضمان سلامة قادة المعارضة في هذه الانتخابات. ورفضت الولايات المتحدة، أمس، اقتراح سيف الإسلام إجراء انتخابات في البلاد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند للصحافيين «أعتقد أن الوقت متأخر بعض الشيء بالنسبة لذلك». وكررت وجهة نظر الولايات المتحدة بأن «الوقت حان لرحيله (القذافي)».

إلى ذلك قال، رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي، أمس، إن الطريق الوحيد للتوصل إلى حل سلمي للصراع في ليبيا هو أن يوقف الائتلاف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي حملة القصف التي ينفذها، حسب ما ذكرت «رويترز».

وأضاف المحمودي، في مؤتمر صحافي في طرابلس، أن الحكومة الليبية تدعو إلى السلام وتمد يدها بالسلام. واستدرك قائلا إنه قبل السلام يجب أن يوقف حلف الأطلسي القصف. وردا على سؤال عن تصريح لسيف الإسلام القذافي لصحيفة إيطالية عن أن والده معمر القذافي سيتنحى إذا خسر في انتخابات، قال المحمودي في المؤتمر الصحافي، إنه يود تصحيح ذلك بأن العقيد القذافي ليس معنيا بأي استفتاءات.

وفي غضون ذلك، أعلن المبعوث الروسي إلى ليبيا، أمس، في طرابلس أن رئيس الوزراء الليبي أقر بإجراء «اتصالات مباشرة» بين ممثلين عن النظام الليبي وعن الثوار أول من أمس في باريس، بحسب ما أوردت وكالة «إيتار تاس» الروسية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال ميخائيل مارغيلوف «حصلت اليوم (أمس) على تأكيد بأن اتصالات مباشرة تجري بين بنغازي (مقر الثوار) وطرابلس». وتابع «قال لي المحمودي إن جولة من هذه الاتصالات جرت الأربعاء في باريس».

وأضاف موفد الكرملين، أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بلغ بنتائج هذه الاتصالات. ولم يقر أي من طرفي الأزمة الليبية حتى الآن بإجراء مفاوضات لتسوية النزاع، وفيما يتمسك الثوار برحيل معمر القذافي يستبعد أنصاره هذا الحل. وقال مارغيلوف «في مطلق الأحوال، هناك من وجهة نظر طرابلس حوار ليبي جار»، معربا عن «تفاؤل حذر بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية».

وقال الدبلوماسي «في جميع النزاعات تعبر الأطراف عن مواقف متصلبة يبدو من المستحيل التوفيق بينها. وهذا هو هدف كل جهود الوساطة: تقريب هذه المواقف التي تبدو متناقضة».

ولم يلتق الموفد الروسي أمس القذافي، لكنه أعلن عزمه على زيارة بنغازي وطرابلس مجددا في الأسابيع المقبلة أملا أن يلتقيه عندها.