شكوك في فاعلية «جيش المهدي» بسبب الانشقاقات والامتيازات

ميليشيا الصدر خسرت خيرة مقاتليها للبرلمان وللوظائف

TT

أحيا الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، المخاوف من تجدد أعمال العنف الطائفي، بتحذير من أنه سيرفع التجميد عن «جيش المهدي» التابع له، إذا تجاوزت القوات الأميركية الموعد المحدد لرحيلها في نهاية العام الحالي.

وبالنسبة لمسلحي «جيش المهدي» القدماء، مثل أحمد الذي كان يقاتل الجنود الأميركيين في شوارع بغداد ذات يوم، فإن أيام القتال ولت مع انضمام الميليشيا الموالية للصدر إلى التيار السياسي السائد، وصراعها مع جماعات منشقة، ومع رفض المقاتلين السابقين العودة إلى الحرب. وقال أحمد، الذي يريد أن يضع أيامه كمقاتل وراء ظهره ويركز على امتحاناته الجامعية لكي يصبح محاميا، لوكالة «رويترز»، «كل ما أريده هو أن أبتعد عن المشكلات لثلاثة أعوام أخرى». وقد طلب الاكتفاء بذكر اسمه الأول بسبب ماضيه كمقاتل.

وفي ذروة الصراع الطائفي بالعراق، عامي 2006 و2007، كانت واشنطن تعتبر «جيش المهدي» أحد أكبر التهديدات لأمن العراق، وحمل مقاتلوه الشبان قاذفات الصواريخ وقاتلوا القوات الأميركية والعراقية في الشوارع.

ونزع الصدر سلاح «جيش المهدي» بعد أن هزمته قوات رئيس الوزراء، نوري المالكي، مدعومة بالقوات الأميركية في بغداد ومدن جنوبية عام 2008.

وما زالت تصريحات الصدر المناهضة للولايات المتحدة تلهم أتباعه، ويقول مسؤولون أمنيون أميركيون وعراقيون إن جماعات منشقة عن «جيش المهدي» ما زالت تمثل تهديدا، وتظهر في صورة ميليشيا شيعية، تقول واشنطن إنها مدعومة من إيران. لكن مقاتلين سابقين ومسؤولين أمنيين يقولون إن الكثير من مقاتلي «جيش المهدي» القدماء سيخسرون كثيرا إذا حملوا السلاح مجددا.

وبعد أن كان الصدر محرضا يلهب الحماس، أصبح الآن عضوا قويا في ائتلاف المالكي، الذي يتكون من طوائف مختلفة. ويشغل التيار الصدري 39 مقعدا من جملة 325 مقعدا بالبرلمان، وهو تكتل مهم في الكيان الموزع بين الجماعات السنية والشيعية والكردية. وتقول قيادات في «جيش المهدي» ومسؤولون أمنيون عراقيون إن النفوذ الذي يوفره الانتماء للتيار السياسي السائد، والمزايا التي يتمتع بها أنصار الصدر، تعني أن مقاتلي «جيش المهدي» القدماء ربما يكونون أقل ميلا للعودة إلى حمل السلاح إذا وجه زعيمهم هذا النداء. وقال أبو صادق، وهو قيادي كبير في «جيش المهدي» بمدينة الصدر في بغداد، وهو يحمل اسم والد مقتدى الذي قتل: «على الرغم من الأعداد الكبيرة للمؤيدين، فإنه إذا قرر مقتدى القتال الآن فلن تقاتل إلا قلة». وأضاف «الوحيدون الذين سيقاتلون هم من لم يصبحوا متعاقدين أو أعضاء في البرلمان، أو لم يحصلوا على رواتب أو سيارات أو منازل أو مناصب حكومية».

وقضى الصدر معظم أكثر الفترات عنفا في إيران، وربما تكون عودته إلى العراق، هذا العام، مدفوعة، في جانب منها، بالحاجة إلى إعادة ترتيب الأوراق، لأن منافسين في التيار الصدري يتحدون سلطته. وقال أبو مقتدى، وهو مقاتل سابق بـ«جيش المهدي»: «الخطر الذي يواجهه مقتدى ينبع من قياداته، التي يتنافس بعضها مع البعض على المواقع والثروة والمناصب».

وتتحدى أكبر جماعة منشقة وهي «عصائب أهل الحق» الصدر، وقالت مصادر بالتيار الصدري إنها تقوض الميليشيا الموالية له من الداخل، عن طريق اختراق القيادات العليا لتياره. ويقود قيس الخزعلي جماعة «عصائب أهل الحق»، وكان متحدثا باسم الصدر قبل أن ينشق عليه.