«الفاجومي» من سجن طرة إلى ميدان التحرير

قصة بطل يتورط في أفعال مرفوضة

TT

فيلم «الفاجومي» للكاتب والمخرج عصام الشماع بمقياس وقواعد السينما المصرية لم يكن من السهل أن يرى النور، وهكذا ظل يتلكأ على مكاتب المنتجين.. انتقل من نجم إلى آخر ومن شركة إلى أخرى. مشروع الفيلم الذي عرض في القاهرة قبل يومين يحمل فكرا مغايرا لما دأبت عليه دراما السيرة الذاتية، حيث إنك ترى لأول مرة بطلا يتورط في أفعال، عدد منها مرفوض اجتماعيا ودينيا، بل وجنائيا، ورغم ذلك وافق صاحب السيرة على أن يذكر الكثير منها.

أشار السيناريو إلى أن كبت الحريات والتضييق على أصحاب الرؤية المخالفة لتوجهات عبد الناصر كان يؤدي بصاحبه إلى السجن.. تجمعت الشخصيات الإيجابية في ملامح رسام الكاريكاتير حجازي، التي أداها زكي فطين عبد الوهاب، الذي كان النافذة التي أطل منها نجم على الكثير مما كان يجري في مصر. وتتواصل أحداث الفيلم حتى 18 و19 يناير (كانون الثاني) 1977، الانتفاضة الشعبية التي وصفها السادات بأنها انتفاضة حرامية.. والغريب أن المخرج يقدمها وهي تحمل الوجهين، فهي انتفاضة ثوار وانتفاضة حرامية أيضا، لأن الكاميرا قدمت مشاهد لعدد من الحرامية والنصابين الذين ينهبون المحلات. وينتهي الفيلم بأحمد فؤاد نجم داخل ميدان التحرير في 25 يناير، والزمن رسم بصماته على وجهه وهو يردد قصيدته الشهيرة «كل ما تهل البشاير من يناير»!