الرئيس الأميركي يوصي مبعوثه الخاص للسودان بالإشراف على إنجاح المفاوضات بين الشمال والجنوب

واشنطن تشدد على ضرورة حل الأزمتين في أبيي وجنوب كردفان

TT

أوصى الرئيس الأميركي باراك أوباما مبعوثه الخاص للسودان برينستون ليمان على الدفع لإنهاء الأزمة السياسية في السودان والانتهاء من المفاوضات بشكل إيجابي استعدادا لانفصال جنوب السودان الشهر المقبل.

وعقد أوباما اجتماعا مع السفير ليمان في البيت الأبيض لاستعراض الجهود الأميركية للوساطة بين حكومة السودان وممثلي جنوب السودان حول الأزمة في منطقة أبيي وجنوب كردفان. ويأتي ذلك في أسبوع شهد اهتماما أميركيا كبيرا في الملف السوداني رغم انشغال إدارة أوباما في ملفات عربية عدة في الوقت الراهن.

وبعد أن التقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مستشار الرئيس السوداني نافع علي نافع ورئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير بداية الأسبوع، ألقى أوباما تصريحات مسجلة موجهة للقادة السودانيين بالكف عن القتال والالتزام بالعملية السياسية بموجب اتفاق السلام الشامل السوداني والذي يمهد لاستقلال جنوب السودان في 9 يوليو (تموز) المقبل. وبعد يومين من بث تصريحات أوباما على قنوات الإذاعة الأفريقية، التقى الرئيس الأميركي مبعوثه الخاص للسودان وأصدر البيت الأبيض بيانا حول اهتمام أوباما الشخصي بهذا الملف.

وأفاد البيت الأبيض بأن أوباما بحث مع ليمان «وضع جهود الوساطة لإنهاء الأزمة السياسية والإنسانية في أبيي والأزمة الإنسانية والعنف في جنوب كردفان».

وعبر أوباما عن قلقه العميق من التطورات في المنطقتين، بالإضافة إلى عدم السماح للمنظمات الإنسانية للوصول إلى المناطق المتأثرة. وأضاف البيان أن أوباما «شدد على الحاجة الملحة للعودة إلى المفاوضات المبنية على التعاون للسماح بالتطبيق الكلي وفي الموعد المطلوب لاتفاق السلام الشامل، فيما ذلك حل سلمي للوضع المستقبلي لأبيي والمنطقتين».

وفي مؤشر على اهتمام أوباما شخصيا في الملف السوداني، أفاد بيان البيت الأبيض بأن «الرئيس أوباما أبلغ السفير ليمان بأنه يتابع الوضع عن كثب وقدم دعمه الكلي لعمل السفير ليمان للدفع باتجاه حل ناجح للمفاوضات للحول على انسحاب من أبيي وإنهاء القتال في الإقليم ودعم خروج دولتين قادرتين على العيش وبسلام».

وكان ليمان قد صحب وزيرة الخارجية الأميركية في جولتها الأفريقية الأسبوع الماضي إلى أفريقيا وحضر الاجتماعات مع المسؤولين هناك. كما أن كلينتون التقت رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي وعبرت عن دعمه لجهود إثيوبيا في تسهيل المفاوضات التي تشرف عليها لجنة الاتحاد الأفريقي.

وأفاد بيان البيت الأبيض بأن «الرئيس أوباما لفت إلى المساهمة المهمة باتجاه السلام التي يقوم بها رئيس الوزراء الإثيوبي زيناوي ورئيس لجنة الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي». وانتهى البيان بالقول بأن «في رسالة إلى قادة السودان، قال الرئيس عليهم ألا يضيعوا فرصة للتوجه إلى وعد سلام وازدهار أكبر».

ومن المرتقب أن يعود المبعوث الأميركي إلى أفريقيا هذا الشهر من أجل المساعدة في تثبيت خطوات تهدئ الأوضاع في السودان والعمل على استعداد جنوب السودان للاستقلال. وقد أبدت إدارة أوباما عزمها بدعم الدولة الجديدة الأفريقية بالعمل على إقامة سفارة أميركية فيها فور إقامة الدولة رسميا الشهر المقبل.

كما أن ليمان يعمل في الوقت نفسه على إقناع الحكومة السودانية بأن واشنطن جادة في اتخاذ الخطوات الضرورية باتجاه تطبيع العلاقات مع الخرطوم في حال تمت العملية السياسية بشكل إيجابي وامتنعت السلطات السودانية من استخدام القوة المسلحة في المناطق الحساسة. وبينما تواصل الإدارة الأميركية رفضها الالتقاء بالرئيس السوداني عمر البشير، إلا أن مصادر أميركية تؤكد لـ«الشرق الأوسط» نية أوباما في العمل على تحسين العلاقات مع الخرطوم وضمان استقرار المنطقة في حال أظهرت حكومة البشير عزمها في اتباع المسار السلمي للعملية السياسية وإقامة دولة جنوب السودان.