ستروس - كان تذرع يوم توقيفه بالحصانة.. ثم تخلى عنها

نشر محضر ما دار من أحاديث بين المدير السابق لصندوق النقد والشرطة يوم واقعة الفندق

TT

كشف تقرير نشره مدعي عام مانهاتن أن دومينيك ستروس - كان أعلن أنه يتمتع بالحصانة الدبلوماسية عند توقيفه بعدما اتهمته موظفة في أحد فنادق نيويورك بالتعدي عليها جنسيا، لكنه سرعان ما تخلى عن هذا المطلب متقبلا الظروف. وتتضمن الوثيقة، سردا للساعات الأولى بعد الوقائع التي وضعت حدا لتطلعات ستروس - كان إلى الفوز بالرئاسة الفرنسية في انتخابات 2012.

وستروس - كان الموضوع في الإقامة الجبرية في نيويورك في انتظار محاكمة سيواجه فيها موظفة التنظيف الغينية في فندق سوفيتيل، والتي تتهمه بالتعدي عليها جنسيا، ينفي الوقائع المنسوبة إليه وقد دفع ببراءته خلال جلسة أولية في 6 يونيو (حزيران) الحالي.

والوثيقة التي نشرها مكتب النائب العام مساء أول من أمس، ووجهت نسخة منها إلى محامي ستروس - كان الذين طالبوا بها على ما يبدو، تتضمن محضر أحاديث ومكالمات أجراها ستروس - كان، لا سيما مع الشرطة، بين اللحظة التي اتصل فيها بفندق سوفيتيل من مطار كينيدي، واللحظة التي طلب فيها سندوتشا في مركز الشرطة الخاصة بالجرائم الجنسية في هارلم شمال نيويورك حيث تم الاستماع إليه. وقال ستروس - كان عند اتصاله بموظف فندق سوفيتيل: «صباح الخير. كيف حالك؟ تركت هاتفي الجوال في الجناح 2806». فرد الموظف: «سأرى. كيف يمكنني الاتصال بك إن كنت تركته هنا؟». فأجاب الوزير الفرنسي السابق: «سأعطيك رقما آخر». ثم قال له الموظف إنه عثر على الهاتف وأضاف «أنا بحاجة لمعرفة موقعك لأرسله لك». فرد ستروس - كان «في مطار كينيدي». فقال الموظف: «حسنا، يمكنني أن أستقل سيارة أجرة وموافاتك بعد أربعين دقيقة». وقال ستروس - كان «حسنا، محطة اير فرانس، البوابة 4، الرحلة 23». ثم دخل المفتشون على الخط وسألهم دومينيك ستروس - كان عبر الهاتف من دون أن يدري أنه يتكلم إلى شرطيين، متى يتوقعون الوصول مع هاتفه.

وكان ستروس - كان في الطائرة على ما يبدو عندما أوقفه السرجنت ريموند ديلينا والمفتش ديوان مهراج في الساعة 4.40 بعد الظهر. وسأل المفتش مهراج الذي كان يرتدي ملابس مدنية «هل معك هاتفي الجوال؟». لكنه سرعان ما تنبه إلى أنه يتكلم مع ضابطين في الشرطة، وحين طلبا منه مرافقتهما سأل «لماذا؟» فرد المفتش: «ليس هذا الوقت المناسب ولا المكان المناسب للنقاش».

وبعد دقائق قال ضابط آخر في الشرطة لستروس - كان: «إن شرطة نيويورك تود التكلم معك بشأن حادث جرى في المدينة في أحد الفنادق». ثم يواصل التقرير سرد الوقائع في مركز الشرطة في المطار حيث يؤكد دومينيك ستروس - كان أنه يحظى بحصانة دبلوماسية. وقد أوضح صندوق النقد الدولي بعد أيام على اعتقال مديره العام، أن الحصانة لم تكن تنطبق في هذه الحالة لأن ستروس - كان كان في رحلة خاصة في نيويورك. وحين طلب الشرطيون منه أن يفرغ ما في جيوبه ويضع كل شيء على الطاولة، رفض كوب ماء عرض عليه وطلب الذهاب إلى المرحاض. وقال للشرطيين إن لديه «جواز سفر دبلوماسيا»، فسأله ديوان مهراج «أين هو؟». ورد «ليس على جواز السفر هذا، لدي جواز سفر ثان». وسأل بعدها «هل يمكنني التكلم إلى ممثل عن القنصلية الفرنسية؟ ما الذي يجري؟». وبحسب محضر هذه الحوارات، تكلم ستروس - كان في نحو الساعة الخامسة مساء يوم 14 مايو (أيار) إلى شرطيين.

وسألهما ستروس - كان أن كانت الأصفاد التي كبل بها «ضرورية» فرد مهراج «نعم، هي ضرورية». وفي الطريق إلى مفوضية الشرطة، قال ستروس - كان إن عليه أن يجري مكالمة هاتفية ليبلغ بأنه لن يحضر إلى اجتماع كان مقررا في اليوم التالي.

وشكا للمرة الثالثة من أن «هذه الأصفاد ضيقة». وبعد قليل في مركز الشرطة قال له أحد الشرطيين «يحق لك في هذا البلد (بمحام) إن أردت، لا أعرف إن كان لديك وضع دبلوماسي ما». فرد ستروس - كان «لا لا، لست أحاول استخدام ذلك. أريد فقط أن أعرف أن كنت بحاجة إلى محام». فرد الشرطي «هذا قرار يعود لك».

وبعد قليل سأله المفتش ستيفن لاين إن كان يود الكلام فقال ستروس - كان: «قال لي محامي ألا أتكلم. كنت على استعداد لذلك».

وبعدما قال في المساء على الساعة 11 و20 دقيقة إنه ليس جائعا، عاد ستروس - كان في صباح اليوم التالي وطلب بيضا في الساعة التاسعة، ثم بعد 12 ساعة، طلب سندوتشا.