قصف مدينة على الحدود يتزود منها اللاجئون بالمؤونة.. وجنائز قتلى الجمعة تتحول إلى مظاهرات

إضراب عام في حمص ودوما غداة جمعة «الشيخ صالح العلي»

مشيعون في دوما يحملون لافتات تدعو لإسقاط النظام، في صورة مأخوذة من موقع «أوغاريت» الإخباري، أمس
TT

قام الجيش السوري في وقت مبكر من صباح أمس باقتحام بلدة بداما القريبة لمدينة جسر الشغور، والواقعة على الحدود مع تركيا، وسمع صوت إطلاق رصاص وقصف من رشاشات الدبابات. وقال ناشطون إنه وقع ما لا يقل عن 20 إصابة، وتمكن بعض الأهالي من تهريب المصابين والأطفال. وأضاف ناشطون على موقع «فيس بوك»، أن الجيش اقتحم قرية بداما معززا بـ6 دبابات، و10 باصات أمن وآليات عسكرية أخرى، باشروا بإطلاق النار من مضادات الطائرات والأسلحة الرشاشة على البيوت بشكل عشوائي، مع حصار كامل لأهالي القرية بعد أن أغلق الجيش الطريق المؤدي إلى خربة الجوز.

وخلال نهار أمس، اقتحمت القوات السورية أيضا بلدتي الجانودية ودركوش قرب الحدود التركية. وقالت مصادر محلية إنها شاهدت مروحيات تركية تحوم فوق قوات الأمن السوري بعد ظهر أمس، كما شاهدوا بدء انسحاب مدرعات الجيش السوري من محيط قرية بداما نحو القرى الأخرى.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الجيش السوري اقتحم السبت عند الساعة السادسة صباحا بلدة بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور حيث سمع صوت إطلاق أعيرة نارية». وأضاف رئيس المرصد «انتشرت نحو 5 دبابات وآليات عسكرية بالإضافة إلى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب على مداخل البلدة» التابعة لمحافظة إدلب والواقعة على الحدود مع تركيا وذلك في إطار الحملة العسكرية والأمنية التي بدأها في ريف مدينة إدلب.

وأشار عبد الرحمن إلى أن «بلدة بداما كانت مصدر تزود اللاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الأراضي السورية بالمؤونة»، معربا عن خشيته «من الآثار الإنسانية التي ستترتب على ذلك كون اللاجئين لن يتمكنوا من الحصول على حاجاتهم المعيشية والتموينية». كما لفت رئيس المرصد إلى «إطلاق نار كثيف في مدينة خان شيخون بعد أن دخلتها فجر السبت 7 سيارات تابعة للأمن».

وكانت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجند وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الإرهاب انتشرت الخميس على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب (شمال غرب) والقريبة من حماه (وسط). وأضاف عبد الرحمن أن «التعزيزات العسكرية التي تضم دبابات وآليات عسكرية ما زالت متمركزة على المداخل الجنوبية والشمالية والغربية لمدينة سراقب (ريف إدلب)»، من دون أن يشير إلى وقوع أي عملية عسكرية فيها حتى الآن.

وتأتي هذه التحركات العسكرية غداة مظاهرات أطلق عليها منظموها اسم «جمعة الشيخ صالح العلي» وجرت في عدة مدن سورية وشارك فيها مئات الآلاف، بحسب ناشطين، وأسفرت عن مقتل 19 شخصا برصاص رجال الأمن كما قال مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وبالأمس، خرج الآلاف في مدن سورية عدة لتشييع قتلى مظاهرات الجمعة. وأشار عبد الرحيم إلى «خروج نحو 20 ألف مشيع للمشاركة في جنازة أحد اللذين قتلا في مظاهرات الأمس (أول من أمس) في دير الزور (شرق) وسط غضب شديد وهم يهتفون بشعارات مناهضة للنظام». وأضاف أنه «من المقرر أن تلتقي هذه الجنازة مع جنازة القتيل الثاني». كما ذكر أنه «جرى تشييع بعض الذين قتلوا أمس في حمص (وسط) من جامع النور حيث شارك بالجنازة آلاف المواطنين»، لافتا إلى «حدوث اعتصام في المسجد الكبير إثر تشييع قتيل في دوما» في ريف دمشق.

وفي مدينة دوما، وبعد تشييع خليل عز الدين أبو عمر الذي سقط يوم أول من أمس الجمعة، جرى اعتصام كبير في ساحة الجامع الكبير في دوما والأهالي، على خلفية سقوط قتيلين وعشرات الجرحى في يوم «جمعة صالح العلي». كما تم إعلان حالة إضراب عام في ظل تواجد كثيف لقوات الأمن والشرطة. وانطلق التشييع من المسجد الكبير في دوما إلى مقبرة الشرفا، بينما تم قطع بعض الطرق الواصلة بين دوما وحرستا، لوجود تشييع آخر في حرستا. وانتشرت مزيد من الحواجز العسكرية، وكانت عمليات تفتيش دقيقة تجري للداخل والخارج من دوما.

وفي مدينة حرستا (ريف دمشق) خرج عشرات الآلاف في تشييع قتيلين سقطا أول من أمس، وتحولت الجنازة إلى مظاهرة عارمة، بحسب ناشطين. وكذلك في مدينة دير الزور، انطلق موكب تشييع قتيل سقط يوم الجمعة، من أمام مسجد عثمان بن عفان قدر ناشطون عدد المشاركون بـ100 ألف مشيع ليلاقي جنازة قتيل آخر بالقرب من سوق الجمعة، حيث قدر أيضا بـ50 ألف مشيع.

وكان عناصر في الأمن قاموا صباح أمس باقتحام منزل أحد أهالي المدينة في وقت مبكر من يوم أمس، ثم نشروا القناصة فوق أسطح المنازل، المواجهة لشارع المستشفى العسكري، بحسب التحذير الذي نشر في دير الزور بين الأهالي يوم الأمس لتوخي الحذر لدى لمرور في تلك المنطقة.

وفي حمص، أعلن إضراب عام بعد تشييع قتلى الجمعة حيث تحولت الجنازات إلى مظاهرات كبيرة خرجت من باب السباع والخالدية والبياضة ودير بعلبة. وفي حلب، تحولت جنازة محمد الأكتع إلى مظاهرة رغم الضغوط الكبيرة التي مورست على ذوي القتيل، حيث ظهر شقيقه على شاشة التلفزيون السوري لينفي موت شقيقه نتيجة الصعق الكهربائي (التعذيب)، وقال إنه توفي بالسكتة القلبية، في حين بث ناشطون مقطع فيديو يظهر فيه الأكتع وقد تلطخ قميصه بالدماء وقالوا إنه نتيجة ضربه بهراوات صاعق كهربائي.