تونس: حزب المرزوقي يواجه استقالة 15 من أعضائه

الحزب يهون من الأزمة وأحد المستقيلين يعزو الأمر لتصريحات «مهينة»

TT

قلل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية التونسي، الذي يقوده المنصف المرزوقي، من شأن استقالة 15 عضوا من أعضاء الحزب دفعة واحدة، في وقت عزا أحد المستقيلين الأمر إلى تصريحات «مهينة» ضد أحد الكتاب في الحزب.

وقال الكاتب العام للحزب محمد عبو إن الاستقالة لا علاقة لها بخبر تحالف الحزب مع حركة النهضة الإسلامية خلال انتخابات المجلس التأسيسي القادم، وإن الحزب عدل عن الأمر بعد اتصالات أجراها قبل أيام مع قياديين في الحركة.

وانتقد عبو، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، ما سماه انقطاع مناضلين جدد انضموا للحزب منذ شهرين، وينتظرون أن تسند لهم مناصب في قيادة الحزب، مشيرا إلى أن معظم قيادات الحزب نشطت في ظروف قاسية منذ سنة 2001 تاريخ الإعلان عن الحزب في ظل نظام بوليسي. واعتبر عبو أن معظم الشباب القادم إلى السياسة لا دراية له حقيقية بعالم العمل الحزبي قبل انتظار نتائج ملموسة على أرض الواقع، على حد تعبيره. لكن عبو، أقر بضعف التنظيم الذي اتسم به حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منذ حصوله على الترخيص القانوني يوم 8 مارس (آذار) الماضي، وقال: «إن الحزب يعاني على مستوى التنظيم ويعرف ضعفا على مستوى قنوات الاتصال» وذلك مقارنة مع الأحزاب حديثة النشأة التي تزاحمه في المشهد السياسي التونسي. وقال إن معظم قيادات الحزب تدربت خلال قرابة 10 سنوات منذ تأسيس الحزب على الهروب من بوليس بن علي، ولم تواجه الساحة السياسية بمقتضياتها الجديدة.

وحول التحالفات السياسية الممكنة لحزب المؤتمر خلال المحطات الانتخابية القادمة، قال عبو إن الحزب يتموقع حاليا ضمن أحزاب الوسط، وهو يتبنى الدعوات المنادية بفصل الدين عن الدولة مع إشراف الدولة على بيوت الله، وهو ضد النظام البرلماني لغياب ثقافة سياسية قابلة للتعايش مع ذاك النظام وإنجاحه، كما أن الحزب لا يشجع نظاما رئاسيا على النمط الأميركي لضرورة توفر ضمانات كافية حتى لا ينقلب الرئيس على تعهداته السياسية وعلى المسار الديمقراطي للبلاد، كما أن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية يطالب بصياغة قانون يقر بالمسؤولية الجزائية لرئيس الدولة.

من ناحيته، قال زهير الوسلاتي أحد المستقيلين من حزب المنصف المرزوقي، إن الاستقالة لم تأت على خلفية موقف الحزب من التحالف مع حركة النهضة، بقدر ما جاءت على خلفية تصريحات أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الذي تعمد الإهانة والاعتداء اللفظي على أحد الكتاب في الحزب. واستهجن الوسلاتي بعض التعاليق التي أعقبت الاستقالة مثل اتهام المستقيلين بانتمائهم لحزب التجمع المنحل أو اتهامهم بالخيانة أو التحالف مع النهضة لإضعاف حزب المؤتمر من أجل الجمهورية. واعتبر أن الاستقالة الجماعية تأتي كرد فعل على ضعف إدارة الحزب وعدم التعامل الحضاري مع كافة أعضائه على قدم المساواة.

واعتبر عبو أن المؤتمر الأول للحزب الذي سينعقد بمدينة القيروان (160 كلم وسط تونس) بين 24 و26 يونيو (حزيران) الجاري، سيكون فاصلا في تاريخ الحزب، وهو والذي سيحدد مواقفه من مجمل القضايا السياسية التي لا تزال معلقة مثل المحور الاقتصادي وقضايا التحالف مع بقية الأحزاب السياسية خلال انتخابات المجلس التأسيسي المقررة ليوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) القادم.