وائل مرزا لـ «الشرق الأوسط»: زمن الحديث عن الإصلاح انتهى ونطالب الحكومة بالتغيير الجذري

المعارضة تتحدى أن يوقف النظام إطلاق الرصاص لأسبوع واحد

TT

ضاعفت المعارضة السورية في أوروبا جهودها مؤخرا من أجل مساعدة الثورة السورية، وشهدت عدة تحركات من أجل تحقيق تقدم في مجال التنسيق بين أطرافها.

الدكتور وائل مرزا معارض سوري مستقل يعمل مع المعارضة السورية في الخارج، ويعيش في دول الخليج، وهو أكاديمي متخصص في حقل الأنظمة السياسية المقارنة، غادر سوريا ولم يتمكن من العودة إليها منذ سنة 1999. «الشرق الأوسط» التقته بمناسبة زيارة يقوم بها لبريطانيا في إطار عمل المعارضة السورية في أوروبا، التي تحاول مساعدة الثوار في الداخل بإيصال مطالبهم للمجتمع الدولي، ودعمهم إعلاميا، وتهيئة ظهور جسر معارض يمثل الثورة في المستقبل.

في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أعرب مرزا عن ألمه الشديد للصمت العربي حيال النازحين السوريين في تركيا، معتبرا أنه من المفترض أن يكون العرب أول الناس وقوفا بجانب الشعب السوري، الذي قدم الكثير للأمة العربية، سواء بإسهاماته الاقتصادية، أم من خلال إسهاماته الفكرية أو الثقافية، ومن خلال عطائه الفني والدرامي، وأشار إلى أنه يتمنى أن يكون الصمت الرسمي عملا من أجل حل الأزمة دبلوماسيا.

ووصف مرزا الجامعة العربية بأنها «مؤسسة شبه ميتة»، مع بعض التفاؤل بصدور إشارات إيجابية تجاه الشعب السوري، من قبل الأمين العام لها عمرو موسى.

وعن مسألة «غياب البديل» التي يروج لها النظام السوري من جانبه، ويجري الحديث عنها في بعض دوائر الإعلام والمجالس السياسية الإقليمية والعالمية، أكد مرزا أنها من أكبر الخرافات، وأن سوريا بلد فيه إمكانات في الداخل والخارج، وهناك الكثير من المثقفين، وعلى العكس اعتبر سوريا بلدا مصدرا للمثقفين وذوي الخبرات. وذكّر مرزا بموقف الأسد الذي قال عندما سئل عن الإصلاح إن الثورة تحتاج إلى جيل، ووصفه بأنه ينظر بدونية إلى الشعب، والآن يقول انتظروا أسبوعا للإصلاحات.

وتحدى مرزا الأسد طالبا أن يمنح الشعب السوري ضمانا بأسبوع واحد من دون إطلاق رصاص، وسيخرج كل الشعب ضده.

وعن مبررات منطق التخوين والمؤامرة مثلا لبعض الأشخاص، مثل الحقوقي هيثم مناع الذي اتهم بالعمالة، ومفكر بحجم برهان غليون، صرح مرزا بأنها حالة ثقافية سائدة عربيا، خلقتها الأنظمة الديكتاتورية «ففي السابق كان الخطاب السياسي محصورا في الأنظمة، ولم يكن للشعوب رأي، وكان خطابها تخوينا ومؤامرات، أما الآن فالحكومات تمارس منطق إن لم تكن معي مائة في المائة فأنت ضدي».

وحول إعلان واشنطن أن لديها طرقا مختلفة للضغط على النظام، بين مرزا استياءه من هذا الموقف، واعتبر أنه من المفترض إعلان موقف واضح بعدم شرعية النظام السوري، مؤكدا أن الانطباع السائد الآن أن هناك نفاقا، فمن ناحية تتحدث أميركا عن حقوق الإنسان والديمقراطية، لكن وقت العمل الحقيقي لا يقوم المجتمع الدولي بدوره. واعتبر أن الغرب يستطيع الضغط من خلال سحب السفراء، وأن ذلك حصل سابقا في مصر وتونس. وبين استغرابه من أن أميركا أعلنت عدم شرعية مبارك بعد 15 يوما من قيام الثورة، وفي سوريا مضت ثلاثة أشهر وما زالت تطرح إمكانية الإصلاح مع بشار الأسد، وهذا خطير. وعن إمكانية سحق الثورة، أكد مرزا أنه لو كان في استطاعة دبابات النظام أن تقضي على الثورة لفعلت ذلك منذ اليوم الأول، لكن في كل مرة يتراجع فيها الشعب، فإنه يعود للخروج بعد ابتعاد الدبابات لمسافة كيلومتر واحد، مستشهدا بما حصل في درعا وحمص، حيث قمعت المسيرات ليوم أو اثنين، وكذلك في جبلة وبانياس واللاذقية.