الخارجية الفرنسية: لسنا على علاقة بمباحثات بين النظام الليبي والمعارضة

استطالة الأزمة تدفع الغربيين للبحث عن مخرج

TT

نأت باريس بنفسها عن الأخبار التي أشاعها المبعوث الروسي إلى ليبيا ميخائيل مارغيلوف، الذي تحدث عن وجود اتصالات مباشرة بين ممثلين للنظام الليبي وآخرين عن معارضيه، بمناسبة الوساطة التي يقوم بها لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، والتي أقرت في قمة دوفيل للدول الأكثر تصنيعا أواخر الشهر الماضي.

وسارع الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إلى القول أمس إنه «لو افترضنا حصول مثل هذه الاتصالات المباشرة، فإن باريس لم تضم إليها، كما أنها لم تكن في أساس إطلاقها». غير أن المسؤول الفرنسي لم ينف وجودها، كما أنه لم يؤكدها، بل إن حرصه انصب على استبعاد فرنسا عنها. لكن مصادر دبلوماسية قريبة من الملف الليبي في باريس أفادت بحصول هذه الاتصالات. وجدير بالذكر أن إذاعة «أوروبا رقم واحد» أشارت هي الأخرى أمس إلى حصولها.

وكان المبعوث الروسي نقل عن رئيس الوزراء الليبي الذي التقاه في طرابلس أول من أمس أن «اتصالات مباشرة» تجري في الكثير من العواصم الأوروبية، بينها باريس وبرلين وأوسلو، فضلا عن تونس ودول أخرى. غير أن رئيس المجلس الوطني المؤقت «المعارضة المسلحة» نفى أمس من مدينة نابولي حيث كان في زيارة إلى إيطاليا «وجود مفاوضات» مع نظام العقيد القذافي. لكن تجدر الإشارة إلى أن جبريل تحدث عن «مفاوضات» بينما المبعوث الروسي تحدث عن «اتصالات». والكلمتان تختلفان في المعنى بحسب القاموس الدبلوماسي.

لكن المصادر الغربية المتابعة لتطورات الملف الليبي ترى أن المفاوضات «أصبحت ضرورية بالنسبة للتحالف الغربي والحلف الأطلسي»، باعتبار أن «الحسم العسكري» (أي هزيمة القذافي والكتائب الموالية له ميدانيا) «ليس قريبا»، بعكس ما كان يظن سابقا. ولذا، فإن الدول الرئيسية المشاركة في الحملة العسكرية التي بدأت في 19 مارس (آذار) الماضي وأهمها فرنسا وبريطانيا، فضلا عن الولايات المتحدة الأميركية «تريد الانتهاء من هذا الموضوع في أسرع وقت» بما في ذلك التفاوض مع القذافي.

وحتى الآن، تبدو العقدة الرئيسية للتوصل إلى مخرج للأزمة الليبية تدور حول مصير العقيد القذافي، إذ إن المعارضة ومعها دول التحالف لا ترى حلا مع بقائه في السلطة، بينما يرفض النظام هذا الطرح، وآخر ما تقدم به اقتراح إجراء انتخابات نيابية خلال الأشهر الثلاثة القادمة تحت إشراف دولي، وفق ما قاله سيف الإسلام القذافي لصحيفة إيطالية قبل يومين.

غير أن باريس ليست مستعدة للسير في حل كهذا. وقد نزع برنار فاليرو، الناطق باسم الخارجية أمس، أي مصداقية عن كلام نجل العقيد، متسائلا عن كيفية التعاطي مع شخص وعد الليبيين بـ«نهر من الدماء» من أجل وضع حد للحركة المناهضة للنظام. وكشف فاليرو أن باريس بصدد النظر في رفع التجميد عن الأرصدة الليبية المجمدة في المصارف الفرنسية «من أجل مساعدة الثورة الليبية».