خالد الخويلدي الحميدي لـ«الشرق الأوسط»: دور والدي في المنطقة الغربية هو تجميع القبائل من أجل الوطن

نفى أن يكون أبوه قد أصيب مؤخرا في إحدى غارات حلف «الناتو»

خالد الخويلدي الحميدي
TT

دعا خالد الحميدي، نجل الفريق الخويلدي الحميدي عضو مجلس قيادة الثورة التاريخية في ليبيا وأحد أبرز المقربين من العقيد معمر القذافي، إلى حوار جاد ومعمق بين مختلف الليبيين للتوصل إلى حل سياسي وسلمي للأزمة الليبية.

وطالب الحميدي، الذي يترأس «المنظمة العالمية للسلم والرعاية» بوقف ما وصفه بحمام الدم في ليبيا، والبدء في حوار لوقف إطلاق النار بين جميع الأطراف، ووقف الغارات التي يشنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على نظام القذافي.

وأكد الحميدي لـ«الشرق الأوسط»، في حوار هاتفي من مدينة «صرمان» الليبية القريبة من طرابلس، أنه ووالده باقيان في ليبيا، ولن يغادراها أو ينشقا على النظام، معتبرا أن الذين انشقوا من وزراء سابقين في الحكومة الليبية هم المسؤولون عن كل المشكلات السياسية والاقتصادية السابقة، لكنه شدد على أنه لا يدافع عن أشخاص أو أنظمة، وإنما ينحاز لمستقبل بلده. ونفى الحميدي أن يكون والده، الذي يرتبط بعلاقات مصاهرة ونسب مع العقيد القذافي، قد أصيب أو قتل خلال إحدى الغارات التي شنتها طائرات الناتو على مسقط رأسه بمدينة صرمان، مشيرا إلى أن والده لا يزال يقوم بما سماه «دوره الوطني» للتقريب بين مختلف القبائل الليبية، بحكم ما يمتلكه من تاريخ وعلاقات وشعبية.

وحول الوضع الحالي في ليبيا، قال الحميدي إن «هناك حربا إعلامية خارجية للترويج والتهويل من أجل تقسيم ليبيا، رغم أن الموضوع بدأ بإصلاحات داخلية محدودة، مشيرا إلى أن الدولة «مقسمة إلى شرق وغرب، وهناك صراعات داخلية، وأجندة خارجية لديها مصلحة في الترويج لذلك، فضلا عن أن الإعلام يتهمنا بقتل المدنيين ومحاربتهم بالطائرات والسيارات والدبابات. وهذه اتهامات عارية من الصحة».

وزاد قائلا: «نحن نقوم بدورنا وواجبنا الإنساني والأخلاقي بتوفير مستشفيات متنقلة، وإغاثة المصابين، ولكننا فوجئنا باتهامات إعلامية بقذف وقتل المدنيين، فنحن نأمل في مصالحة داخلية، إلا أن الحرب الإعلامية تعمل على تشويه الصورة الداخلية».

ونفى الحميدي ما تردد عن مقتل والده الفريق الخويلدي وتلقي الأسرة عزاءه في صرمان، قائلا: «هذا أيضا كان من بين الاتهامات الإعلامية، حيث أشيع أن الوالد قد قتل، ولكني أنفي ذلك، وأؤكد أنه بخير وبصحة جيدة. فهناك الكثير من الأكاذيب التي تنشر ومعظمها غير حقيقي، مثل أن مدينة الزاوية محاصرة، وأن مدينة صرمان تتعرض للقصف، وأن لدينا كتائب مسلحة وميليشيات. وكلها أمور عارية عن الصحة، فنحن لا نمتلك كتائب أو ميليشيات، وإجمالي عدد المرافقين لنا لا يزيدون على خمسين شخصا بمن فيهم السائقون والحراس».

وأضاف الحميدي أن «ليبيا باقية ونحن مع الوطن، ولسنا مع النظام أو أشخاص معينين، وأنا لا أدافع عن أشخاص بل أدافع عن وطني، وهناك صراع إعلامي خارجي عربي وغربي ضد ليبيا، وأنا أحاول أن أقوم بدوري كمواطن ليبي من أجل البلاد». وأكد الحميدي أن هناك لجان تقصّ للحقائق، وهناك أقاويل كثيرة عن قتل المدنيين، ومن يردد هذه الأقاويل بعيد عن الواقع. وأضاف: «تعرضت أنا وأسرتي أيضا للأقاويل، فنحن مواطنون ليبيون، ولسنا مع فئة معينة، وعامة أنا ضد كل أشكال العنف، وأعترض على السلاح والتسلح به».

واستغرب الحميدي الدعوة الموجهة إلى القذافي للرحيل، قائلا: «كيف نقول للقذافي ارحل؟! فليس كل من نختلف مع أفكاره وتصرفاته نقول له ارحل، هل بإمكاني أن أقول لك غادر منزلك وبلدك فورا، هذا لا يجوز»، متمنيا أن يتم حل المشكلة الليبية سياسيا وليس عسكريا، لأن الحلول العسكرية الداخلية قد تؤدي إلى ضياع وانهيار البلاد، حيث أدت الصراعات إلى قتل المدنيين وتدمير المستشفيات والمنازل والمعسكرات والمدارس.

وأكد الحميدي على ضرورة التعقل في الحديث عن «خروج آمن للقذافي» لوقف نزيف الدماء الليبي، قائلا إنه «يجب على الإعلام نقل الحقيقة كما هي، ومن الضروري وجود لجان تقص للحقائق حيادية تنقل الواقع الليبي والظروف الداخلية كما تحدث. علينا أن نوقف حمام الدم بالعمل والحوار ولنتحاسب ويُحاكم الجميع محاكمات عادلة بعيدا عن الأحقاد والخلافات».

وعن تفسيره لما يقال من أن الفريق الخويلدي وعائلته يقفون ضد الشعب الليبي، قال الحميدي إن «الجيش الليبي منظم، ونحن نرد بكل صوت عال بأننا ضد القتل والصراع والنزاع والعنف، ولكن دور الخويلدي في المنطقة الغربية هو تجميع القبائل من أجل الوطن، ونحن على استعداد للموت فداء للوطن، والبقاء للوطن والشرفاء الذين تمسكوا بأرضهم وظلوا فيها، على الرغم من أن من خرجوا من ليبيا لهم مبرراتهم، ولكن لا نستطيع الهروب من وطننا».

وحول إمكانية سقوط نظام القذافي، أشار الخويلدي إلى أن سقوط النظام السياسي في أي بلد شيء وارد، لكن المهم الحفاظ على النظام الأخلاقي وقوة القانون، موضحا أنه كرئيس للمنظمة العالمية للسلم والرعاية، وما له من مبادرات حوارية سلمية في فلسطين مع فتح وحماس، وفي البوسنة مع الرؤساء حارث سيلاديتش وعلي بيغوفيتش، فإنه يدعو إلى الحوار. وأضاف الحميدي أنه أرسل رسالة للأمين العام للأمم المتحدة وجميع شركاء المنظمة العالمية، مطالبا بالدعوة لوقف إطلاق النار وتفعيل الحوار، أو حتى لاستفتاء عام يشارك فيه كل الليبيين، بدلا من إرسال «الناتو» صواريخه لقتل الأبرياء وتدمير البنية التحتية والطائرات، وترويع الأطفال والنساء، أو دعم طرف بالسلاح والعتاد، وقصف وحصار الطرف الثاني.