آلاف الأردنيين يتظاهرون جنوب البلاد للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد

فرنسا تعبر عن قلقها من الاعتداء الذي تعرض له مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في عمان

TT

تظاهر آلاف الأردنيين بعد صلاة الجمعة، أمس، في محافظات الطفيلة والكرك وذيبان جنوب الأردن، للمطالبة بتحقيق الإصلاحات السياسية ومحاربة الفساد ورحيل حكومة رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت وتشكيل حكومة منتخبة. وجاءت المسيرات مع ازدياد التكهنات في الأوساط السياسية الحزبية والشعبية بقرب رحيل الحكومة الأردنية بعد الدورة الاستثنائية جراء الأزمات التي واجهتها.

ويرى مراقبون في استمرار المظاهرات للجمعة الرابعة على التوالي وفي الأشهر التي سبقها إصرارا من قبل قوى الحراك الشعبي في هذه المناطق على الاستمرار بحراكهم حتى تحقيق مطالبهم في الإصلاح ورحيل الحكومة ومحاربة الفساد، وهي مطالب تلاقي التأييد من قبل باقي المحافظات الأردنية التي تظاهر فيها آلاف الأردنيين في أيام الجمع الماضية للأسباب والمطالب نفسها.

وانطلقت مسيرة من أمام المسجد الكبير بالطفيلة بعد صلاة الجمعة، انتهت باعتصام أمام دار المحافظة، شارك فيها أكثر من ألفي شخص من أبناء المحافظة كانت تحت شعار «جمعة الإصرار»، ورفع المشاركون لافتات عبرت عن امتعاضهم من سعي السلطات وقف حراكهم وقالوا: «إن اغتيال الحراك الشعبي ليس حلا للأزمة»، وحملوا لافتة كتبوا عليها «حكم الشعب يعني: قضاء مستقل، برلمان نزيه، حكومة منتخبة».

يُشار إلى أن الحراك الشعبي بالطفيلة مستمر على الرغم من تحقيق أبرز مطالبهم، التي تمثلت بنقل أحد مديري الأجهزة الأمنية ومحافظ الطفيلة سليم الرواحنة الذي اتهموه بسوء تنظيم احتفال استقبال الملك عبد الله الثاني الذي كان في زيارة الأسبوع الماضي للمحافظة؛ حيث اعتبروه معطلا لحراكهم وأسهم في خلق المشكلات والأزمات بدلا من حلها.

كان وزير الداخلية الأردني سعد السرور، خلال تنقلات واسعة أجراها الأسبوع الماضي، قد نقل 4 من كبار موظفي المحافظة التابعة لوزارة الداخلية على وقع تلك الاحتجاجات.

وضمن الحراك الجنوبي، الذي أطلق على فعالياته «جمعة الإصرار»، انطلقت من أمام مسجد المرج الكبير مسيرة حاشدة بمشاركة كبيرة من ممثلين عن الحراك الشعبي والشبابي في الكرك طالبوا برحيل الحكومة «قبل أن ينفجر الأردنيون»، على حد تعبيرهم، رافضين مخرجات الحوار الوطني في قانوني الانتخابات والأحزاب اللذين رفعا إلى حكومة البخيت الأسبوع الماضي.

ورددوا جملة من الهتافات، كان أبرزها: «قولوا الله قولوا الله.. الدقامسة له الله»، «اعتصام اعتصام حتى يصلح النظام» و«هذي أرضك صلاح الدين.. مش أراضي الخوانين»، «بدنا نحارب الفساد ملينا دور الشحاد»، «يا طفيلي لا يهمك.. الكركي واقف جنبك»، «الشعب يريد إسقاط الفساد».

وفي ذيبان بمنطقة مادبا جنوب عمان انطلقت مسيرة عقب صلاة الجمعة تندد بسياسات الحكومة، مطالبة برحيلها تحت شعار «جمعة الإصرار»، وهتفوا في المسيرة «زنجا زنجا دار دار.. والبخيت برا الدار»، «يا بخيت اسمع اسمع.. شعب الأردن مش راح يركع».

وقال بيان للجنة أحرار الطفيلة والحراك الشبابي والشعبي في الكرك ولجنة حراك أبناء ذيبان وائتلاف شباب التغيير والإصلاح في معان واللجنة الإصلاحية لتجمع شباب حي الطفيلة في عمان: «إن ضياع الوقت في مسألة الإصلاح الجاد لا يصب في مصلحة الأردن، خاصة مع شعورنا بتخبط رسمي رافقه تجاوز بعض الجهات لمهامها». وأضاف البيان: «إن ما خرجت به لجنة الحوار الوطني من توصيات يعتبر في بعض نقاطه تقدما جيدا، بخاصة إلغاء قانون الصوت الواحد وإلغاء الدوائر الوهمية». إلا أنهم أكدوا في بيانهم ضرورة إعادة النظر بالقوائم النسبية وقالوا: «انتهينا من دوائر وهمية لنبدأ بمهزلة القوائم النسبية، وعليه فإن الخلاص والنجاة من هذه الإشكالية يتمثلان بقانون انتخاب عصري يلبي طموحات الأردنيين كلهم».

في سياق آخر، اعتصم مئات من أبناء محافظة المفرق شمال العاصمة عمان في منطقة بلعما المتوسطة بين قرى المحافظة، وذلك احتجاجا على اختيار مدينتهم مكانا لبناء مفاعل نووي عليها.

وهتف المتجمهرون ضد وزير الطاقة والثروة المعدنية خالد طوقان، الذي عهد إليه ملف بناء المفاعل النووي المزمع إنشاؤه على الرغم من أن الوزير أطلق تصريحات أمام نواب يوم الخميس الماضي يؤكد أنه لم يحدد بعدُ الموقع الذي سيتم تنفيذ المشروع عليه.

إلى ذلك، عبرت فرنسا عن «قلقها» إثر الاعتداء الأربعاء على مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في عمان، كما أعلنت وزارة الخارجية، مؤكدة وجوب ضمان الدول لسلامة الصحافيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو: «نحن قلقون جراء الاعتداء العنيف الذي استهدف مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في عمان. هذا الاعتداء أدانته الحكومة الأردنية وتعهدت بالتحقيق الكامل حول القضية». وأضاف: «نذكر بالتزامنا بحرية الإعلام وحرية ممارسة العمل الصحافي ونذكر بواجب الدول بحمايتها وضمان سلامة الصحافيين في كل الظروف، وهو الأمر الأساسي» لممارسة هذه الحرية.

وأدان إيمانويل هوغ، رئيس مجلس إدارة وكالة الصحافة الفرنسية ومديرها العام، في رسالة بعث بها الخميس إلى رئيس الوزراء الأردني الاعتداء على مكتب الوكالة والانتقادات الرسمية «القاسية» الموجهة لموظفيه.

وهاجم نحو 10 أشخاص مجهولين، الأربعاء، المكتب في عمان وحطموا أثاثه، غداة مظاهرة نددت بنشر الوكالة معلومات عن تعرض موكب للملك عبد الله الثاني للرشق بالحجارة، الأمر الذي نفته السلطات.