اشتباكات عنيفة في الجبل الغربي وانفجارات بطرابلس

مصادر فرنسية: الثوار يصنعون حزاما حول منطقة طرابلس

مقاتلان من المعارضة الليبية يقومان بالاستعداد لقصف قوات القذافي في الدفنية غرب مصراتة أمس (أ.ب)
TT

هزت عدة انفجارات وسط العاصمة الليبية، أمس، فيما وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات العقيد معمر القذافي ومعارضيه من ثوار بنغازي، في عدة مدن وبلدات بينها الدفنية والجبل الغربي، حيث يتطلع الثوار الليبيون إلى التقدم في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية إلى الشرق من طرابلس. وقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وأصيب 40 آخرون بعدما قصفت قوات القذافي مدينة مصراتة في غرب ليبيا.

واستأنفت طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قصف طرابلس أمس، وسمع دوي 6 انفجارات إلى الجنوب من المدينة. والضربات التي قلما تقع في النهار والتي استهدفت العاصمة على مدى نحو نصف ساعة قبل الظهر أطلقت أعمدة من الدخان الكثيف في السماء.

وفي هذه الأثناء يستمر المعارضون في مهاجمة المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة في الطريق إلى طرابلس. وحسب «رويترز»، فإن قوات المعارضة يطلقون نيران المدفعية وقاذفات الصواريخ، أمس، في نطاق نحو 20 كيلومترا. وقال معارضون إنهم يتطلعون إلى دبابات وذخيرة في نعيمة بالقرب من زليطن. وتبعد زليطن 160 كيلومترا فقط عن طرابلس وهي البلدة الرئيسية التالية باتجاه العاصمة على الطريق الساحلي على البحر المتوسط بعد مصراتة. ومن شأن سيطرة المعارضة عليها أن تمثل انتصارا كبيرا. وقال المعارضون إنهم لن يهاجموا زليطن بسبب الحساسيات القبلية لكنهم يجندون مقاتلين من البلدة وينتظرون أن ينتفض سكانها على القذافي.

ولمح تييري بوركار المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية إلى أن المعارضة الليبية بدأت تستعد للتقدم صوب طرابلس معقل القذافي. وقال للصحافيين «حققت قوات المعارضة على ما يبدو تفوقا على قوات القذافي التي تظهر فقط حجم الاستنزاف الذي تتعرض له». وتابع قائلا إن المعارضين يحققون «تقدما، خاصة في الغرب وفي حزام يصنعونه الآن حول منطقة طرابلس». وكان تقدم المعارضة صوب طرابلس بطيئا بينما فشلت هجمات حلف شمال الأطلسي التي بدأت منذ أسابيع والتي شملت قصف مجمع للقذافي وأهدافا أخرى في إنهاء حكم العقيد الليبي المستمر منذ 41 عاما. تقاتل قوات المعارضة قوات القذافي على جبهتين أخريين إحداهما في شرق البلاد حول مدينة البريقة النفطية والأخرى في منطقة الجبل الغربي جنوب غربي طرابلس.

وقال جمعة إبراهيم المتحدث باسم المعارضة في بلدة الزنتان بالجبل الغربي إن القوات الموالية للقذافي تحتشد في الغريان التي تبعد نحو 120 كيلومترا جنوب غربي طرابلس. ومضى يقول إن المعارك استمرت في منطقة قريبة من نالوت بين القوات الموالية للقذافي التي استخدمت صواريخ غراد والدبابات لقصف مواقع المعارضة وبين مقاتلي المعارضة. وأضاف أن الضربات التي وجهها حلف الأطلسي في الثماني والأربعين ساعة الماضية كانت مفيدة للغاية.

إلى ذلك قال متحدث باسم المعارضة الليبية أمس، إن 10 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 40 آخرون بعدما قصفت قوات القذافي مدينة مصراتة في غرب ليبيا. وقال المتحدث أحمد حسن «قصفت قوات القذافي مدينة مصراتة (أمس) من الجهتين الشرقية والغربية. قتل 10 مدنيين على الأقل وأصيب أكثر من 40».

من جهة ثانية قال حلف شمال الأطلسي أمس إنه يتحقق من صحة ما إذا كانت إحدى ضرباته الجوية في ليبيا أصابت عن طريق الخطأ ما لا يقل عن 16 مقاتلا بجراح ودمرت 6 شاحنات قتالية تابعة لهم. وقال فرج المغربي المتحدث باسم المعارضين المسلحين إن الحادث وقع بالقرب من إجدابيا وهي بلدة تبعد نحو 180 كيلومترا إلى الجنوب من بنغازي معقل المعارضة التي تسعى للإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي.